نصوص أدبية

عبد الله سرمد الجميل: أريدُ سماءً

أريدُ سماءً لم أعد أرغبُ الأرضا

ولو مُلئَتْ ورداً ولو زُخرِفَتْ روضا

*

أريدُ بلاداً لا حدودَ تحدُّها

بلاداً وراءَ الغيمِ لا تعرِفُ البُغضا

*

فلا تقنعوني بالفراتِ ودجلةٍ

فغيرَ النجومِ الزُّرْقِ و(اللهِ) لن أرضى

*

كنافورةٍ قد كانَ قيدي بأرضِنا

فمهما علَتْ في الجوِّ لن تتركَ الحَوضا

*

أنا حبّةُ الرمّانِ ثارَتْ على النَّوى

وعلّمَتِ الأجيالَ من بعدِها الرَّفْضا

*

أقولُ ليومي: كنْ كما أنا أشتهي

وإذ ألمِسُ الأحجارَ أُودعُها النبضا

*

بيانو بهِ الأزرارُ خيلٌ حبيسةٌ

ولكنْ يدي قد علَّمَتْها هنا الركضا

*

قميصي هوَ الليلُ النديُّ تقدُّهُ

يدُ الشمسِ والأجفانُ ناعسةٌ مرضى

*

إذا صِرْتَ ماءً سوفَ تدخُلُ قالت الـ..

شُجيراتُ والنيرانُ قالتْ: كن الومضا

*

نظرتُ إلى أمسي فكانَ كما غدي

سرابٌ وهل كفٌّ تُحيطُ بهِ قَبضا

*

كتبتُ أنا شعري على قطرةِ النّدى

فصارَتْ بحاراً تملأُ الطولَ والعَرْضا

*

وخضَّبْتُ غصناً قد تيبَّسَ عودُهُ

بجرحي فصارَ الغصنُ مُعشوشِباً غَضّا

*

على جسدي المعكوسِ في الماءِ أُلقِيَتْ

حصاةٌ من التَّرحالِ والدربُ ما أفضى

*

أنا متعبٌ من كلِّ شيءٍ وإنّما

يساندُ بعضي إنْ سقطتُ هنا بعضا

***

عبد الله سرمد الجميل شاعر وطبيب من العراق

في نصوص اليوم