أقلام حرة

صادق السامرائي: كيف نجعل المكتوبَ مقروءاً؟!!

في زمن الشاشة والكي بورد وسيادة الصورة والفلم التسجيلي بالهواتف النقالة، صار الإنتباه لحظيا، والإستماع مملا، فالكل لديه ما يقوله، ومن الصعب أن تجد مَن يقرأ ويستمع!!

فلماذا نكتب؟

وكيف نكتب؟

سؤالان يستحقان النظر والتأمل البعيد، لأن الكتابة كانت بوصلة السلوك البشري قبل زمننا المعاصر، الدفاق المتوثب المزدحم بعجائب الإبتكارات.

الذي يكتب لنفسه لا يُقرأ، والذي يكتب للآخرين عليه أن يستحضر مهارات الكتابة المعاصرة، ليفوز بشيئ من الإهتمام.

كتب القصص القصيرة والروايات ودواوين الشعر لا تجد قراءً لها، بل تنام على أرصفة الشوارع، أو ربما تنتهي إلى سلال المهملات!!

لماذا نقرأ دواوين أصحاب المعلقات ولا نأبه للدواويين الحداثية؟

مَن منا يقرأ رواية ببضعة مئات من الصفحات؟

ذلك الزمن ولى دون رجعة، وزمننا الحالي مرهون بإرادة التسارع الوثاب، فما فيه يتقافز ولايعرف معنى الخطو والسير المعتاد.

ولكي نكتب علينا أن نتعلم كيف نضغط العبارات ونجيد مهارات، ما قل ودل، وكيف للفكرة أن تتوطن بضعة كلمات.

فما عادت القابليات البشرية ذات قدرة على السكون ومن حولها الأشياء تمضي بتسارع شديد.

هل يطيق الجيل الجديد الإستماع لأغنية طويلة من أغاني القرن العشرين؟

معظم الأغاني المعاصرة بطول بضعة دقائق، ومهما كانت كلماتها وألحانها، فأنها إن طالت ستجلب الملل للمستمعين.

فالمطلوب الإختصار، وإختيار المفردات الدالة بعناية ودراية، وتقييم التأثير النفسي للمكتوب على القارئ، وكيف يتحقق جذبه، وتزويده بالمتعة المعرفية الأصيلة.

وعلى عاتق ذوي الأقلام يقع العمل الشاق والإبتكار التواق لصناعة جيل عصري الإشراق؟

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم