نصوص أدبية
هادية السالمي: تغطّشت عين عمر

ذهل لقمان لِمَا رأى
و بالصّمت تصلّب وما اشتفى
ألقى على أرصفة الحلم وصاياه
و ما آواه المدى
لا وشم في المدى لأيّ مدن
فيها تقرّى وتدبّر...
*
سقط منّي معطفي - قال -
و أُشْرِبْتُ كؤوس الريح والأسى
مدائني الّتي رتقت ضلعها في مقلة الشمس
بأضلعي
تحتحتت من تحت أظفاري نعناعا
على موائد الضّنى...
في عطفة نائية
قد دعّني إنليل
و التفّ على النّهى
في الشطآن والحدائق، رسا الدّجى
و في النّهور والقرى.
انعقدت أ لسنة الرّمان
في أكفّ وقواق تمكّن...
وغرّدت له الشحارير
أطنبت عطاء وتناوبت...
تجاسر الوقواق،
احتطب في الجسور،
استكفّ ريحها.
و في المدائن
تأذّن بجوع وخراب ومقاصل...
اختلج النهار
انعطف ناحية بئر تتهدّمُ.
لا ماء في البئر ولا قميص أنتظر منها
كي أبصر...
*
أفتقد اليوم حفيف ثوب أيّوب على عصايَ
كي أرى .
منّي تفرّ لغتي
و تتهدّم جسوري والأماكن.
نسيتُ ما رتقتُ من عشب تخمّر
على الطين الْتَكَسَّرَ.
و أَحْصَبَتْ عنّي المرايا، كلّها
و صدَّعَ الحَصَبُ معصمي...
*
يا أيّها النّجم الْغَفَا !
هلاّ رددتَ لغتي وريح إبرتي؟؟؟
و بهما أَرْتُقُ عين عمر الْتَغَطّشَتْ
لَمَّا تَفَحَّمَتْ...
***
بقلمي: هادية السالمي دجبي - تونس