أقلام حرة

محسن الأكرمين: رؤية إجراء المحاكاة المحتملة

لا يمكننا التركيز أثناء الخوض العميق في بؤرة المشاكل المستعصية، لأن الأمر قد يمتد نحو الخوض في الغشاء الفاسد الذي يفسد الزرع والإنبات. اليوم نبحث بالكشف عن نموذج من إجراء المحاكاة المحتملة لتوقع حلول شافية وممكنة التطبيق لكل المشاكل غير المستفحلة! حتما، قد نصطدم مع مشاكل ذات أحجام متنوعة وتراكمية ولما لا تراكمية من زمن الخلق والبدايات البشرية، لكنا لا نقدر على البرهنة بأن تلك الحلول لن تصنع مشاكل أخرى رديفة ومستجدة، وقد تزيد حياتنا ثقلا لا قدرة لنا على حمله أسفاره على الإطلاق.

تتنوع المشاكل التي قد تعترض الجميع من الصنف الخفيف إلى الصنف الأشد ثقلا إلى المتوسط منها، من تم قد لا تكون هنالك حلول نمطية تتشابه وتتواقف في المخارج والانفراجات بين عموم ما يعترضنا من متاعب الحياة الاجتماعية.

في خضم المشاكل (يحميكم الله منها)، يُمكن أن يُولد الإنسان أكثر من مرة، وقد يحمل أكثر من اسم في تنوعها وتشابها. فقد يكون ممن يصب النار على زيت حمئة. وقد يكون من ذوي الأعراف لا هو مع زيد ولا ضد عمرو. وقد يكون ممن يبحثون عن الحلول التوافقية والعودة بالمشكلة إلى نقطة الصفر. وقد يكون ممن يتنبؤون بالحلول ومن ما يحدث لاحقا، وهو يزهو في معيارية التنظير وعلم النفس/ الاجتماعي، والحكمة النمطية.

المشاكل بِجلِّ مواصفاتها وتشعباتها تسعى إلى تدمير الذات والوضعية الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، لكنها حتما تبقى صناعة حصرية من ابتكاراتنا المتعارضة والمتباينة والمتهالكة. فبدل إدخال الدماغ في قوقعة السلحفاة، فقط أخبرني من تكن؟ وبهذا قد أضع فكري في نفس القوقعة للحصول على رؤية جلية وهوية زمنية للمشاكل. وبالرغم من معرفة سلم المشكلة المشتتة، فلن أضع حلولا لما يعترض ذواتنا من عوائق، ولكني أقدر على خَبْرِ الأفكار نحو القرارات الممكنة بالحلول السهلة، وهذا مما يمكن إقامة علامات تشوير ميسرة. من تم فمن يمكنه رؤية الأفكار، يجب علينا تأمينها بالحماية، والكتمان وخفض الأسرار من الفضح المميت.

مشاكلنا لا تنتهي بالحاضر، بل تسلك عبورا عبر الطريق السيار نحو المستقبل، وقد تمسنا بالذكريات وكأنها تحدد هويتنا وبصمتنا الجينية. لذا لا نبحث عند الحلول التي تقتل وتصنع الانعزالية، بل لا بد من تذكر أن الأشياء التي ترتبط بذات المشاكل لا تنزوي نحو السلبية أو الإيجابية والتوقف (STOP)، وإنما تسعى لخلق المطاردة المتواصلة والمفحمة في موقد النار بالتهشيم والدخان والرماد.

من الحكم القديمة، ألا نرسل أرنبا لقتل ثعلب، فقد نضيع الأرنب عنوة في نزال فاشل وخاسر. لذا من الحكمة السديدة وضع العقلانية والصدق فوق كل الاعتبارات، وتجنب التحجر في الرأي والرأي المضاد، والذي لن ينفك يقضي على الذات والآخر ويستهلك الحياة في مواقف لا قيمة لها بالوقوف الإجبار (STOP) ومن بعده ضابط رقيب وحسيب.

حقيقة، نريد حياة بلا حروب كبرى ولا صغرى. نريد حياة بلا حروب مشاكل متجددة ولن تنتهي بتلك الحلول الممكنة والسهلة. نريد حياة بلا عذاب ضمير ولا عذاب مستيقظ من الآخرين في المنعرج الغائر. نريد حياة بلا ألم ولا وجع من محيطنا الصغير إلى الكبير. نريد حياة تصنع العدل والكرامة والقيم والمنطق العقلاني والعدل.

***

محسن الأكرمين

 

في المثقف اليوم