دراسات وبحوث
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ
الحساب الإبراهيمي لفتح القدس من أوائل سورة الإسراء
تُقسم حروف اللغة العربية إلى أربع مجموعات طاقية (نارية وترابية وهوائية ومائية)، ولكل حرف قيمة عددية. والهواء هو الفكر وهو الحق، والحروف الهوائية هي:
ج (3)، ز (7)، ك (20)، س (60)، ق (100)، ث (500)، ظ (900).
وحادثة الإسراء والمعراج حدثت في شهر رجب قبل الهجرة النبوية، ونزلت فيها أوائل سورة الإسراء.
ومعلوم من قديم عند أئمة المسلمين أنه يمكن استخراج سنة فتح صلاح الدين للقدس (583) من حساب الحروف الهوائية في سورة الإسراء، من الآية الخامسة تحديدًا منها ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾.
أما أنا فأرى أنه يمكن استخراج تاريخ الفتح الثاني بإذن الله من الآيات بعدها، وحتى نهاية الآية السابعة.
فيكون عام الفتح الثاني بإذن الله استفتاحًا بآي القرآن: 1103 + 260+ 86= 1449هـ
لكن على هذا الحساب فإن: 1103+ 260= 1363 سنة هجرية
بينما تاريخ إعلان دولتهم في 14 مايو 1948م الموافق 5 رجب 1367هـ وليس 1363هـ
أو أن مدة خروج بيت المقدس من يد المسلمين التي تنتهي بتحقق وعد الآخرة تكون 86 سنة هجرية، وتُستخرج من الآية السابعة ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ﴾.
ولا أعلم هل تُحسب 86 سنة هجرية من تاريخ إعلان دولتهم في 14 مايو 1948م الموافق 5 رجب 1367هـ، أم تُحسب من رجب 1363هـ؟
وعلى الحساب من رجب 1367 (تاريخ إقامة دولتهم) يكون الفتح بإذن الله في رجب 1453هـ الموافق أكتوبر 2031م.
علمًا بأن دخول صلاح الدين القدس في المرة الأولى كان في رجب 583هـ الموافق أكتوبر 1187م. والله أعلم
ملحوظة: الآيات في سورة الإسراء تتحدث عن وعد أول ووعد الآخرة الثاني، وعلى الأرجح كما يبدو من الحساب أن الوعد الأول كان فتح صلاح الدين للقدس حربًا سنة 583هـ بعد 91 سنة منذ سيطر عليها الصليبيون أول مرة وخرجت من أيدي المسلمين سنة 492هـ، وقد سلمها الكامل محمد للصليبيين صلحًا بمعاهدة سنة 626هـ، واستردها بعد ذلك الناصر داود بالأمان سنة 637هـ، ليُعاد تسليمها للصليبيين سنة 641هـ، ليستردها الخوارزميون مع الأيوبيين بقيادة السلطان الصالح أيوب بعد حصار في سنة 1244م الموافق لسنة 642هـ، لتبقى بعد ذلك في أيدي المسلمين حتى استولى عليها الصهاينة في أربعينات القرن العشرين.
أما الوعد الثاني (وعد الآخرة) فسيكون تحققه بعد حرب ﴿لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ﴾، وستكون الحوادث فيه مشابهة للحوادث في الوعد الأول ﴿وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ ، فليس هو استرداد الناصر داود أو الخوارزمية للقدس، وإنما هو وعد يكون في آخر الزمان، والآية الثامنة ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ فيها ذكر الحساب الأخروي، وهي إشارة لقرب هذا الوعد الآخر من القيامة.
ويمكن لمن أراد الاستزادة حول حروف اللغة العربية وعلاقتها بمنازل القمر وحساب إبراهيم عليه السلام (تكسير الحروف) الرجوع إلى مقالي "منازل القمر" من مقالات كتابي "نحو مجتمع عربي متحضر". وقد اقتطعت لكم جزءًا منه.
منازل القمر ولغة القمر!
ومنازل القمر 28 منزلة بعدد حروف اللغة العربية، ولمن لا يعلم فإن كل حرف من حروف العربية الثماني والعشرين على ترتيب أبجد (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ) أُخذ رسمه من شكل نجمات المنزلة التي يأتي ترتيبه موافقًا لها؛ فحرف الألف أُخذ رسمه من نجمتي المنزلة الأولى وهي منزلة الشرطين، وحرف الباء أخذ رسمه من النجمات الثلاث لمنزلة البطين، وهي المنزلة الثانية، وهكذا.
وترتيب أبجد هو الترتيب الصحيح لحروف العربية، ولحروف الهجاء في كل اللغات بوجه عام، ونجد آثارًا منه في باقي الأبجديات، فالأبجدية العبرية تتكون من 22 حرفًا هي الحروف على ترتيب أبجد حتى حرف التاء وهو الحرف الثاني والعشرين، والحروف الستة الأخيرة غائبة! وفي الإنجليزية نجد الحروف الأولى منها ABCD مشابهة للمقطع (أبجد) باعتبار ما تغير على نطق حرف C في الإنجليزية مرارًا، ونجد حروف KLMN والتي تماثل المقطع (كلمن)، والحروف QRST والتي تماثل المقطع (قرشت)، وفي اللاتينية نجدها تفتتح بحروف تُنطق (ألفا- بيتا- جاما- دلتا) والتماثل بينها وبين (أبجد) واضح لا تخطؤه عين.
ولكل حرف حسابه وقيمته العددية التي يُحسب منها الجُمل للاسم أو الكلمة، وكمثال: اسمي (منى) قيمته العددية= م (40) + ن (50)+ أ (1)= 91 وبالتصغير لأحد الأرقام التسعة الأولية، وهي الأرقام من (1) إلى (9)، تكون طاقته ضمن مجموعة الرقم (1).
كما أن لكل حرف منها طاقة تتوزع على الطباع الأربعة بالترتيب (النار- التراب- الهواء- الماء) بحيث تتجمع في أربع مجموعات، وكل مجموعة منها من سبعة حروف، ولا علاقة بين طاقة تلك الحروف وطاقة المنازل التي أُخذ رسمها منها.
ولكل حرف منها وزن للطاقة يؤثر في طاقة الكلمة التي يدخل فيها. ولأن كل مجموعة طاقية منها تضم سبعة حروف، فأول حرف ناري (الألف) يكون ميزانه الأعلى (7)، والحرف الناري الذي يليه (الهاء) يكون ميزانه أقل درجة (6)، وهكذا في كل مجموعة حروف.
وعليه فلوزن الاسم نراجع طاقة ووزن الحروف المكونة له، وترتيبها في الاسم؛ وفي مثال اسمي؛ فحرف الميم= 4 ناري، ووزن النون= 4 ترابي، ووزن الألف= 7 ناري، وهذا يجعل طاقة الاسم الكلية نارية، خاصة وأن الحرف الأول ناري، وبه حرف الألف وميزانه (7).
ومعروف أن نصف حروف اللغة العربية قد استفتح بها الحق سبحانه وتعالى بعض سور القرآن الكريم، وقد جمع بعض علمائنا القدامى هذه الحروف الأربعة عشر في عبارة "نص حكيم قاطع له سر".
وبالنظر إلى طاقة هذه الحروف الاستفتاحية سنجد أربعة حروف منها نارية (أ، هــ، ط، م)، وأربعة مائية (ح، ل، ع، ر)، وثلاثة هوائية (ك، س، ق)، وثلاثة ترابية (ي، ن، ص). وبالنظر إلى موازين هذه الحروف سنجد أن حرف الألف الناري وحده هو من الميزان 7، وهو أعلى الموازين، واختيرت من الحروف النارية الأربعة الأعلى ميزانًا، والحروف ذات الموازين (5) و (4) و (3) استخدمت كلها على اختلاف طاقاتها، باستثناء حرف الفاء الناري، والذي يعده اللغويون أضعف حروف اللغة العربية فلا توجد فيه صفة من صفات القوة (كالجهر والشدة والإطباق)، وكذلك الحروف الثمانية ذات ميزان الطاقة الضعيفة (2) و (1) جميعها متروكة، فلم تُستخدم في استفتاح سور القرآن، أيًا كانت الطاقة التي تتصف بها.
كما وقد لاحظت ملاحظة غريبة تختص بحروف فواتح السور القرآنية الأربعة عشر، إذا ما وزعنا الحروف بحسب المنازل التي أُخذ رسمها منها على بروج الفصول الأربعة.
فالحروف المشتق رسمها من منازل القمر السبع في بروج فصل الصيف وهي (ح، ط، ي، ك، ل، م، ن) جميعها من حروف فواتح السور القرآنية، والعكس تمامًا في الحروف السبعة المأخوذ رسمها من منازل القمر السبع في بروج فصل الشتاء وهي (ت، ث، خ، ذ، ض، ظ، غ) فجميعها مستثناة من استفتاح سور القرآن بها!
كما لاحظت تعاكسًا غريبًا بين حروف منازل الربيع وحروف منازل الخريف، فمن بين حروف منازل الربيع السبع استخدم الحرفان الناريان من بينها (أ، هـ) فقط في استفتاح السور –وكلاهما من حروف لفظ الجلالة-، واستبعدت حروف الربيع ذات الطاقات الترابية والهوائية والمائية (ب، ج، د، و، ز)، بينما في حروف منازل الخريف السبع كانت خمسة حروف منها من فواتح السور القرآنية (س، ع، ص، ق، ر) وطاقاتها ترابية وهوائية ومائية، ولم يُستبعد من حروف منازل الخريف سوى الحرفين الناريين فيها (ف، ش)! فهنا حرفان ناريان واستخدما، وهناك حرفان ناريان واستبعدا!
د. منى أبو بكر زيتون
ملحق في الطبعة الثانية من كتابي "تأملات في كتاب الله"