أقلام حرة

نايف عبوش: التداعيات السلبية للاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي

لاشك ان الذكاء الإصطناعي، في ضوء ما تحقق من تقدم هائل في تقنيات تطبيقاته الرقمية مؤخرا، بات يقدم فوائد عديدة ولا حصر لها، بعد ان شاع استخدامه بشكل واسع، في مختلف مجالات الحياة، الصناعية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها.

 فمع التطور السريع الحاصل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتوسع الكبير في استخدامه في الكثير من المجالات في الحياة اليومية، فقد أصبح الإعتماد عليه في مختلف تلك مجالات أمرًا شائعًا، ومألوفا، ويصعب الإستغناء عنه.

ومع كل تلك الفوائد، والايجابيات، فان الفقدان التدريجي للمهارات البشرية، مع التوسع في استخدام الذكاء الإصطناعي، وما قد يؤدي إليه من تراجع في المهارات الفكرية، والعملية، ياتي في مقدمة التداعيات السلبية، للاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يتطلب الحرص على توخي التوازن، بين التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي، والحفاظ على المهارات البشرية، وادامة التواصل الاجتماعي، لضمان ديمومة حياة انسانية متمكنة، ومتوازنة.

 كما ان الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي أيضًا إلى زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والتوسع في توظيفها في جميع جوانب الحياة، مما سيؤدي إلى الغاء الكثير من الوظائف، ويضاعف من حجم البطالة.

ولاريب ان التوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتمتة الكثير من الصناعات، سيجعلنا أكثر عرضة للتعطل، في حال حدوث أعطال تقنية، أو حصول انقطاع للإنترنت، ومايترتب على ذلك من ارباك في الاداء.

ومن التداعيات الأخرى للاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي، هي مخاطر اختراق الخصوصية، اذ مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات وتحليلها، تزداد المخاطر المتعلقة بالاختراق الأمني، واستغلال المعلومات الشخصية.

كما تجدر الإشارة إلى ان الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر سلبا على التواصل الاجتماعي الحي، حيث انه مع قضاء المزيد من الوقت في التفاعل مع الأجهزة الذكية، والإنغماس التام فيها، حد الادمان، سيتقلص التواصل الفعلي الحي بين الأفراد تبعا لذلك، مما يؤدي إلى شعور بالعزلة، والإنفصال الاجتماعي، وما يترتب على تلك الظاهرة من مشاعر الاكتئاب، والإحباط.

***

نايف عبوش

في المثقف اليوم