أقلام حرة
صادق السامرائي: عاهة الولاء الأصغر!!

الأمة تحت صولات الحروب النفسية المتنوعة الغاشمة، وخلاصتها دفع المجتمع للتمركز في زوايا حادة أو حفر ظلماء، يتكاتف مَن فيها ويكون متحفزا ضد أي إقتراب من كينونته المتلاحمة في الحفرة.
ضعف الدولة وتميع الوطن وتناثر محتوياته وتبعثر مكوناته، وتحولها إلى كرات زئبقية أو بليارد جاهزة للتصادم والإحتكاك المرير.
مسيرة القوقعة السميكة تجري على قدم وساق في مجتمعات تناست أوطانها وحطمت أوعية وجودها، وستنتهي إلى موجودات متصارعة ورؤى وتصورات متنافرة، فيعم التلاحي وإستنزاف طاقاتها وتدمير كيانها الجماعي المشترك، فبتحول الوطن إلى صفيح ساخن، والمواطنون إلى أعداء يستحقون الفناء والدمار الشامل لما يشير إليهم.
ويبدو واضحا أن سياسة (الكوكمة) من الكوم، قد سرت في الواقع الإجتماعي، متمثلة بالقبلية والعشائرية والطائفية، وترسيخ نشاطات الدواوين والمحافل التفريقية اللازمة لإذكاء فتيل التصارعات البينية، وفقا لشعار "سعيد مَن إكتفى بغيره"!!
وعندها ينطلق المجتمع بأكل نفسه، وينخر جوهره، لتتداعى أركان الوطن، وتعم الفوضى ويتناسى الناس حقوقهم وبلادهم، ليتولى أمرها الطامعون فيها، ويجعلون الشعب يتمايل بين الموت والحمى، وأكثرهم يذعن للحمى بعد أن شاهد الموت المباح يفتك بالآخرين من حوله.
تلك عاهة متكررة في مجتمعات الأمة، ولا مَن يرعوي ويتعظ، ويرى بعيون وطنية وإشراقات إدراكية لمآلات التفاعلات الخسرانية المُحفَّزة بإرادات أعداء الأمة، والساعين لإستغلال ثرواتها وما فيها من الخيرات، وحرمان أهلها من حقوقهم الطبيعية.
والخلاصة أن العقد الإجتماعي يتفسخ، وينظر إليه بإستصغار وإهمال ونكران، فلا جامع في مجتمعات يُراد لها أن تبيد وتتناثر في أرض الله الواسعة.
ولهذا فالموت للدستور والغياب للقانون، وللفوضى عيون !!
وطنٌ يَبلى وشعبٌ يُستضامُ
كلُّ مقسومٍ أتاهُ إنقسامُ
هذه الدنيا حروفٌ فوق ماءٍ
يتولاها قديرٌ لا ينامُ
وحدة الروح تهاوتْ في غديرٍ
وتشظتْ لا يُجافيها الحطامُ
***
د. صادق السامرائي