نصوص أدبية
باقر الموسوي: لم يزل الفرات ظمآنا

في أعماق التاريخ
حيث تتشابك
الأرواح مع الطفوف
تنحني الهامات
إجلالاً لفارسٍ مهيب
أسطورة الموقف
الخالد،
في ذاكرةِ الزمن
في هذا المكانِ المقدس
يقطر النورُ الإلهيُّ
ويصعدُ من موقدِ الثورةِ
شعاعٌ لا يخبو
يحملُ في طياتهِ
الولاءَ والوفاءَ
أحرفاً كُتِبتْ
بدمِ الصمودِ
فكانتْ عنوانًا
للثباتِ والبقاء
لم يهَبِ
الموتَ بل يقاومُ
بكلِّ عنفوانٍ واقتدار
هو الحسين المستقيم
نورُ الحقِّ في قلوبُ المؤمنين
شمسٌ يهدي
إلى طريق الحرية
في ليلِ كربلاءَ يثورُ
الفراتُ بصرخةٍ مدوية
شوقًا لوجهِ الحسين
وفي دموعهِ عويلُ السماء
وانينُ الأرضِ يصمُّ الآذان
من لهيب النيران
التي التهمت الخيامَ
والزمنُ يبكي
والخلودُ يهتفُ
باسمِ الحسين
باسم الضحايا
في مشهدٍ لا ينسى
وذكرى لا تمحى
وحزنٍ لا يُطوى
ولم يزلِ الفراتُ ظماناً
لأنه لم يرتوِ
من ثغرِ الحسينِ المبجل
يبكي الفراتُ
ندماً
كما ينزفُ جرحٌ عميق
لا يندثرُ
ولا يشفى
جرح يتجدّدُ
مع كل ذكرى
وسيبقى الفرات أسيرًا للشوقِ
وامواجُه تردَدُ
يااااحسرتاهُ عليك ياحسين..
***
باقر الموسوي