نصوص أدبية
عبد الستار نورعلي: غريبان
مهداة الى شاعر الحبِّ والجمال
جميل حسين الساعدي
***
صديقي، ما لديكَ، وما لديَّا
قصائدُ تعزفُ اللحنَ الشَّجيَّا
*
فبيتُ الغُرْبِ صارَ لنا ملاذاً
وبيتُ الأهلِ جبَّاراً عَتيَّا
*
هجرْنا صُحبةَ النَّخلِ الظَّليلِ
صحِبْنا الظِّلَّ ليلاً أجنبيَّا
*
وما كانتْ بأيدينا، ولكنْ
بأيدي مَنْ طغى وازدادَ غَيَّا
*
نشيجُكَ يملأُ الخِلَّ المُعنَّى
بحزنٍ لم يزلْ غضّاً طريَّا
*
غريبانِ استفاقا ذاتَ ذكرى
فكانَ الشَّوقُ خفّاقاً نديَّا
*
أهاجَ مواجعي وأقامَ فيها
بجمرٍ زادَ مِنْ لَهَبٍ عَلَيَّا
*
ذئابُ الليلِ تعويْ في سريريْ
لتملأَ مَضْجَعِي أرَقاً سَخِيَّا
*
فعاقرْتُ الكؤوسَ وما غفوْتُ
فبتُّ معَ الكؤوسِ فتىً عَصِيَّا
*
أداويْ خيبةَ الأيامِ فيها
بأخرى داؤُها يشتدُّ كَيَّا
*
هي الأحلامُ لا تُغُنِي ولكنْ
سرابٌ قرَّبَ الأمسَ البَهيَّا
*
شربتُ الرَّاحَ حتى كَلَّ قلبي
ولمّا كلَّ، كلَّ العمرُ فيَّا
*
تداوَيْنا بمَنْ يُغْنِي ويَشفي
ويأخذُنا إليهِ ذُرىً عَلِيَّا
*
إلى مَنْ يملأُ الأرواحَ أمْنَاً
ويغمرُها سلاماً سرمديَّا
*
هو الوطنُ الرَّحيمُ الحقُّ يعلو
هو النُّورُ الَّذي يَهدي الشَّقيَّا
*
وما آوي إلى مَنْ حَدَّ سِنَّاً
فيرميني إلى الذُّؤبانِ حيَّا
*
وباسمِ الله يحكمُ مُستبيحاً
حقوقَ الخَلْقِ نشَّالاً رَدِيَّا
*
أيحكمُ مارقٌ مَنْ كانَ حرّاً
أبيَّ النَّفْسِ مخلوقاً نقيَّا!
*
فكمْ مرَّتْ علينا مِنْ دُهورٍ
صحائفُ أرَّخَتْ زمناً فَرِيَّا
*
ليحكمَنا الأقاربُ والأعادي
خبيثاً، أمْ سَفيحاً، أمْ بَغِيَّا
*
سلاماً أيُّها الوطنُ البديلُ
فقد أهديْتَنا وطناً سَوِيَّا
***
عبد الستار نورعلي
تموز 2024
.....................
* كتبتُ الأبيات الأربعة الأولى تعليقاً على قصيدته (أرق) في صحيفة المثقف بتاريخ الأربعاء 19/6/2024، ثمَّ أضفْتُ عليها بعد ذلك لتكتملَ بهذه القصيدة.