نصوص أدبية
عادل الحنظل: قصص قصيرة جدا (9)
لم أحملْ أبي، حينَ تمرّدَتْ ساقاه، لم يَرغبْ، تَمَرّغتْ عينايَ بالبُكاء، الى داخلي، كانهدامِ بئر.
**
2
سأجمعُ الوقتْ، ذلكَ الذي بَعْثَرَتهُ رعونةُ السِنين، سأنسجُ منهُ خيمةً، تأوي جميعَ الحَسَرات.
**
3
قطراتُ المَطرِ التي سقَطَت عليّ، جاءت من بلَدٍ آخر، الشيء الوحيدُ الذي لا يسرقونهُ، في وَطَني.
**
4
مولاي، فلتنظرْ الى الأرض، لا الى السَماء، الجياعُ من حَولك، بلا أجنحة.
**
5
على مائدتهِ، قواريرُ خمرٍ أنيقة، على زجاجِها، ظلُّ أثداءِ امرأةٍ رخيصة، في الغد، سيَقرأُ الفاتحة، بسَوادِ الكلمات، على أرواحِ قتلاه.
**
6
أنشَأتُ مملكةَ الله، لي، طَرَدتُ جميعَ الآتينَ لأخذِ الأجر، بابي لن يدخلَهُ، أبَداً، سوى عشّاقِ الدنيا.
**
7
اذهبْ الى الجنّة، الى النار، في النهاية، لمّا تصل الى هناك، لن يُبالي أحَدٌ، بماضيك.
**
8
أخفيتَ أعذَبَ خَمر، في أحقر دِنّ، لن تَحبسَ تقيتُكَ الحَمقاء، التماعَ عَينيك، ولا أنصافَ الحُروفِ، في فمك.
**
9
قُبلاتُهُ المُقزّزة، لم تكن ضمنَ الإتّفاق، دفعَ مالاً، ليغنمَ أشياءَها الثمينة، بلا أنفاسٍ كريهة، منهُ، أو شهَقات.
**
10
لم أحملْ كلّ التاريخِ معي، الى المَنفى، أودَعتُ أكثرَهُ في بلَدي، لكن بلَدي يَموت، هو والتاريخ.
**
11
مُستلقٍ على الرصيف، كخِرقةٍ بالية، أبعدَ مايرى، أقدامَ من يدعَسونَ مملكتَهُ الصغيرة، الملأى بفُتاتِ الخُبز، ووحَلِ الحَظّ.
**
12
أسيرٌ أنا لديكِ، الطريقُ الى تحريرِ نفسي، يمرُّ مِن فمِك، فدعيني الآنَ أُصلّي، بدعاءِ النَصر.
**
13
تَسترخي على السَرير، في بطنِها بضعَةٌ من لحم، في شهرها السادس، لن تُبالي، تنتظرُ السخاءَ، ولا يأتي، من سارقِ الشرف.
**
14
حينَ رَغِبَتْ أن ترفَعَ الحُجُبْ، بَينَنا، لم أُطفِئ الضِياء، أردتُ أن أرى الضلالةَ، و الهُدىٰ، كباحثٍ لدود، عن موعظةٍ خرساء.
**
15
أنتَ، كالقمَرِ في النهار، أذِنَتْ لك الشَمسُ أن تبزغ، تحتَ إبطِها، لن يُبالي أحدٌ بك، حينَ تغيب.
**
عادل الحنظل