ترجمات أدبية

فيليب ابلمان: الى جامعي القمامة في بلومنغتن

بقلم: فيليب ابلمان

ترجمة: د. عادل صالح الزبيدي

***

الى جامعي القمامة في بلومنغتن، انديانا، القطفة الأولى في العام الجديد

***

(هيئة الفراش في الشتاء، مثل حضن مؤتزر،

مثل قفازين من فراء،

مثل الطفولة الجاثمة تحت الموائد)

اليوم التاسع بعد عيد الميلاد،

في ظلمة الصباح خارج نافذتنا:

قرقعة صفائح، طنين احدهم يقفز،

صيحات، صافرة، "تحرك..."

اراهم في مخيلتي الدافئة

على الهيئة التي سأراهم فيها في البرد،

يرفعون الصفائح الهائلة ويركضون

(يركضون !) نحو المنزل التالي في الشارع.

*

عضلاتي الضامرة تتحرك

قلقة في شرنقتها القطنية:

ما الذي يحرك اولئك الرجال هناك في الخارج،

ما الذي يحفزهم على الركض نحو المنزل التالي ثم التالي؟

وفي منتصف طريق عودتي الى الحلم، اتأمل:

صالح المجتمع؟ "لنجعل من بلومنغتن

الطيبة القديمة مكانا انظف

للعيش فيه—أ ليس كذلك يا رجال؟ هيلا، هب!"

منافسة سليمة؟ "هيا يا ولد،

لنحرق ذلك الطريق اليوم ونبز اولئك المتأنقين

في العربة ثلاثة عشر!"

مصلحة شخصية متنورة؟ "صفيحة أخرى،

دولار آخر—لا تتباطأ يا ماك، انني سأرسل

ثلاثة ابناء الى الجامعة؟"

ام شيء آخر؟

فضاعة؟

*

بعد نصف ساعة، زحف الفجر تدريجيا

فوق شارع كلارك: طيات من الألوان انتشرت

مثل قوس قزح منثور—احمر ثم اصفر، واخضر،

وفوق ذلك لا يزال الليل الأسود والأزرق مخيما.

اشجار القيقب في شارع كلارك تحرك

ظلالها متماوجة مقابل الحمرة،

ومن خلال الأشجار الكثيفة الغصون،

اشاهد كتلة مكتنزة من عربة القمامة

واشكال رجال كالعصي كأنهم العاب تم تدويرها

يقذفون صفائح صغيرة—

ويركضون.

*

سيقومون بذلك طوال النهار، حتى يخيم الظلام ثانية،

وطوال النهار، سيرمي الناس وهم في زحمة مكاتبهم،

وامام المواقد الحارة، وعلى المكائن

علب الصفيح والأغصان الجرداء والمناديل الورقية الرطبة،

وكل ما لقيصر.

*

يا رجال القمامة،

العام الجديد يحييكم مثل العام القديم؛

بعد هذه الركضة الأولى انتم ايضا قد تستريحون

في فراشكم مثل احضان مؤتزرة دافئة كبيرة

وتعلمون ان الناس في كل مكان يؤمنون:

بأن تخليصهم من جميع اشياء هذه الدنيا

يجعلهم ينتظرون بثقة مجيئكم الثاني.

***

.......................

* فيليب ابلمان (1926-2020) شاعر وكاتب واستاذ ادب متمرس اميركي ظهرت قصائده في كبرى الصحف والدوريات الأميركية ونشر سبع مجموعات شعرية من عناوينها: "عشق صيفي وامواج متكسرة" و "امثال غادرة."

 

في نصوص اليوم