نصوص أدبية
المولدي فرّوج: حتّى ينكسرَ الظّل
هل يكون الموت ظلا للوحدة؟
صحْراءُ لا عُودَ فيها
يُظلِّلُها
يتخبَّطُ في بطْنها النّفْطُ
لا النّبْضُ يدفعُه، لا الشّرايينُ تمْتصُّ
ماءَ الضّلوع
صَحراءُ من وجعٍ
تُرْقِصُ الحُزنَ في دَمِنا ...وتــــــــجوعُ ....
مع الزَّمنِ الزّفتِ حتْما تجوع
لتأكُلَ أطفالَها
ــ لا كما القطّةُ خوْفًا عليهم ــ
ولكنّها النّارُ
إنْ جاعتِ النَّار تأكُل أحْطابَها،
ما تبقّى من الجَمْرِ أيضًا
وتجترُّ ما يتَناثرُ من لَهبٍ
وتلاطفُ حمّى الرَّمادِ
بملحِ الدّموع
اعتصرْنا على الشّمسِ شهْدَةَ دمعاتنا
ثمّ صحْنا على غيمةِ الماء عودي
إلى اللّحظةِ الصّفْرِ
لا بدّ للماءِ من فرصةٍ للطّلوع
صبّي ثريّاكِ عشْقًا لتونسَ
نحنُ نزفْنا ولم يتبقّ
إلى السّحُبِ المثقلاتِ
...سوى قصب لا يظلّلُ قامتَه
صارَ يمشي كمفتتنٍ
بانْكِسارِ الظّلالِ على قدمٍ واحدهْ
أو كمرتبِكِ الخطواتِ
فعودي ليمتدَّ ظلُّ البلادِ بدون انْكسارٍ
***
المولدي فرّوج - تونس
2012