أقلام حرة

صادق السامرائي: الإبتكار بين الجملة والمفرد!!

الأسلاف إبتكروا العديد من الآلات والأدوات ذات القدرات السابقة لعصرها بقرون، لكنها كانت نماذج إختراعية منفردة، لم يتمكنوا من إنتاجها بالجملة فانقرضت معهم، والعلة الفاعلة في أصحاب الأفكار والمخترعات أنهم أنانيون وإحتكاريون فلم يعلموا سواهم، ولم يفكروا بتوريث معارفهم للأجيال، ذلك أن ما عندهم يميزهم ويعيلهم ويمنحهم الجاه والحظوة.

ويشذ عنهم علماء اللغة والدين.

لا يوجد ورثة للعلماء في تأريخ الأمة، أي لا يوجد عندهم تلامذة ومريدين، بسبب الأنانية والإحتكار الفردي للمخترعات، وتقديم نماذج منها ومنع شيوعها بين الناس، لأن العلم لا يليق به أن يكون لدى عامة الناس!!

المخترعات إنتشرت وتطورت بسبب "ماس برودكشن"، فتعامل معها عامة الناس وأضافوا إليها، وتفاعلوا معها بإبتكارية معاصرة.

لو أخذنا أي مخترع لتبين مساره التطوري من كونه نموذج إلى تحوله لسلعة معروضة في الأسواق، هذه العقلية مفقودة لدى مخترعي الأمة عبر مشوارها الحضاري، ربما لأسباب محيطية في حينها.

ولهذا فأن مخترعاتهم ماتت معهم، وما بقي منها إلا الإسم والرسم.

ويبدو أن الأنانية والإحتكارية لا تزال فاعلة في الأجيال، فتمنع التفاعل الإيجابي وتلغي مفردات المصلحة العامة.

أنانيتنا بها وجع ثقيل

فداك بأرضنا قتل الجميل

علائم هوننا إنا احتكرنا

وأمسينا يجافينا الأصيل

صنعنا ما يسابقهم بعصرٍ

نماذجنا إلى حتف تميل

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم