أقلام حرة

صادق السامرائي: القوة والعلم والشعر!!

القوة في العلم وليست في الشعر، والذين يريدون إيهام الأمة بأن قوتها في الشعر، يسعون لإجهاض وجودها الحي.

العلم قوة والشعر مرآة لواقع الحياة!!

هذا ليس عدوانا على الشعر، بل توضيحا لحقيقة القوة ومعناها، فالأمم تتقوى بالعلم، وما وجدنا أمة تتقوى بالشعر، لأن الشعر تفريغ لطاقات الإبداع.

الشعر كان له دور في تجميع القدرات وشد العزائم لصناعة القوة اللازمة لمواجهة التحديات.

أما في عصرنا العلمي الدفاق فما عاد له دور مهم في هذا المضمار.

وأصبح معبرا عن المشاعر والترفيه عن النفوس، وربما كالموسيقى والرسم والمسرح وغيرها من الفنون.

وهذه النشاطات تكون من نضح قوة الأمم والشعوب وليس العكس، فكلما تقوّت المجتمعات وتألقت قدراتها، فأنها تنعكس على نشاطاتها الفنية بأنواعها.

فالأمم الضعيفة مهما حاولت فلن تقدم إبداعا يضاهي ما تقدمه المجتمعات القوية البارعة بالعلوم.

إن التقدم العلمي من ضرورات التطور الإبداعي، وبدون مجتمعات يقودها العلم، لا يمكن الإتيان بإبداع أصيل معاصر وجدير بالحياة.

هذه حالة نغفلها ونتوهم بأننا نأتي بأدب رفيع، وما نقدمه محاولات نستنسخ فيها عطاءات المجتمعات القوية، لنخدع أنفسنا بأننا نساهم في الإبداع وأقوياء.

 وكل مَن كتب قال أنا وغيري هباء!!

فهل لنا من علم يقوينا وأدب يشافينا بدلا من الخواء؟!!

عقولٌ في متاهاتٍ تداعت

ونفسٌ في مواطنها تعالت

وأفكارٌ بلا أثرٍ ومعنى

نغلفها بأقوالٍ تشاكت

كأن الشعر برهان انطلاقٍ

وحاديةٌ لأجيالٍ أشادت

فأين العلم يا زمن اتباعٍ

وأين الفعل والدنيا تبارت

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم