أقلام حرة
ثامر الحاج امين: القرار في اللحظات الصعبة
التجارب كما ادركناها دروس مجانية للتعلم وتراكم الخبرات، وانجح الناس في حياتهم الذين يتعلمون من تجاربهم ومن تجارب الاخرين الفاشلة ويجعلون منها طريقا للنجاح وتفادي الاخفاق، ومن بينها دراسة القرار والتوقيت المناسب لاتخاذه في هدوء وتأن، فكم من القرارات جلبت الكوارث لأنها جاءت لحظة تهور وغضب او انها جاءت متأخرة أو بلا رؤية واقعية وارضية ملائمة لتطبيقها، فاتخاذ القرار مسؤولية وتوقيت اصداره مهم وعامل من عوامل النجاح ذلك ان القرار كما يصفه الممثل الامريكي ال باتشينو (هو الذي يجعل منك انسانا قويا او ضعيفا في الحياة) فقوة المرء لا تكمن في ضخامة جسمه وعضلاته المفتولة انما في قدرته على اتخاذ القرار الحكيم عند مواجهة المواقف الصعبة .
قرأت في كتاب (الأمر لا يحتاج الى بطل) وهو عنوان مذكرات الجنرال نورمان شوارتزكوف قائد القوات الأمريكية في حرب الخليج والتي نشرها عام 1999 واستعرض فيها قصة حياته منذ طفولته حتى اعتزاله للخدمة العسكرية بعد حرب الخليج حيث تناول في النصف الأول من مذكراته أبرز المحطات في حياته العسكرية فيما تناول في النصف الآخر منها تفاصيل واسرار غزو العراق للكويت والاستعدادات التي قامت بها القوات الامريكية لتخليصها من قبضة القوات العراقية، وقد كشفت المذكرات جانبا من الاسرار والمواقف التي رافقت عمليات التحرير ومنها موقف يتعلق بالقلق الذي انتاب زعماء الخليج من ان يتوسع الغزو العراقي فيصل الى بلدانهم وكذلك بالحكمة في اتخاذ القرار حيث يقول شوارتزكوف: (حينما اعطانا الملك فهد الاوامر باستخدام الاراضي السعودية كمنطلق لقوات التحالف اعترض عليه واحد من الاسرة الحاكمة بأن يجب على الملك التريث باتخاذ هذا القرار.. يقول فأجابه الملك زاجرا: حينما تريث الكويتيون باتخاذ قرارهم انتهى بهم الحال وهم نيام في فنادقنا)، فهذا الرد يتسم ليس بالطرفة وسرعة البديهة فحسب انما ينم عن حكمة ممثلة بضرورة استثمار الوقت وشجاعة الإقدام على اتخاذ القرار المناسب قبل فوات الأوان .
***
ثامر الحاج امين