نصوص أدبية
سعد غلام: سِفْرُ التَّبَدُّدِ
في دُجىً
يتدلّى من غصنٍ كسيرْ،
كنتُ أجني اسميَ المنفيَّ
من شَفَةِ العَسيرْ،
وأُريقُ النورَ
في غَيمٍ صغيرْ
2
جئتُ لا أملكُ وجهًا،
غيرَ ظلٍّ في السُّكونْ،
وجُرُفْ
ينزفُ التاريخَ
في صمتِ السُّجونْ،
كنتُ أمشي،
والخطى تَغفُو على فَوضى الظنونْ
3
لا دليلَ الآنَ إلا
شهقةٌ
من فمِ الغيبِ الغريقْ،
كلُّ شيءٍ كان يمضي
نحو أنفاسي،
ويبكي ثم يضيقْ
4
يا أنا،
أيُّ شتاتٍ يتّسعْ؟
والرؤى
تتكسرُ الأسماءُ فيها كالقِطعْ،
يا أنا،
هل كنتُ حبرًا
يتدلّى من ورقْ؟
أم صدى يمضغُ وجهي
حين أفنى في الشّفقْ؟
5
ها هنا
مدينةٌ
تُقْفِلُ أبوابَ الصباحْ،
واليتامى
يتقاسمْنَ التراتيلَ المُباحْ،
والأناجيلُ التي كانتْ تُضيءْ
غادرتْها النارُ
إلا في الجراحْ
6
كنتُ أكتبْ
كي أُزيحَ الصمتَ عن لوني المُريبْ،
وأُعيدَ الضوءَ للمعنى
إذا ما ذاب في الحُلْمِ الغريبْ،
كنتُ أحبو
بين جمرِ البدءِ،
أستجدي الرّحيقْ
7
كنتُ أُعلي نُطفَةَ الأسماءِ في
مَقلَتي، والرملُ يمحو سِيرتي،
كلّما خفّتْ رؤايَ، اتّسعتْ
8
لمْ أجدْ فيّيَ غيرَ الانشطارْ،
صوتُ منفيٍّ يدوّي في المدى،
وجدارٌ فيه أنفاسي تغارْ
9
ها أنا أسألُ ظِلّي: من دمي؟
هل وُلدنا، أم كُنِنّا فُقدَةً؟
أم نسينا أن نكونَ كما نبتَتْ؟
10
سوف أمضي، والعباراتُ طِلاءْ،
أكتبُ الصمتَ، وأغفو في الظلالْ،
وأُعيدُ البدءَ: حبرًا وارتقاءْ
*
خاتمة (نثرية)
في انتهاءِ الحبرِ يُولدُ ما يُرى،
حين يغفو الضوءُ في جفنِ السؤالْ،
تبتدي الأشياءُ من وهجِ العَمى
كلُّ ما كنّا،
ظلالٌ
في اتّساقِ اللامدى
كلُّ ما نُخفيه
يمضي
نحو ما نُخفيهِ...
مرّتْ أسماؤُنا،
وانْثَنَتْ في الريحِ
أنقاضًا تُرى
***
د. سعد محمد مهدي غلام






