نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: عشق دمشق

أَلَا يَــا لَائِـمِـي فِــي الْـحُبِّ رِفْـقًا
فَـكَمْ مِـنْ فَـارِسٍ قَدْ مَاتَ عِشْقًا
*
وَكَـمْ مِـنْ هَـائِمٍ فِـي حُـبِّ لَيْلَى
فَـكَيْفَ بِـحَالِ مَـنْ يَـهْوَى دِمَشْقَا
*
هَـوَاهَا فِـي سَـوَادِ الْـعَيْنِ رَسْـمٌ
سَـيُـخْـبِـرُهَا إِذَا أَعْـيَـيْـتُ نُـطْـقًـا
*
إِذَا أَبْـصَـرْتُ وَجْـهَـكِ مِــنْ بَـعِـيدٍ،
رَأَيْــتُ الْـكَوْنَ فِـي عَـيْنَيْكِ أَرْقَـى
*
أَنَـا الْـوَلْهَانُ، فِـي عِـشْقٍ وَقَلْبِي
إِذَا ذُكِـــرَ الْـحَـبِـيبُ يَـزِيـدُ خَـفَـقَا
*
وَلَــوْ خُـيِّـرْتُ فِــي مَـوْتِـي بِـيَـوْمٍ
عَـلَى رِمْـشِ الْـعُيُونِ أَمُوتُ شَنْقَا
*
أَرَاكِ بِـعَـيْـنِ قَـلْـبِي حِـيـنَ أَغْـفُـو
وَأَمَّــــا إِنْ صَــحَــوْتُ أَرَاكِ حَــقَّــا
*
عَـلَى خَـدَّيْكِ زَهْـرُ الـرَّوْضِ يَـزْهُو
وَفِـي شَـفَتَيْكِ شَـهْدٌ فَـاضَ دَفْقَا
*
أرَى بَــوْحَ الـنَّـسِيمِ لَـهَـا يُـنَاغِي
عَـلَـى الْـخَـدَّيْنِ طَـلُّ الـصُّبْحِ رَقَّـا
*
فَـفِـيكِ الــرُّوحُ تَـسْـمُو لِـلْمَعَالِي
إِلَــى حَــدِّ الـسَّـمَاءِ تَـكَادُ تَـرْقَى
*
أَيَـــا نَــفْـحَ الـرَّبِـيعِ يَـضُـوعُ طِـيـبًا
فَـتَـنْـشَقُ عِـطْـرَهُ الْأَرواحُ نَـشْـقَا
*
وَيَـسْـكَرُ مَــنْ يَــرَى يَـوْمًـا رُبَـاهَا
بِــــلَا خَــمْــرٍ وَلَا يَــحْـتَـاجُ زِقَّــــا
*
أَيَــا بَــرَدَى وَفِــي قَـلْـبِي حَـنِينٌ
يَــكَـادُ يُــحَـرِّقُ الْأَحْــشَـاءَ حَـرْقًـا
*
دِمَشْقُ هَوَاكِ فِي الشِّرْيَانِ نَبْضٌ
وَمَــنْ يَـهْـوَاكِ يَـعْـرِفْ ذَاكَ صِـدْقَا
*
دِمَـشْـقُ وَفِـيـكِ لِــلْأَرْوَاحِ سِـحْـرٌ
أَرَى الْـعُشَّاقَ فِـي عَيْنَيْكِ غَرْقَى
*
رُبَــــاكِ تُــعَـانِـقُ الْــجَـوْزَاءَ تِـيـهًـا
فَـتَـضْرِبُ حَـوْلَـهَا الـنَّجْمَاتُ طَـوْقَا
*
فَـهَلْ لِـلْعَاشِقِ الْمَجْرُوحِ سُكْنَى
سِـوَى قَـلْبٍ عَـلَى كَفَّيْكِ يُلْقَى؟
*
وَفِــي نَـجْوَى الْـمَآذِنِ بَـوْحُ صَـبٍّ
سَــتُــدْرِكُـهُ، إِذَا الــنَّـاقُـوسُ دَقَّ
*
دِمَـشْقُ، وَفِـيكِ لِـلْمَعْنَى طَـرِيقٌ
إِذَا كُـــلُّ الـــدُّرُوبِ تَـصِـيرُ زَلْـقَـى
*
تَـلِـينُ الــرُّوحُ مِــنْ طِـيبِ الـتَّكَايَا
وَمِـنْ زَيْـتِ الـسِّرَاجِ تَـصِيرُ أَنْـقَى
*
هَـــوَى الْأَوْطَـــانِ تَــيَّـارٌ شَــدِيـدٌ
وَيُـصْـعَقُ نَـبْـضُهُ الْـعُشَّاقَ صَـعْقًا
*
فَــهَـلْ بَــعْـدَ الْــهَـوَى إِلَّا افْـتِـتَانٌ
مَـتَى ألْـقَى لِـهَذَا الْـعِشْقِ عِتْقًا
*
وَكَـمْ هَـبَّتْ عَـلَى الـشُّهَدَاءِ رِيـحٌ
تُـقَـبِّـلُ جُـرْحَـهُـمْ صَــبًـا وَشَـوْقَـا
*
دِمَـشْـقُ، وَسَـيْـفُكِ الْـفُولَاذُ رَمْـزٌ
لِأَنَّـــكِ مَـــا رَضِـيـتِ الـدَّهْـرَ رِقًّــا
*
كَــرَرْتِ عَـلَى الـطُّغَاةِ بِـكُلِّ حَـزْمٍ
فَـمَـا لِـلـظُّلْمِ فِــي دُنْـيَـاكِ حَـقًّـا
*
فـفِي نَـقْشِ الْـعُصُورِ لَـهَا سُطُورٌ
لِــذَا فِـيـهَا الْـبَـيَانُ يَـفِيضُ عُـمْقَا
*
هُـنَـا الـتَّارِيخُ كَـمْ سَـجَّلْتِ فَـخْرًا
وَكَــمْ رَفَـعَـتْ بــكِ الْأَيَّــامُ عُـنْـقَا
*
هُـنَـا الْـفَـارُوقُ قَـدْ خَـطَّ الْأَمَـانِي
وَفَـجْـرُ الـنُّـورِ فِـي الْأَرْجَـاءِ شَـقَّ
*
أَتَـى الْـجَرَّاحُ وَابْـنُ الْـعَاصِ سَعْيًا
يَـقُـودَانِ الْـجُـيُوشَ إِلَـيْـكِ سَـبْـقًا
دِمَـشْـقُ وَوَجْـهُـهَا الْأُمَـوِيُّ فَـخْرٌ
لِـنَـفْـخِ الـصُّـورِ عَـامِـرَةً سَـتَـبْقَى
***
عبد الناصر عليوي العبيدي