أقلام حرة

جودت العاني: المعادلة الإستراتيجية الجديدة.. لا تتحمل التجزئة ولا الإنتقاء.!!

الاوضاع العامة تشيرالى متغيرات على المسرح السياسي الدولي، الأمر الذي يستدعي تحديد هذه المتغيرات وتحليل أبعادها ومضامينها ومدى اقترابها او إبتعادها عن الأحداث التي تجري في ساحات الصراع في المنطقة وخاصة الملفات المهمة فيها .

 وقد أجمع كل من (أميركا وإسرائيل وأوربا) على قرار ينفذه الكيان الصهيوني في اطار استراتيجية متوسطة المدى تعني بمنطقة الشرق الأوسط التي تمتد من حافات المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي وتضم كل من تركيا وايران .

ويعد هذا الإجماع والهدف الذي تم تحديده، بعد طوفان الأقصى، ضرب مراكز القوة في المنطقة إثر حدث 7 اكتوبر الماضي، الذي كان لتأمين نظام الحكم في طهران من الإنهيار .. وذلك في معادلة غير محسوبة العواقب أو أن حساباتها غير دقيقة وربما مخترقة في شكل توريط افضى بتدمير القوة في جنوب لبنان وتدمير القوة في جبال صعدة وجزيرة حنيش اليمنيتين ووضع القوة المسلحة في العراق أمام حالة الردع القصوى .. الأمر الذي جعل المنطقة تواجه متغيرات متفق عليها أميركيا وأوربياً وإسرائيلياً ومحلياً عربياً تشدد على أهمية وضع مقيدات وضوابط (جيو- استراتيجية) تمنع التمدد او التوسع وتمنع الخرق وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة الغنية بالنفط .

وأحد اهم الخيارات الأستراتيجية ضبط عناصر القوة النووية الاقليمية في المنطقة، ومعالجة أدوات الخرق المضادة على وفق نظرية (الرأس والأطراف) وأيهما الأولي..؟ وقد اتضح أن هذه الاستراتيجية قد نفذت أولاً بالأطراف، حيث الحزب الأسلامي في لبنان والحزب الحوثي في اليمن والتنظيمات الإسلامية العراقية المسلحة تحت الضغط .. ومن المحتمل انتقال هذه النظرية من الأطراف إلى الرأس في حال الإنتهاء من المرحلة الأولى لهذه النظرية والتوجه لإجهاض الخط العسكري النووي السري جنوب بحر قزوين، شريطة انهاء حالة التمدد خارج حدود (الجغرافيا – السياسية) لدول المنطقة وعدم تهديد مركز المصالح الدولية المشتركة فيها والإلتزام بالتراجع خلف الحدودها الاقليمية المرسومة والإلتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى .

فهل ان هذه الإستراتيجية كفيلة بأن تضع قواعد جديدة للتعامل تتضمن قيود صارمة تمنع الإخلال بنصوصها وتمنع التسلل عبر مختلف الأدوات غير المبررة من اجل زعزعة الأمن الاجتماعي والاضطراب السياسي ونهب الموارد؟

المعادلة الإستراتيجية الجدبدة هذه لها ابعاد لا تتحمل التجزئة كما إنها لا تتحمل السلوك الإنتقائي ..!!

***

د. جودت صالح

12/10/2024 

 

في المثقف اليوم