مقدمة: السياحة الجنسية هي إحدى أنواع السياحة ومن الظواهر الاجتماعية الموجودة في معظم الدول وتعتبر من المشاكل التي تحظرها القوانين والأنظمة في العديد من الدول.. ومع ذلك، هناك العديد من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي قد تدفع بعض الأشخاص إلى ممارستها بشكل خفي كوسيلة لكسب العيش، بما في ذلك الحصار الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة، مما قد يساهم في زيادة حالات الدعارة في بعض البلدان، وهذا يحدث حاليا في إيران.
1- مفهوم السياحة الجنسية والعوامل الدافعة إليها:
السياحة الجنسية: هي تبادل الخدمات الجنسية مقابل المال أو الهدايا، يمكن أن يكون لها أسباب عديدة، لكن أهمها هو الفقر وعدم وجود مصدر دخل ثابت، قد تكون الظروف الاقتصادية الصعبة وضعف قيم العملة من العوامل أيضًا، ولهذا السبب يلجأ بعض الناس إلى اليها كوسيلة لكسب العيش، تحت مسميات مختلفة] مرشدات سياحه، مترجمات أطباء، مكاتب زواج (دفتر ازدواج) ... الخ.
فالدعارة بمختلف مسمياتها كالسرطان، خاصة في مجتمع مثل إيران، الذي يعاني من بعض الأسر المفككة، وارتفاع معدلات الطلاق، والفقر، وملايين الأرامل والأيتام، وانتشار المخدرات، واهتمام الطبقة الحاكمة الإيرانية بقضايا المنطقة، ومنها حرب غزة، والحرب في سوريا ولبنان، وتعرضها للضغوط الدولية، فأصبحت منتشرة على نطاق واسع.
2- الحصار الاقتصادي المفروض:
تتعرض إيران حاليا لحصار اقتصادي شديد من بعض الدول الأوربية وأمريكا والمنظمات الدولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، وانخفاض قيمة العملة بشكل كبير، مما زاد من معاناة الناس والصعوبات المعيشية.
ديانا: هذا لقبها، وليس اسمها الحقيقي، هي شابة في الثلاثينيات من عمرها تدير متاجر متعددة للجنس في المدينة (س). تصحبك عند المعبر الحدودي بسيارة بيجو (صنع في إيران) وتأخذك إلى موقعها السري، وهناك سيأخذك أبو سعيد زوج أختها وتبقى معه لفترة.
وتقوم هي بدورها من خلال دفع ثمن الإقامة لليلة واحدة (800 تومان إيراني) ودعوة الشابات الجميلات لممارسة الجنس مع السياح (الشباب أو كبار السن) مقابل 1000 تومان إيراني في المرة الواحدة، وبذلك تكسب تلك المرأة 4000) تومان) في 2-3 ساعات.. ولا نعرف كم تعطي مبالغ لضحاياها من النساء الفاتنات .
وهكذا فإن هذا السيناريو يتكرر كل يوم، وعندما ينفد مالهم أو يصلون إلى المتعة الجنسية، يتم إرسالهم عبر الحدود مرة أخرى ليعودوا إلى وطنهم حاملين خطايا أكبر.
أبو فاضل: مدير مدرسة سابق يسافر إلى إيران شهريًا لممارسة الجنس مع الشابات، يطلب من المرشدة أن تحضر له فتاة صغيرة رغم أن عمره يزيد عن 70 عامًا.
سألته ذات مرة: هل تستفيد إلى أقصى حد من إمكاناتك الجنسية ؟ رد: " لا أرى سوى جمال جسدها ولا شيء غيره " لأنه ميت سريرياً، والمضحك المبكي أنه يوهم عائلته بأنه مسافر لزيارة العتبات المقدسة في مدينة كربلاء.. "إنه يخدع أهله".
أبو ماجد: محامٍ يعمل في محكمة الأحوال الشخصية، ورغم أن عمره يزيد عن 70 عاما، إلا أنه يجمع " أتعاب المحاماة " كل شهر وينفقها على الجميلات.
أبو أنور: متقاعد يحب شرب الويسكي أكثر من حبه للجنس، تشتري له قائدة الحملة زجاجة من الويسكي الاسكتلندي العابر للحدود بـ 1200 تومان، ويحتسيه خلال ثلاثة أيام، وأحيانا يصاب بالصداع والتقيؤ لأنه مغشوش وغير أصلي.
أبو علي: رجل متزوج يسافر إلى إيران أسبوعيًا للحصول على الرومانسية التي لا توفرها له زوجته الأمية، ويخدعها بالقول إنه يذهب إلى العتبات المقدسة في مدن الكاظمية وكربلاء والنجف وسامراء. لأنه سائق سيارة أجرة.
3- الدعارة في إيران:
نتيجة للحصار الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة في إيران، زادت حالات الدعارة في البلاد، أذ يلجأ بعض الناس إلى الدعارة كوسيلة لكسب العيش وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ويمكن أن يكون للبغاء أيضًا تأثير سلبي على النساء في البلاد، مما يجعلهن عرضة للعنف والاستغلال.
مرجانة: شابة في العشرينيات من عمرها ولديها طفل واحد، قالت إنها طلقت زوجها منذ عام لأنه محتام (وهو مصطلح ينطبق على متعاطي المخدرات) ليس لديها وسيلة لإعالة نفسها، وتعيش في نفس المنزل مع والدتها.
ليلى: شابة جميلة جداً، بيضاء اللون، نحيلة، لو رأيتها سوف تُّعجب بها، وهي مطلقة ولديها أطفال، تكسب عيشها من خلال ممارسة الجنس مع الآخرين، الأمر الذي كانت عائلتها تصدقها، حين تقول لهم بأنها تعمل في صالون تجميل للسيدات.
أم يوسف: متزوجة وتسكن مع زوجها في بيت مستأجر، إنها تكسب عيشها من خلال جلب النساء، مقابل العمولات التي تتلقاها من العملاء للمساعدة في تغطية نفقاتهم.
أم حسين: هي من العراق، من جيل الثمانينيات، وعائلتها هربت من ظلم الدكتاتور / صدام حسين المجيد، تعيش مع زوجها في منزل مكون من طابقين، الطابق الأول ملك لها، والطابق الثاني مؤجر للعراقيين للاسترخاء.
4- القيود الاجتماعية في العراق:
معظم الشعب اليوم يعيش نوعاً من الانحراف الجنسي الذي اخذ يزداد في المجتمع نتيجة القيود الاجتماعية والقبلية، وضعف الوعي الديني، ومحاولة الفصل بين الجنسين نتيجة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وظهور صرعة العصر (الموبايل)، واكتشاف وباء الانترنت الذي لا يقل خطورة في جانبه المظلم عن وباء كورونا .
في محافظة بابل (100كم جنوب بغداد) ألقت مفارز الأمن الوطني القبض على أحد السحرة المشعوذين، وبعد التحقيق معه وتدوين أقواله اعترف انه مارس الجنس مع أكثر من 400 امرأة، ومارس اللواط مع 90 شاباً لغرض إكمال السحر، ووُجد في هاتفه مقاطع فيديو وتصوير لبعض النساء والشباب المغرر بهم .
هذا الوباء لا يمكن التخلص منه بسهولة، لأنه دخل في كل بيت وشركة ومعمل وجامع وكنيسة، وخلق خصوصية لكل رجل وامرأة وطفل، من الصعب التدخل فيها أو فض الاشتباك بسهولة وبالطرق السلمية، لان هناك مواقع عدوانية لدول تريد غزو الدول الأخرى عن طريق الدس الطائفي والعرقي والديني والعطش الجنسي الذي تعيشه شعوبنا العربية والإسلامية نتيجة سيطرة بعض رجال الدين على مقاليد السياسة والثقافة المجتمعية أو ممن يعملون كوعاظ للسلاطين الحاكمين في هذا البلد المسلم أو ذاك.
لذلك كثرت في تلك المجتمعات شبه المتدينة السرقة والقتل والزنا بالمحارم، عكس المجتمعات الأوربية التي يكثر فيها النوادي وأماكن ممارسة الجنس المصرح بها من قبل الدولة والتي تخضع للعناية الطبية المستمرة .
5- الاستنتاجات:
تعرفت على إيران وتعايشت مع الإيرانيين، منذ سقوط نظام البعث في العراق/ 2003 حتى الآن، وقد تبين أن بعض النساء الجميلات من الجنسية الإيرانية يرغبن في إقامة علاقات صداقة مع العراقيين، ويرفضن إقامة تلك العلاقات مع الإيرانيين.
الأسباب التي قدمتها هؤلاء النساء الإيرانيات هي:
1- العراقي يدفع للإيرانية مائة دولار أمريكي (6000 تومان إيراني) تقريباً أي ما يعادل 150 ألف دينار عراقي على مبيت ليلة واحدة لعدة عراقيين ..يجتمعون معها بمكان محدد مسبقاً كأن يكون بيت مؤجر أو شقة يرتبها شخص إيراني مقابل مبلغ من المال قد يصل إيجارها اليومي (ألف تومان إيراني أي ما يعادل 30 ألف دينار عراقي) لليلة الواحدة،ويتناوبون عليها، وهي راضية بما يحصل لها .
2- ادعاء تلك الإيرانيات بأن الإيراني لا يعطيهن ما يتفقن معهن، و(يضربوهن بوري)، كما يقول المثل العراقي .
3 - العراقي لا يعمل مشاكل معهن عكس الإيراني الذي يجلب أصدقائه،ويغصبوهن بعنف، ولا يعطوهن أي مبلغ كاف، كما يدعين.
4- كثير منهن لا يريدون إن يفضحن أنفسهن، فيمارسن مع العراقي مقابل مبلغ ألف تومان لمرة واحدة أو دون ذلك قليلا.
الطامة الكبرى: إن تلك الشريحة من (النسوة) كثير منهن لديهن حساب على مواقع التواصل الاجتماعي (الأنستكرام والواتساب)، ويتواصلن مع العراقي، ويغلقن أي حساب إيراني يتصل بهن، واروني هؤلاء العراقيين صور لتلك الإيرانيات، وأحزنني ما شاهدته، أكثرهن شابات جميلات (أرامل ومطلقات) والمضحك المبكي... عندما قلت لعراقي لماذا لا تجلب زوجتك معك أثناء السفر... فكان الرد (لا، لا العراقية، مريضة، ونريد التغيير مع فتيات صغيرات بالعمر).
وعليه يجب اتخاذ إجراءات رادعة من قبل الطرفين العراقي والإيراني ومنها:
- سجن وترحيل أي أجنبي في إيران... يمارس علاقات محرمة مع إيرانيات…للحفاظ على سمعة إيران على الأقل أمام العالم والأجانب.
- تطبيق قوانين صارمة ضد البغاء، فليس من المعقول بلد مثل إيران يدعي القيم الإسلامية الحميدة، نجد فيه فتيات ونساء يسئن لسمعته.
- إلغاء فكرة السفر المفتوح بين الطرفين والسماح للمواطن بالسفر مرة واحدة خلال السنة باستثناء الحالات الطبية والعلاجية والإنسانية.
- يكون تبادل الزيارات عن طريق المجموعات السياحية، وتقليص السفر الفردي قدر الإمكان.
- سحب جوازات السفر من الأشخاص المسيئين، وعدم السماح لهم بالسفر خارج العراق لمدة خمس سنوات، وفي حالة تكرار الظاهرة يمنعون من السفر بشكل كلي.
- يكون السكن للأجانب في الفنادق حصرا ومن يخالف ذلك من الجانبين يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
- على علماء النفس والاجتماع والطب الحديث دراسة حالة العراقي الجنسية وأسباب نزوعه للجنس مع الآخرين رغم كونه متزوج ولديه أبناء وبنات، ورغم تجاوز سنه الستين عاما.
- ضرورة محاسبة الأشخاص الذين يدخلون إيران ويعودون بنفس اليوم إلى العراق، وإخضاعهم للمساءلة القانونية، وأسباب الدخول والخروج.
وأخيرا: من عمل خير فليحمد الله على ما وفقه إليه، ومن عمل شر فليتخفف من حمل وزر سيجده يوم القيامة ثقيلا عليه.. لنطمئن إلى رحمة الله وعدله في كل ما افترضه علينا، فلولا أنها في طاقتنا لما ألزمنا بها، فلا يحسن أن نتبرم بتكاليفه، ولا أن نستثقل أوامره.
ما أكرمه سبحانه وأوسع رحمته، يثيب عبده على أعماله الصالحة سواء عملها بسعيه أم وقعت له بغير اختياره، ولا يعاقبه إلا على ما سعى إليه وقصد إلى فعله!.
دين الله يسر لا مشقة فيه، فلا يطلب الله من عباده ما لا يطيقونه، فمن فعل خيرا نال خيرا، ومن فعل شر نال شرا.
**
شاكر عبد موسى/ العراق
كاتب وأعلامي