نصوص أدبية
محمد المهدي: أحـلام جاريــة..
ألولب رتابة اليومي،
وأُلمع أحذية الزمن المتهالك،
كيلا تُلقي بي الأيام على قارعة التاريخ..!!
أنا القادم من جوف الألم،
المثقل بأحمال الأمس،
و هموم اليوم..
أنُــوءُ بأحلام الغد الهروب..
أنا المدرج بأسقام الوطن
و جراحات الناس..
أنا الواصل والموصول،
أنا الفاعل والمفعول..
لم يُبقِ لِـيَ التاريخ
سوى قُصاصات من حروب
و متاهات من دروب..
أرتق بها حدودَ البلاد الممتدة مِنّـي
إلى منتهى الحلم العنـيد..!
لعل الوطن يتشكل من جديد،
أو لعل ريح الشرق تَهُبّ من بعيــد.
وأنا القاعـد تحت لهيب الهجيـر الآتي من مرابض داحس والغبراء،
وشجون عنترة و قيظ تهامة والرمداء..
أتوسد بَعضا من قُصاصات المجد التليـد،
كما روته الجَدّات..
و تناثرَ كالغبار من ثنايا الأسفار.
أو انثال كالأطياف من حوافر الخيل المسرجة بالأحلام.
لا حبر لي كي أطرد الليل عن الحَواري و العتمةَ عن دروب الحي القديم..
لكني سأستعير حروف القول السديد،
لأرسم أصفادا لأسرى الماضي المجيد.
و أُعَمِّـد مواليد الكواكب البعيدة..
و أُوقِدُ النجوم المعتمة
كي أبشر بفجر جديد..!!
***
محمد المهدي - المغرب
تاوريرت – 07/10/2024