أقلام حرة

صلاح حزام: القوى البشرية وقوة العمل

يحصل في كثير من الاحيان الخلط بين معنى القوى البشرية man power  وقوة العمل labour force.  مع انهما تختلفان تماماً.

القوى البشرية تعني مجموع السكان ضمن سن العمل (بين الحد الادنى من العمر الذي يسمح له بالعمل، ١٥ سنة، مثلاً. والحد الاقصى من العمر الذي لا يسمح له بالعمل بعدها، اي يتقاعد ، ٦٥ سنة مثلاً).

ويطرح من هذا المجموع الاشخاص الذين لا يستطيعون العمل مطلقاً بسبب المرض او الاعاقة اللتان تمنعان من العمل. وتشمل هذه الاحصائية كلا الجنسين.

اما قوة العمل فهي تعني مجموع الاشخاص العاملين فعلاً او الباحثين عن عمل بشكل جاد (هنالك معايير وضعتها منظمة العمل الدولية للحكم على جدّية الشخص في البحث عن عمل).

وبالتالي فأن هذه الاحصائية لا تشمل الاشخاص الذين هم في سن العمل ولكنهم لا يرغبون في العمل لاسباب مختلفة. اي ان تعريف البطالة هنا لا يشمل كل الاشخاص غير العاملين. وبالتالي فأن الالتزام بهذا التعريف للعاطلين عن العمل قد يغير نسبة البطالة في البلد باتجاه الانخفاض..

لذلك فأن مكاتب الاحصاء في الدول المتقدمة تربط دفع معونة البطالة للافراد بحضورهم الى مكاتب التشغيل وتسجيل انفسهم كباحثين عن عمل وقبولهم بفرص العمل التي تعرض عليهم..

القوى العاملة man power تمثل الخزين الوطني من البشر القادرين على العمل سواء في النشاطات الاقتصادية او العسكرية او اثناء الكوارث والطواريء...

انها لا تتطابق ابداً مع قوة العمل لان هناك في كل مجتمع نسبة من القوى العاملة القادرة على العمل لا ترغب في العمل، مثل النساء في كثير من المجتمعات المحافظة او بسبب عدم الحاجة المادية او عدم امتلاك المهارات والأمية او الاعتماد على معونات آخرين كأفراد العائلة الخ..

وحتى في القاموس العسكري يجري التمييز بين كلمات  Power وforce. حيث يقال military force. ويقال newclear power .  في الاولى تستخدم عبارة force لأن القوة العسكرية التقليدية قابلة للاستخدام فوراً عند حصول نزاع، اما في الثانية فتستخدم كلمة power لانه السلاح النووي لا يمكن استخدامه فور حصول نزاع وانما هو يستخدم للردع باعتباره قوة متاحة وكامنة يمكن استخدامها في حالات استثنائية.

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم