قراءات نقدية
زهير ياسين شليبه: لغة "عصر الحنين" للتونسية رشيده أحمد التركي
أكتب كما أتـكلم! "رشيده أحمد التركي"
لا أبالغ إن قلت إن لغة عصر الحنين تتميز بسردية هادئة ولهذا فهي إحدى أهم المجموعات القصصية التي قرأتها في نهاية العام الماضي. هذه المجموعة تجعلني أهتم بموضوع اللغة بالذات ولهذا أحاول هنا أن أوجه إهتمامي له ولأهميته في النتاج الفني.
تبدأ رشيده أحمد قصة كشف القناع بمقطع "ليت أعماق النفس تضاء هكذا" من رواية الكاتب العراقي فؤاد التكرلي "الرجع البعيد"، التي ترجمتها إلى الفرنسية. هذه إشارة أعتقد ان لها اكثر من دلاله ومهمة قبل الحديث عن موضوع اللغة كما سنرى لا حقا.
تحاول القاصة الكشف عن أغوار النفس الداخلية وإضاءة أعماقها وهمومها في قصص قصيرة مختلفة الأحجام، بل إن حجم بعضها لا يتعدى الصفحة الواحدة.
لغة النتاج الفني كائن حي ومتطور له شخصية ومواصفاتها الخاصة به ولكنه كائن غير منعزل ولا معزول ولا مفصول عن الشخصيات التي تتحدث بها ولا اللوحات والمشاهد التي توصف بها.
كأننا هنا أمام صورة فنطازية، تظهر فيها اللغة لتقول للكاتب: أنا هنا كائن حي لي مواصفاتي ومزاجي واهتماماتي وهمومي ونسيجي الداخلي، انا إنسان لي قلب ينبض ودورة دموية وأحاسيس شاعرية فحذار حذار أن تلمسني بدون رغبتي او تتدخل بسلوكي، هذا أمر ينفرني.
لم تستخدم رشيده أحمد مثل هذه اللغة المضطَهدَة إن جاز التعبير حيث يتدخل الكتّاب اثناء استعمالاتهم لها بصغيرتها وكبيرتها دون فسح المجال لها لتمارس حركيتها وتكون روافدها المتنوعة و نسيجها الداخلي.
هذه أمور أعتقد أن بعض النقاد العرب المهتمين بالشأن القصصي لا يولوها أهمية كبيرة تستحقها ولهذا أرى من الضروري في هذه المناسبة التوقف عندها.
اللغة العربية لها خصوصيتها لأنها أولا وقبل كل شىء لغة شعر وتقاليد ومفاهيم لغوية ضاربة في عمق الإنسان العربي ولأنها لغة لهجات وثقافات متنوعة وحوارات مختلفة ومحكيّات ولهجات وبيانٍ ومعانٍ ولغة فصيحة لا تستخدم إلا في القراءة والكتابة. ولكن هناك لغة وسط، لغة أحاسيس شاملة يفكر بها كل العرب ويتكلمون بها. هذا الاستخدام اللغوي هام للغاية وعلى الأديب أن يهتم بتطويره.
تكمن موهبة الفنان العربي في استخدام كل هذه النشاطات الكلامية في شكل لغوي يقع وسط كل هذه الأشكال، نعني هنا لغة فنية سرديه عربية معاصرة.
يجد أحيانا بعض الكتاب العرب صعوبة في استخدام الكتابة الفنية بعيداً عن الشرح الذي يُعد بالنسبة للكثيرين سذاجةً وهناتٍ وعيوباً تنتقص من العمل الفني.
أشير هنا إلى أن ما يسمى المباشرة أو تقديم المعلومة عن الشخصيات يمكن بالتأكيد ممارستها بطريقة فنية، إذ إن كل شيء متوقف على طبيعة العمل الأدبي ولغته ونسيجها الداخلي وتلقائيتها وطريقة الكاتب في التعامل مع أسلوبه ولغته. علينا أن نتذكر أن الأسلوب هو الرجل أو لكل شيخ طريقته كما يقول العرب.
تكمن موهبة الكاتب ايضا في تجسيد نشاط لغوي موجود في الأصل ولكنه مغمور ومعتبرعلى أنه أسلوب غير فني بل واطىء. هناك العديد من المفردات يمكن استخدامها بلغة سهلة ليس بالضرورة أن تكون مباشرةً ولا تقريريةً إذا ما أعطيت للتلقائية فرصة لتأخذ مكانها ولتمارس دورها في تكوين لغة كتابة فنية.
هذه الخاصية إضطرت وتضطر بعض القصاصين لممارسة لغتهم بطريقة لا تخلو من افتعال استخدام التشبيهات والكنايات والاستعارات والمجاز وغيرها من صيغ البيان والمعاني لكي يحيطوا لغتهم بهالة الفنية ولكي يبتعدوا عن السهولة أو المباشرة، إلا أن النتيجة تكون نسيجا مهلهلا يشبه قطعة القماش المرقعة بألوان فاقعة ينقصها الإنسجام.
تنفر اللغة من مثل هذه الاستخدامات المفتعلة فيحصل خلل في بنية نسيجها الداخلي وعالمها الخاص فتفتقر إلى الانسيابية والانسجامية ويؤدي كل هذا بالتالي إلى عدم تقبل النص من قبل المتلقي وعدم انسجامه معه.
لغة السردية الفنية
هذه مقدمة وددتُ أن تكون مناسبة في الحديث عن لغة مجموعة "عصر الحنين" للكاتبة التونسية رشيده أحمد، التي اختارت ان تضيء الهموم الإنسانية الداخلية قبل كل شي وهذا يعني أنها بصدد استخدام لغة معينة لا يمكن الاستغناء عنها بمواصفات تحجزها حسب الطلب أو تفتعلها. أقول مستنتجا وباختصار إنها لغة تلقائية تمارس حريتها في بناء نسيجها الداخلي، تبتعد عن الافتعال والانشائية، لغة الكتابة السردية الفنية.
ولكن ماهي مواصفات هذه اللغة؟ تتصف هذه اللغة بالحيوية والتدفق فهي تشبه إلى حد ما لغة الرواية ولهذا هي تصلح لكي تكون وسيله الحديث الهموم النفسية.
إنها لغة تهتم بالمفردة إهتماما كبيرا وتضعها في مكانها المناسب، تستعمل الوصف في الوقت المناسب مما يضفي عليها حيوية تتميز بها عن الإنشائية.
وهي لغة متابعة سردية متواصلة من خلال وصف الشخصيات وحركاتها وتصرفاتها الصغيرة مثلا في قصة "الكشف عن القناع".
نلاحظ أن القاصة لم تكتفِ بالإشارة إلى اللون الأصفر في هذه القصة بل تابعت الحالة و وصفته بالكامل، بل وظفته لإضاءة هموم شخصيتها و استمرت في التعامل معه و وَصف "المرأة المتصابية والضحكة الصفراء" عصر الحنين. ص6
يجد القارئ أن الكاتبة تعطي الموضوع حقه في الوصف والتحليل بجمل قصيرة ولغة تخلو من المفردات المفتعلة. أنظر وصف اللوحة مثلا والإهتمام بها “اللوحة أمامها تحطم الأعصاب، مصرة على غموضها” ص12 ولكن غموض اللوحة له علاقة بالحدث وليس اللغة.
أبدت رشيده أحمد قدرةً واضحة في إضائتها لموضوعة إضطهاد المرأة وتعرضها للسلب أو التحرش الجنسي وأظهرت موهبة خاصة في طريقة التعامل مع وصف الحالة وغموض الحبكة.
تقول بطلة "الكشف عن القناع" التي تعاني من مشكلة فقدان بكارتها:
"دخلت سيدة تحمل مجلة فرنسية، اتجهت توا إلى مقعد داخل الصالون بدون أن تختار كأنها تجلس عليه منذ قليل. فستانها يزيد من توتر ذاكرتي، وهذه الستائر الصفراء. تلك الملعونة لا تأتي" (تقصد الدورة الشهرية ز. ش) عصر الحنين. ص 19
إذا كانت الكاتبة قد أتاحت الفرصة لبطلتها للتحدث عن عالمها الداخلي وهمومها ومستقبلها ورغبتها في الإنتقام من الرجل بسبب فقدان شرفها، فإنها تلجأ إلى الثمالة لكي يتحدث بطلها عن نفسه في قصة "عيون البحر". البطل هنا كله هموم وقنبلة موقوتة وكأنه هو أيضا يريد الانتقام من نفسه والآخرين بسبب غربته وبعده عن بلاده التي لا تستطيع أن تضمن له حياة طبيعية.
"أتيتُ هذا البلد لتركيب زجاج السيارات الفرنسية! لِم تقسرنا بلداننا على هجرانها؟.. ص32 سأسكر هذه المرة بالقهوة السوداء، المرة. إن علقمها وسوادها يتناسب و جو نفسي الآن.. تمددت ووضعت يدي تحت رأسي. السقف أبيض، بارد والنور الساطع وسطه يثير الأعصاب ويفتتها. قمت أقطعه. الظلمة. فنجان القهوة لم يفرغ بعد، وأنا لم اسكر بعد بالقهوة. منذ أيام لم يعد المشروب يسكرني ولا حبوب النوم تنيمني". ص 35
إنها بالتأكيد لغة حوار داخلي يتحدث البطل من خلالها عن مشاعره وهمومه في غربته فرنسا وهي الشكل الأقرب بالنسبة لهذا النوع من السردية المباشرة، إذ ليس المهم الكتابة بلغة مليئة بالمعاني والصور بل المهم هو القدرة على تحويل الحكي والكلام العادي إلى فن سردي.
لغة الضمير المتكلم أنا، لغة ضمير الشخص الأول قد تكون هي أيضا اقرب إلى أسلوب المناجاتية كما هو الحال في حديث إيمان بطلة قصة "المرايا".
"قمت من السرير اجلس أمام المرآة الثلاثية الوجه على طاولة الزينة قرب النافذة و أمام السرير. ينعكس وجهي في الصفحة الوسطى من المرآة، بينما يعكس جانبا المرآة شطراً من كتفي. ذلك وجه إيمان. أبلغُ من العمر ستا وعشرين سنة. متزوجة منذ ستة أشهر من رجل احبه واحبته. ماذا يمكن أن اقول عن نفسي أكثر... أنضم ببطء إلى عالم المتزوجين العاديين.. زوجي لم يعد يقرأ سطرا مما أكتبه.. لم أوهموك وأوهمت نفسك بتحقيق اشياء أخرى غير تلك التي تحدث عندما يتزوج الناس". ص40
تركز الكاتبة في هذه القصة بالتأكيد على موضوع المرأة ولكن بشكل أكثر عمومية من "الكشف عن القناع":
تقول البطلة: "سأدافع عن نفسي إن اتهمني بالاتهامات المعروفة. عندما تحاول المرأة أن تتكلم عن نفسها. فَمِنيستْ. حتى وإن لم تكن لها علاقة بتلك المنظمات الغبية. منظمة تحرير المرأة.." ص48
لقد صرح جلال فعلا وبدون تردد ان المرأة للبيت فقط.. إن النساء اللواتي يكتبن إنما لا يكتبن إلا للتبرج، لتصوير نواقصهم في الجنس أو استعباد الرجل". ص 49
تبدأ القاصة سردها بالإشارة إلى فستان العرس الأبيض ص39 وتنتهي بالانتفاض ضد كل مظاهر الزواج البائس الذي يقيد الحياة ويحطم الطموحات ".. أخذت فستان الزفاف الأبيض وطويته بعصبية لأضعه في الحقيبة الرمادية.. لا! لن اكون دميته". ص 54/53
ستُّ عشرة صفحة مليئة بمتابعة سردية جادة للموضوعة عن نسيج من مظاهر رتابة الحياة الزوجية التي حولت الحب إلى كراهية. أعتقد أن بعض ما أشرتُ له عن خصوصية اللغة ينطبق كثيرا على لغة قصة "شهادة في ملف التحقيق المؤجل" من حيث الاهتمام بالمفردة وتركيب الجملة. نلاحظ انها تبدأ سردها بجملة قصيرة واضحة ومعبرة : "هكذا ُطردت من الشغل رغم استقامتي". ص56 كما لو أنها تعد المتلقي لاستقبال تفصيلات عن الحدث "الطرد من الشغل".
".. كلا! لم ينتهِ النص! هكذا سأكتب نص الدفاع عن نفسي إلى المحامي -إن اقتضي الأمرـ.. إنها ليست أول "جريمة" أدخل فيها دون أن أقترفها.. أنا اخرس. ولذلك أنا أستنجد بالكتابة... فالعالم يتهمني بكل شئ. لماذا أنا عربي؟ ولماذا أنا أخرس؟ وأول تهمة كانت أني بلا أب شرعي.. أنا إبن قارعة الطريق! كما يقولون!.. واليوم لا أزال أنا ذلك الأخرس، لكنني أسمع بعينيّ. نعم صرت أسمع بعينيّ. فأنا ارى!". ص58
"لقد علقت بي كل التهم وقلبي يمتلئ كل يوم بقطرة جديدة تفيض عن الكأس. ومنذ ذلك الحين تعلمت الكتابة لنفسي". ص59
الإنسان العربي يتكلم فلا يقول شيئاً من الواضح أن الخرس يتحول بالتدريج إلى موضوع رمزي له علاقة بالواقع العربي الاجتماعي المعاش الملئ بالقهر والخوف والاستبداد. "هل تعرفون ما معنى أنني أخرس؟ اي أنني لا أتكلم عن نفسي ولن يكفي كل المحامين في العالم أن يتكلموا كما يجب أن أتكلم عن نفسي لو كنت أملك لسانا. والغريب مرة أخرى أن الخوف هو الخوف نفسه.. وتتجمع الدموع فجأة.. أبكي قليلا ثم أسكت. وهل للأخرس حق في البكاء؟..أنا اللص الذي لم يسرق شيئاً. انا المتهم الذي لم يرتكب ذنباً. أنا المذنب الذي لم يقترف إثما". ص60
اعتقد أن الكاتبة وفقت في اختيار شخصيات ملائمة للغتها، أو أنها أعطتها فسحة من الحرية لتمارس نشاطها على ألسنة أبطال يفهمون ماذا تعني المعاناة ومرارتها.
"ولست أدري لماذا أكتبه؟.. لأنني وحيد. والكتابة نوع من الخروج من الوحدة للدخول فيها. تخرجك من وحدتك لترميك فيها. وأكتب أنا لأنني لا أتكلم. ولكنني أرى. أنا أرى !! ولعل الذين يملكون السنة للكلام لا يعلمون مدى الشقاء الذي اعيشه ولايدركون فظاعة ما أرى ! لأنهم لم يغيروا شيئا بألسنتهم. ص62
نلاحظ أن الكاتبة تطور موضوعة الخرس من أمر خاص إلى آخر أكثر عمومية كما أشرتُ، بل أقرب إلى السياسة بدون أن يحدث خدش أو تخلخل في نسيج اللغة من خلال الانتقالة الانسيابية، متجنبة بذلك الوقوع في المباشرة والتقريرية.
يقول البطل : "الخرس يصبح أحيانا نعمة في هذا العالم الذي لا يجدي معه أي نقاء.. يتهمني بأشياء لم اقترفها..عاهتي.. هي الحصن الذي يمنع عني دناءة العالم "المتكلم" وشره.. وبراءتي هي مثل فلسطين الباقية بين الشمس والماء". ص 66 وتقول أيضاً "والإنسان العربي متهم بأنه يحب الحرب ويمارس الإرهاب وهو يملك فيما يملك لسانا عاطلا لا يتكلم أو يتكلم فلا يقول شيئا". ص74
من المفيد هنا أيضا أن نشير إلى ان الكاتبة ناقشت على لسان بطلها بطريقة انسيابية وتلقائية موضوعَ اللغة والكتابة وطريقتها. يقول البطل:
"لن أعطي نصيّ هذا إلى المحامي.. أنا أكتب لنفسي، و من سيقرأه سيلاحظ بأن لغته ليست بلغة النصوص الجاهزة للقراءة. إنني أكتبه كما أحسه. أكتب كما أتكلم. بل أنا أكتب كما لوكنت أتكلم.. ولا أكتب على الورق. لكنني أرى.. أحبها، عاهتي لأنها تحميني ولا تجعلني أعيش الزيف.. وعاهتي لا تمنعني من أن أرى!". ص67
إنها من أهم قصص المجموعة من حيث حركية اللغة وحيويتها وتلقائيتها وعدم تكلفها وتذكرنا بقصة "التنور" 1972 لفؤاد التكرلي حيث يكتب البطل إفادة في سبع صفحات مقدمة من البطل قاتل زوجة أخيه للمحكمة.
لا توجد هنا أحداث ولا حبكات ولا حوارات بين الأبطال ولكن لغةً مليئة، متدفقة. وقد يكون من المناسب هنا الإشارة إلى اوجه الشبه بين لغتي هذه النصوص وطريقة التكرلي في مناقشة موضوعاته ومعالجتها باسلوب اعتيادي استطاع تحويله إلى سرد فني.
أرى ان مثل هذا التشابه أو التأثر أمر طبيعي بالنسبة للكاتبة رشيدة أحمد لعدة اسباب، لعل أهمها هو متابعتها المستمرة لما يكتبه التكرلي وترجمتها لروايته "الرجع البعيد" إلى اللغة الفرنسية كما أشرت في بداية مقالي.
لاتبحث عن تونس في تونس
تتجسد فكرة الحنين في قصتين: "عصر الحنين" و"المدينة الحلم"، تطرح في الأولى أفكارا عن تونس والعالم وانطباعات عامة يتناولها المواطنون العرب في حياتهم اليومية. ".. أما النادل..إذا عرف أنك تونسي. ويل لك! إنهم لا يتملقون إلا السياح وخاصة السياح العرب، الخليجيون". ص84 او ليس الانحطاط قد بدأ فعلا منذ السبعينات.. بعد ذلك لتسمِّ هذا عصر الحنين. الحنين لكل شئ قديم ".. لا تبحث عن تونس في تونس". ص86
أما في قصة "المدينة الحلم" تتجسد هواجس الغربة التي لاحظناها لدى بطل "عيون البحر" العامل التونسي المغترب ".. ماهذا الجدب الذي يطفئ شعلة الحياة فينا؟ لماذا يقضي العصر علينا بما يأمر هو؟ لماذا لا نقاوم؟ لماذا يخنق فينا حتى الحنين إلى عصر كانت فيه الأعماق، الأعماق هي مختبر كل شئ لماذا تسطح العالم من حولنا؟ تلك كانت كلماتها التي تكتبها في دفاترها الصغيرة". ص91 ".. ستنتهي غريبة في بلد غريب. لن يحفل بموتها أحد". ص 92
***
د. زهير ياسين شليبه