نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: أحبُّ انتصاري

أحبُّ انتصاري على النفسِ إلّا

إذا كنتِ نفسي أيا خيرَ نفسي

*

وليسَ انتصاري على خيرِ نفسي

سوى ذلّةٍ وانكسارٍ ونكْسِ

*

وإنّ انْكساري على يدِها و هْيَ

أنتِ انتصارٌ على جندِ يأسي

*

ويأسي أنا- شرُّ نفسي- وجُندي

هَواني وشكّي وخوفي وتَعْسي

*

فيا خيرَ نفسي اهْزمينيْ ولا

تترُكيني لأجنادِ يأسي وبأسي

*

فكم من حروبٍ خسرنا وكم من

بلادٍ وفيها جدودي وقدسي

*

وكم من ربوبٍ صنعنا وكم من

رؤوسٍ حملنا تبيعُ ببخسِ

*

و كم من حدودٍ عبرنا وكم من

بلادٍ لأجل رغيفٍ وفلسِ

*

ويا خيرَ نفسي اضربيني بنعليْ

ابتداء وليس انتهاء برأسي

*

ولا ترحميْ فيَّ ضعفًا بُعيْدَ

انكسارٍ ولا رفقَ بي أو بحسِّي

*

فحسّي بليدٌ أراهُ بهذي

البلادة يكفيكِ حتّى لكنْسِي

*

فلو كان يقْظا لما باعني حين

نام ليأسي مقابل كأسِ

*

مُضيفًا بذا النومِ بأسا ليأسي

لذا فهْو مثلي جديرٌ بطمْسِ

*

كأنّي بذا الخيرِ أنساك حتّى

طقوسَ الوغى بين دجْنٍ وشمْسِ

*

فما بعد هزم وكسر وضربٍ

بنعلٍ على أرؤُسٍ غير حبسِ

*

ولا تأبهيْ بقوانينَ جاءتْ

لإعلاءِ طقسٍ وإخضاعِ طقْسِ

*

وإغناءِ جنسٍ وإفقار جنسٍ

وإكرام لبسٍ و توبيخ لبسِ

*

وذاك دمُ الجوعِ يجريْ وقانو

نُهمْ خانسٌ خلفَهم فوقَ كُرسي

*

فإن متُّ قهرًا فقولي لقد ما

تَ من قبلِ هذا على يدِ يأسِ

*

وإذْ ذاكَ لا تدفنيني كما يُد

فَنُ الإنسُ ميتًا على يدِ إنسِ

*

بلِ اسْتَقْبلي وادفنيني بعيدا

عن الإنس دفن الحُبورِ لنحسِ

***

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم