أقلام حرة

جعفر المظفر: نيمار ومحمد صلاح وهشام عطا عجاج

هذه المرة لن أتحدث عن السياسة وإنما عن كرة القدم.

في محاضرة له في الديوان العراقي في ولاية فرجينيا الأمريكية كانت لنا فرصة اللقاء بالأخ هشام عطا عجاج، وأنا هنا لست في وارد الحديث عن طيبة هذا الرياضي اللامع وعن نبله ورفعة أخلاقه إضافة إلى الانجازات الكبيرة التي حققها للرياضة العراقية وجعلته إحدى أيقونات كرة القدم عراقياً وعربياً، وإنما الذي يهمني هنا ما قاله وهو يؤشر تاريخ اللعبة في العراق إن اباه كان قد طلب منه في بداية ممارسته لهذه اللعبة التوقف فوراً لأن هذه اللعبة (ما توكل خبز) ولأن نظرة المجتمع إلى اللاعبين كانت غير لائقة.

تذكرت ما قاله، وأنا أتابع أخبار صفقات إنتقال اللاعبين من نادي إلى آخر حيث عرض نادي سعودي مبلغاً بمئات الملايين من الدولار على الأسطورة الكروية ميسي تغطية لعامين من اللعب بين صفوف فريقه. وفي زمن سبقه كانت صفقة إنتقال اللاعب البرازيلي نيمار من برشلونة إلى باريس سان جرمان قد بلغت مبلغ 222 مليون دولار إضافة إلى حصوله على مبلغ 50 مليون أخرى تعويضا عن ما أدري شنو

ولأن ملكية نادي سان جرمان الفرنسي تعود إلى مستثمرين قطريين فإن خبراء فن الكولسة والتسويق سرعان ما أكدوا على أن الصفقة ليست تجارية بحتة، وإنما هي إحدى الوسائل الأساسية لتحسين صورة قطر أمام العالم وذلك لتقديمها كدولة متحضرة بعد أن بذل اخوتها الخليجيون أقصى جهودهم لتصويرها على أنها الراعي الأول للإرهاب في العالم.

***

نسخة منه إلى ...

1- نجم الرياضة العراقية هشام عطا عجاج الذي أكاد اسمعه وهو يتحدث مع صورة المرحوم أبيه الذي قال له ذات يوم أن كرة القدم ما توكل خبز

2- إرهابيو داعش وماعش وما بينهما لتذكيرهم أن العمل على تدريب وإرسال لاعب كرة قدم مسلم إلى نادي كرة قدم أوروبي هو خير دعاية للإسلام بدلا من إرسال "لاعب" من فريق إنتحاري، وإن سجود اللاعب الأيقونة صلاح على أرض الملاعب الإنكليزية بعد تسجيله لهدف رائع هو خير دعاية للإسلام بين صفوف الأوربيين الذين يصفقون له إعجاباً بعد أن كان له فضل جعل إسم (محمد) اسماً يتغنى به الإنكليز بعد أن حوله الإسلاميون على الطرف الإرهابي إلى إسم يخاف منه حامله المسلم.

3- لسيدنا الذي حرم ذات يوم لعبة كرة القدم لأنها تلهي الناس عن العبادة لأجل أن يتذكر أن كرة القدم في العراق هي إحدى الوسائل الأكثر نفعاً لخدمة شعار (اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة).

4- إلى كل من يقرأ مطبوعي هذا مذكراً إياه إنني لا أتحدث هنا عن السياسة وإنما أتحدث عن السياسة.

***

د. جعفر المظفر

في المثقف اليوم