أقلام حرة

قاسم حسين صالح: بعد عشر سنوات

جهة (....) تطلب من ادارة جريدة الصباح حجب صفحة (حذار من اليأس).. فتستجيب مضطرة!

ان تستمر صفحة كاملة لعشر سنوات في اوسع الجرائد العراقية انتشارا، فهذا يعني انها مقروءة ومطلوبة جماهيريا.. ليس برأي محرر الصفحة، بل بشهادات محرري وكتّاب جريدة الصباح ورأي اكاديميين ايضا.

فحين بدأت حذار سنتها السابعة احتفت (الصباح) بها وكتبت المسؤولة عن الصفحة السيدة سعاد البياتي: (على مدى السنوات الماضيات من عمر التألق والجدية والبحوث النفسية الراقية في الطرح والارشادات، كان "لحذار من اليأس" الصفحة التي رافقتني اينما حللت في عملي الصحفي.. تعدّ من امهر الصفحات الاجتماعية التي تغور في اعماق النفس وقضايا الاسرة والمجتمع وتضع لها الحلول الشافية حتى غدا اشبه بعيادة طبية للكثير من الحالات النفسية والاجتماعية التي اجاد الدكتور " قاسم حسين صالح" في ابرازها ومعالجتها وتوضيحها للقرّاء ولمتابعي صفحاته القيمة، أذ دقت في خيمة ملحق الصباح وتدا" لا يمكن زحزحته بيسر، لان الذي اسبغ اوراقه وكلماته اجاد في تشكيل لوحة ماهرة لا تنسى في معبد الاسرة والمجتمع).

وكتب مسؤول الملحق، السيد سامر المشعل شهادة عنونها (لا يأس مع قاسم حسين صالح): (نبارك للزميل قاسم حسين صالح جهوده المثمرة وتواصله مع باب حذار من اليأس وهو يدخل عامه السابع بنجاح، وهذا دليل مضاف الى عمق انتماءه للخطاب الاعلامي وتواصله مع القرّاء بروح رياضية عالية. وبما انني حديث العهد على ملحق الاسرة والمجتمع، اذ تسلمت ادارته منذ شهرين.. فانه يزيدني فخرا واعتزازا التعاون مع استاذي د. صالح و(حذاره) الذي يعدّ نافذة مهمة في الملحق. نتمنى ان يظل منارا لاضاءة الزوايا المعتمة في مجتمعنا برفده المتواصل في ميدان الصحة النفسية والمجتمعية..وعقبال مئة عام على ( حذار من اليأس).

 وشهادة ثالثة من الصحفي المخضرم (قاسم موزان).. نقتطف منها:

(ليس من السهل على عالم قضى عمره في البحث والتجريب والاستقصاء، ان يبسط اختصاصه الدقيق الموغل بالتعقيدات العلمية والمصطلحات السايكلوجية الثقيلة ويقدمها الى ذهن المتلقي بوضوح وسلاسة. الا ان رئيس الجمعية النفسية العراقية البروفيسور د. قاسم حسين صالح قد فعلها بجدارة في برنامجه الاذاعي "حذار من اليأس" ثم ملحق الاسرة والمجتمع في جريدتنا "الصباح" فيما بعد الذي يعدّ شهقات امل دافئة للمواطن العراقي المتخم بالمعاناة والالم الازلي).

شهادات اكاديميين

 تجاوزت الأشادات (بحذار) المئة.. لأكاديميين ومثقفين نلتقط واحدة لأكاديمي وأعلامي ايضا هو الدكتور محمد فلحي:

 (عرفت الاستاذ الدكتور قاسم منذ اكثر من ثلاثين عاماً، ناشطاَ ثقافياً وإعلاميا وأكاديميا، وكان مدار نشاطه المستمر تخصصه العلمي في مجال (علم النفس)، يحركه طموح لا ينضب لكشف اغوار النفس البشرية ومعالجة ازماتها وتعقيداتها، ومحاربة الدجل والخرافة، واسقاط الاقنعة الزائفة، وبث الوعي وتنمية القدرات البشرية، عبر المنهج العلمي، والأسلوب السهل الممتنع، من خلال الوسائل الاعلامية الجماهيرية كالإذاعة والتلفاز والصحافة. واستطاع عبر ايقونته الاعلامية الخاصة (حذار من اليأس) أن يغير حياة الكثيرين ويؤثر في الملايين، في خطاب يجمع بين النصيحة والمشورة والتحليل والعلاج النفسي، في وقت تزداد فيه حاجة الناس إلى لمسة حب وتسامح وتفاهم في مقابل العنف والكراهية والموت الأعمى!. حذار من اليأس.. قد تختصر هذه العبارة الرسالة النبيلة التي نذر الدكتور صالح حياته من اجل اشاعتها في مجتمع يتعامل بحذر وخوف وتعتيم مع معاناة النفس ومتغيراتها وتقلباتها.. وقد ظل الرجل ثابتاً على طريق العلم والحق والمصارحة رغم وعورته وقلة سالكيه!!).

الكلية الملكية البريطانية.. تبارك

 حظيت (حذار) بتكريم معنوي من الكلية الملكية البريطانية (المعنية بالصحة النفسية) فرع الشرق الأوسط حيث قام رئيسها الأستاذ الدكتور صباح صادق بطبع (15) حلقة من "حذار" واصدارها في كتيب جرى توزيعه على الاطباء النفسيين العراقيين والعرب للاطلاع على ما في هذا المنجز من موضوعات علمية جرى تطويع لغتها الأكاديمية في أسلوب صحفي سهل. وجاء في تقديم الدكتور صباح له: (ان الجهود التي بذلها الأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح على مدى العشرين سنة الماضية في إشراك الإعلام الهادف للنهوض بالصحة النفسية المجتمعية وإشراك الجهات الرسمية وذوي الاختصاص في هذا المشروع يدعو إلى الفخر والاعتزاز. وما هذا المنشور إلا صفحة لامعة وركيزة نحو أعمال مباركة أخرى للوصول إلى طموحنا في مجتمع راقٍ يتمتع بالسعادة والرفاهية والعافية التامة).

وحين اكملت (حذار) سنتها العاشرة كتبنا في (الصباح): ان أنبل أنواع السعادة هي أن تجعل الناس سعداء، وأضمن وسيلة لتحقيق ذلك ان تجعلهم يغادرون اليأس ويتعلقون بالحياة .ولقد أضفنا عشر سنوات صحفية في تقديم هذه الخدمة الى ثمان عشرة سنة اذاعية متواصلة في أشهر برنامج اذاعي درامي وأطولها عمرا على صعيد اذاعة بغداد و الأذاعات العربية ايضا.. وسعادتي الشخصية أنني قضيت ربع قرن أعمل على نشر الثقافة النفسية بين الناس.. دون انتظار تكريم من احد، مع ان عملا كهذا يدخل سنته العاشرة في صعود ينبغي ان يحظى بتكريم وزارة الصحة بوصفها الجهة المسؤولة عن الصحة النفسية، ووزارة الثقافة ونقابة الصحفيين.. كونها الوحيدة في الصحافة العراقية التي تشيع بين الناس ثقافة جديدة تمكّن الانسان من فهم نفسه وشريك حياته والآخرين والتعامل الايجابي مع الضغوط والتمسك بالحياة برغم ان الواقع العراقي صار مليئا بالفواجع.

 وبدل ان تنال هذه التجربة المتميزة على صعيد الاعلام العراقي والعربي.. التكريم، فان الجهة(...) اوقفت مسيرتها لسبب اترك تشخيص قصده لحضراتكم.

***

أ.د. قاسم حسين صالح

مؤسس و رئيس الجمعية النفسية العراقية

 

في المثقف اليوم