أقلام حرة

غريب دوحي: صفحة من تاريخ روما.. حصان كاليجولا

كاليجولا امبراطور روماني حكم بين 37-41 م اشتهر بجنونه واستبداده كان له حصان ابيض استورده من بلاد الشام الخاضعة انذاك لحكم الرومان وقد اطلق على حصانه لقب (صاحب السعادة) ثم عينه عضواً في البرلمان الروماني وقد دربه تدريبا جيدا على تعلم البروتوكولات الرسمية فكان هذا الحصان يوجه الدعوات الرسمية في المناسبات الى القادة واعضاء مجلس الشيوخ والسفراء واجمل النساء وكان هؤلاء ياكلون ويشربون ويرقصون معه حتى الصباح وهو يشرف على مدعويه من منصة عالية ويقوم على خدمته وصائف من اعرق سلالة من بيوت روما. ويقول مؤرخو روما ان الامبراطور كاليجولا لا يعرف الرحمة الا لمخلوقين فقط هما: زوجته وحصانه الذي جعل منه (قنصل روما) وهو اعلى منصب رسمي بعد الامبراطور وجعل له ديوانا للتشريفات وسجلا للزيارات وكان يتولى نيابة عن الامبراطور اقامة الولائم الرسمية فكان يطعمه افخر الاطعمة ويسقيه الخمر بكؤوس من ذهب، وروى ان طعام هذا الحصان كان من الشوفان المخلوط مع دقائق الذهب ويروي المؤرخ الروماني (كاسيوس) ان كاليجولا دخل ذات يوم مجلس الشيوخ وكان ممتطيا حصانه ولما ابدى احد النواب اعتراضه قال له الامبراطور: انا لا ارى لاعتراضك على دخول جوادي المحترم فهو اكثر اهمية منك لانه يحملني.. وهتف المنافقون تاييداً للطاغية فاصدر قراره بتعيينه عضوا في البرلمان الروماني واعد الامبراطور احتفالا كبيرا بهذه المناسبة حضر فيها اعضاء مجلس النواب بملابسهم الرسمية وكانت المفاجأة التي اذهلت اعضاء مجلس النواب كانت ان المادبة الغذائية التي اعدها كاليجولا لهم ليست سوى الشعير والتبن واضطر الاعضاء الى تناول الشعير والتبن باواني من ذهب رغم انوفهم لان الذي يرفض تناول هذا النوع من الطعام يقتل وقال كاليجولا لهم اثناء تناولهم للشعير والتبن (انه لشرف عظيم ان تاكلوا مثلما ياكل جوادي).

كاليجولا يدعي الالوهية

وهكذا اصبح حصان الامبراطور هو الامر الناهي في البرلمان. في السنة الاخيرة من حكم هذا الامبراطور اعلن انه اله يجب ان يعبد في كل ارجاء الامبراطورية وامر بصنع تمثال له من الذهب كي يعبد بعد وفاته فامر جنوده بان يرموا بالسهام الاله الرئيسي في روما وهو الاله (جوبتير) حتى يقضوا عليه ووجه الجنود سهامهم للاله (جوبتير) وادعوا انهم قتلوه من اجل صفاء الجو للامبراطور كي يعبد وحده.

وبعد ان ايقن انه اصبح فعلا اله بعد مقتل كبير الالهة توجه الى الشعب ليشبع نزواته الجنونية فاخذ يلقي بالسجناء حتى ولو كانت التهمة سرقة بسيطة الى السباع والنمور الجائعة وهي داخل حلبات معدة خصيصا لهذا الغرض لتفترس هؤلاء المساكين ويقف هو ليشاهد النمور والسباع وهي تلتهمهم بكل لذة . وقد حاول احد هؤلاء السجناء ان يخاطب الامبراطور الاله قائلا: ايها الرب كاليجولا نحن عبيدك ومخلوقاتك فكيف تلقينا لهذه الحيوانات المفترسة من دون ذنب؟ فنظر اليه الامبراطور بغضب وقال له: انتم حقا مخلوقاتي ولكن هل نسيتم ان السباع والنمور من مخلوقاتي ايضا.

نهاية كاليجولا

وفي ليلة صافية اخذ كاليجولا يحدق في القمر فاصدر امرا بحضور جميع قادته وجنوده ولما حضروا طلب منهم ان يقوموا بغزو الفضاء والمجيء بالقمر اسيرا، ولما ذكر له القادة ان هذا امر مستحيل انتابته نوبة من البكاء الشديد اعقبتها نوبة من الحزن والكابة وعندما لاحظ احد حراسه حالته هذه دخل عليه فطعنه عدة طعنات قاتلة اودت بحياته فانقذ الشعب في روما من هذا الطاغية المعتوه .

***

غريب دوحي

في المثقف اليوم