نصوص أدبية
فؤاد ناجيمي: غرناطة المرآة
تراني المرآة
لا أراني
وجهي
يحول وجهه عني
أين صورتي
عاريا منها
وذاك الجواد القديم
أين من كانوا
بالأمس أمسي؟
لا تكفي المرآة
كي أعبر إلى نفسي
*
تقولين لوركا
بعدما سقطت وردة
بين البنادق
والسقوط بعض العاشق،
تقولين لوركا
والموت
عودة الأرض إلى المنفى
وصوتي الوئيد
*
كم كنت أصرخ
غرناطة، غرناطة
لا تقتليني مرة أخرى
مازالت أمي
تحب رائحة الكلام في ثيابي
وتحفظ دمعي جيدا
من النشيد إلى النشيد
*
بين عريّ الصحراء
و لغة البدو القدامى
لا أذكر أني ...
عدنا
من فوضى الأناشيد
نشيدين أقتل بينهما
قداس
يؤجل زهوري
إلى خريف مضى
وأغنية
تُقبلني جرة نبيذ
*
أيا زفرتي الأخيرة
ألا تتعبين
تركت غدي خلفي
تحت حوافر الحديد
تركت الحمام
يؤنس الماء والمآذن
تركته شهيد
متى نعود إلينا؟
يا حلمي البعيد
*
وهذي لغتنا
تُعيد مفرداتها
لاجئ
أسير
ضحية
و تغلق بعدنا قواميسها
و لا تعود إلى سيرتها الأولى
كيف أقرأ ليلي؟
كيف أصدق البلاغة؟
و ظلك شريد
فاخترْ لقبركَ اسما جديد
*
أتذكرين سيدتي
محاكم التفتيش،
لا تفارق حديقة بيتنا القديم
و تنزع القمر كل ليلة
عن طوق حبيبتي
كي لا يضيء الحلم في دمي
ولا أعود إلى نفسي
من رحلة التعب الطويلة
و شتائي الطريد
أنا الآن ما لا أريد
***
فؤاد ناجيمي
من ديوان: هذا العالم لا يشبه أمي