نصوص أدبية
جورج عازار: حَسنَاءُ

حَسناءُ كالبَدرِ
حينَ الاكتمالِ
في دربٍ تسيرُ
حين كانَ الجَنَانُ صَادياً
بها وَلِعاً يَهيمُ
*
من كُلِّ أَلوانِ المَلاحةِ نَالتْ
قَوسُ قزحٍ في الفَضَاءاتِ
اِختيالٌ
*
في هَدأةِ الِّليلِ
تَروي لِلهَوى كُلَّ الأسَاطيرِ
وفَيضُ الوَجدِ مِن صَبِّها
أنهَارٌ تَتَدَفَّقُ
فكيف يكونُ الصَّبْرُ لِظامئٍ
حين يَصيرُ على مَقرُبَةٍ
وذَاكَ اليَنبوعُ
إهراقاً يَسيلُ
*
كُلَّمَا في الحَديثِ تُسرِفُ
نيرَانُ الهَوى
في الصَّدرِ تلتَاعُ
فلا يعرفُ المرءُ
إنْ كانَ للبُركانِ
أنْ سَوفَ يَخمِدُ
أم لحرائقِ الجَّوى
إخباءٌ وإهمادٌ
*
من كُلِّ بَساتينِ الدُّنيا
بأطايبِ الثِمارِ تَظْفَرُ
والوردُ في الثغرِ مبسمٌ
وفي وجنتَيها
كُلُّ ألوانِ الزُّهورِ تَرقصُ
*
من أجلِ مُقلتَيها
شَياطينُ الشِّعْرِ تَسْهَرُ
ومن غيرِ خمرٍ
تُذهِبُ العَقلَ والُلبَّ
والسِّحرَ والوضاءةَ
من مُحياها ينسكبُ
*
عُرْشُ المَفاتنِ مِن غَيرِ تَسَاجُلٍ
لمُقلتَيها اِحتواءٌ
والحَصَافةُ في وجودِها
لفَقْرِ الحَالِ بَيانٌ
*
فكيفَ لِفؤادٍ حين يَهواها
عن الكونِ ألّا يَغيبَ
والرُّشْدُ في عُهودِها
في سَماحٍ
فإنْ حَضرتْ يكنْ
هو الغِيابُ
***
بقلمي: جورج عازار