أقلام ثقافية
ثامر الحاج امين: فرحة ٌ لم تكتملْ
يوافق اليوم الثاني من شهر تشرين أول الذكرى الثالثة عشر لرحيل الشاعر العراقي (علي الشباني 1946 ــ 2011 ) الذي يعتبر واحدا من أبرز الشعراء المجددين في القصيدة الشعبية يضاف الى تاريخه النضالي الطويل المكلل بالبطولات والتضحيات الجسام، وكانت لي مع الشاعر رفقة امتدت لسنوات طويلة وعلى تواصل مع منجزه ونشاطه الشعري، وعند اشتداد مرضه كانت لي مع الاصدقاء مبادرات عديدة للتخفيف من وطأة المرض ومحاولة تجاوزه من بينها اننا في فجر يوم أيلولي من عام 2011 انطلقنا من الديوانية صوب بغداد أنا والصديقان الروائي "سلام ابراهيم "والفنان "علي الطرفي " وبرفقتنا الشاعر علي الشباني بعد ان أكملنا ترتيباتنا مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وبجهود مميزة من الشاعرين الصديقين " كاظم غيلان " و" ريسان الخزعلي " لإحياء أصبوحة شعرية للشباني في محاولة لإخراجه من وحدته ودفقة معنوية لعبور المحنة المرضية التي كان يمرّ بها. وقد فوجئنا ونحن ندخل قاعة الجلسة بالجمهور الذي احتشدت به القاعة وكذلك عدد الفضائيات التي جاءت لتغطية الجلسة، ولم يكن بالمفاجأة التقديم الرائع للشاعر كاظم غيلان ولا بشهادتي وشهادة الصديق الروائي سلام ابراهيم وليس كذلك في أداء الفنان على الطرفي الذي وقف في القاعة منشدا قصائد الشباني بحركات مسرحية ومحفزا الشاعر على النهوض من جديد والعودة الى ميدانه الأحب ميدان الشعر انما كانت المفاجأة الأبرز في العنفوان الذي ظهر به الشباني وهو يرتقي المنصة وينشد الشعر فكان اشبه بطائر تحرر من القفص الى فضاء الحرية وبدا بذات الألق والحماسة اللتين كان عليهما في سنوات الصحة والشباب والتي شهدتها أروقة المهرجانات الشعرية الكبيرة الأمر الذي غمرنا فرحا وتفاؤلا بنجاح مهمتنا حيث شعرنا حينها ان محاولتنا كانت فاعلة واعطت ثمارها سريعا وعدنا الى الديوانية في مساء ذات اليوم تملؤنا الفرحة والتفاؤل بنجاح خطوتنا وكان الشباني اكثر منا سعادة ونشوة لما شاهده من اهتمام وما لاقاه من حفاوة ولقاءات جانبية مع شخصيات ادبية وسياسية ودينية كبيرة وكذلك من الجمهور الذي احاطه بمودة صادقة، لكن للأسف بعد مضي اسابيع قليلة على ذلك الحدث الثقافي الرائع تبين ان فرحتنا لم تكن الاّ محض سراب، فقد رحل الشباني فجر الثاني من تشرين أول 2011 بعد ان شهد يوما جميلا أعاده الى واحدة من محطات حياته المليئة بالعنفوان والابداع .
***
ثامر الحاج امين