نصوص أدبية
عادل الحنظل: أه.. أيّها السُويد
أبطَلَ النَومُ اتّحادَنا
أصغي الى قهقَةِ الساعَة
أمقُتُ الجِدارَ الأسود
لا شيءَ عليه سوى سحليةٍ صَغيرة
تذرعُهُ كلّ مساء
كأرملةٍ عذراء
أُنصِتُ الى هَمساتِ الريحِ
تخنقُها النافذةُ ذاتُ الزُجاجِ السَميك
أمدُّ عيني في غُموضِ السُكون
ألومُ القمَرَ المُحتَجِب
كحَبيبٍ آثَرَ الفِراق
مَوعدُ الضياءِ بَعيد
لن يلوحَ قبلَ التاسِعة
يا لابتعادِ الأمَل
تَعوي الأفكارُ...
وحشيّةً.. غادرة
لا أفلحُ في اقتِناصِها
هكذا .. كلّ ليلة
كطائرٍ مُرتاع
تظلُّ أجنحَتي مُفرَدة
**
2
لعلّ السُويدَ من السَواد
الشمسُ باردةٌ.. باردة
لا توقِظُ بذرةَ الريحانِ التي جئتُ بها من البَصرة
أعرفُها لا تُنجبُ جَذراً هنا
أرَدتُها تُعطّرُ التربةَ البائسة
الرَيحانُ.. مثلي
يُضيرُهُ استِنشاقُ الغُربة
يأنَفُ شَمسَ تمّوز..
الباردة!
**
3
أُدركُ الآن
أنّ الثلجَ فوق أكتافِ الساعينَ في الطُرقات
على الأسطُحِ.. الأشجار
تحتَ حَوافرِ المُشاة
يُهمِدُ جَذوةَ المَشاعر
جَبانةٌ هنا الأحاسيس
تتوارى من لَدغَةِ بَرْد
تذوي في قُلوبِ الشَقراوات
كحبّاتِ سُكّرٍ مُرّ
وأنا.. حفيدُ ابنِ أبي ربيعة
تحرقُ أنفاسي الهَواء
تحتَ ملابسي الثَقيلة
جَسَدٌ مُتَّقِدْ
جئتُ من بَلدٍ يُسامرُ الحَرّ
آه لو تَدري النِساء
في دِثارِ الصَقيع
أنّ فَمي موقدٌ
وكَفيَّ شَمس
**
4
في يوتيبوري
تحتَشِمُ الأرضُ من السَماء
تتَدثّر بالغُيوم
والمطَر
ليست الحياةُ سوى بَللٍ
ومَظلّة
وحينَ تُخطئُ السُحب
تضَلُّ عن سبيلِها
في زلّةٍ عابرة
أحتفلُ كالأطفال..
وحيداً
**
عادل الحنظل