أقلام حرة
صادق السامرائي: الدموع مداد كتاباتنا!!
كتاباتنا بائدة لأنها باكية متشكية وتنطق بلسان المظلومية، فما قيمة التحليلات والتفسيرات والتوقعات وغيرها من القراءات المتفانية في معرفة الواقع المبتلى بنا.
لا نستطيع الكتابة بمداد التحدي والإصرار، والإيمان بقدراتنا الذاتية وطاقاتنا المعرفية، لخوفنا وتعللنا بما نحن عليه من واقع يزدحم بمباعث الوجيع ومراجل الآهات ويتصاعد من أرجائه الأنين، ويعشعش فيه الفساد والمحسوبية والظلم والتبعية وعدم الإهتمام بالوطن والمواطنين، ولا بد لنا أن نتباكى ونجلد أنفسنا بسياط أضعف الإيمان، وأشجعنا من يستطيع الهروب والإنزواء في صومعة رؤاه المنفطمة عن واقع لا يراه، لكنه يتصوره، ويلهث وراء ما تبثه وسائل الإعلام من أضاليل وإفتراءات، وتسويغات لآفات لا تشبع من النهب والسلب وسفك الدماء، فالشجاعة أن تقتل أبناء وطنك ودينك، وتقضي عليهم بفتوى من جاهل أفاك، فتريح ضميرك وتؤدي واجبك الشرعي وتكون من المفربين إلى ربك الذي لا تعرفه.
العالم يتحرك على سكة الإبداع والإبتكارات وهو في سباق محموم نحو ما هو أصيل وغير مسبوق، ومعظمنا يجيد مهارات نبش القبور والإذعان للأجداث ويريدها أن تقود، وكأنه ليس من أبناء العصر ولا ينتمي للحياة.
فلماذا الكتابة ما دامت ثريدا حول صحون الويلات؟
ليس من السهل أن نأتي بجواب جامع، وفلكل قلم جوابه، ودوافعه للكتابة ومزاولة العبث اللذيذ!!
فاكتب فسلال نفايات العصور تنادي هل من مزيد!!
البكاء داء والتحدي دواء، فلا تتدحرج للوراء!!
أرى القرطاسَ يَشقى من يراعِ
يُدثرهُ بمَمجوجِ المتاعِ
كتاباتٌ كما شاءتْ وقالتْ
تعلّمنا مُعاداةَ اجْتماعِ
مدادٌ من دموعِ العينِ فيها
يُخبَرنا بآياتِ الوداعِ.
***
د. صادق السامرائي







