نصوص أدبية
باقر صاحب: عرشُ اليأس
لم أتربّعْ يوماً إلاّ على عرشِ اليائس من كلِّ مقامٍ ومقال. أسمِّي قولي صمتاً، وفِعالي شعاعَ نفسي على نفسي. أتصدّع من تناسلِ المُحبَطينَ حولي جياعاً وتائهينَ ومنتحرين.
ذاتي في مراياهُمْ تَتقعّرُ وتَتحدّب. مِرآتي تأبى النَّظرَ إليْ، تَهوى مُفارقتي سِنين، ثمَّ تعودُ لتراني، لَعلَّني نَجحْتُ في مُطابقةِ المقامِ الأغبرِ بالمقالِ الناصع. لعلَّني حاصرتُ مُفردةَ المُحبَطينَ في قاموسِ الأحلام . لَعلَّني أرْشدتُ الجّياعَ إلى فِردوسٍ ليسَ من كلمات. وواصلتُ التائهينَ بقوافلَ الداعينَ إلى الخلاص، وأرسلتُ للمُنتحرينَ حَمائمَ النَّجاة.
عادتِ المرآةُ وكأنَّها لم تَعُدْ، لأنَّني لمْ أنْجَحْ ولم أُحاصِرْ ولم أُرشِدْ ولم أواصِلْ ولم أرسِلْ، لذلك تَوَّجَتْني مرآتي على عرشِ اليأسِ في سِلم حياتي وحُروبِها .
***
شعر: باقر صاحب