نصوص أدبية

خالد الحلِّي: في دُرُوبٍ لا تَؤُوبْ

دُرُوبٌ ضائعَةٌ

وَهْيَ  تَمْشِي جَنْبَهُ مُبْتَسِمَةْ

فَجْأةً قَالَتْ لَهُ مُسْتَفْهِمَةْ:

ما دَهاكْ؟

ما الذي قَدْ حيَّرَكْ؟

إنَّ خُطْواتِيَ تاهَتْ

و أنا أمشي مَعَكْ

و خُطاكْ

وَهْيَ تَبْدُو نادِمَةْ

جعلتني أسألَكْ

هَلْ هُوَ المشيُ الطويلْ؟

أَمْ هُوَ العبءُ الثّقِيلْ؟

نَحْنُ جاوَزْنا دُرُوباً، و دُرُوبْ

لَمْ نَعُدْ نَذْكُرُها

فآسْتَطَالَتْ

و تَمَادَتْ

كَتَمَتْ عَنْكَ وعنِّي سرَّها

فإلى أينَ نَسِيرْ

وخُطانا

في رمالِ الوَهْمِ ضاعَتْ

و متى سَوْف نَؤُوبْ

لِدُرُوبْ

قَدْ عَشِقْناها معاً

و أَضَعْنَاها سُدَىً

***

دُرُوبٌ مُتَقاطِعَةٌ

عِنْدَمَا اِسْتَبْدَلَ دَرباً بِسِواهْ

لَمْ يَجِدْ فِيهِ اَلَّذِي كانَ يَراهْ

في دروبٍ سابِقَةْ

مِنْ جُسُورٍ  و مِياهْ

وَ نَبَاتٍ وَ بَشَرْ

فالدّروبْ

بَدَّلَتْ أَشْكالَهَا

وَالجُسُورْ

غيَّرت أَلْوانَها

*

بَعْدَ أَنْ أَتْعَبَهُ المَشْيُ توقَّفْ

عِنْدَ دَوّارِ دُرُوبٍ تتقاطعْ

وَهْوَ لا يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ يَعُودْ

حِينهَا اَلْغَيْثَ اِنْهَمَرَ

فمشى تحتَ المَطَرْ

دونَ أن يَدْرِي إلى أينَ يؤوبْ

***

شعر: خالد الحلِّي

في نصوص اليوم