قراءات نقدية
زهير ياسين شليبه: دور الأدب في النضال ضد العنصرية في جنوب إفريقيا
يُعد النضال ضد العنصريين البيض من أبرز الموضوعات التي تناولها الأدب في دولة جنوب أفريقيا، وقد اهتم أدباء هذه الدولة بمشكلة العنصرية اهتماماً كبيراً
ما زالت مشاكل النظام العنصري تستحوذ على اهتمام الأدباء، إلا أنها تجسدت في أدب السبعينات بالذات ولهذا سنوجه اهتمامنا في هذه الدراسة المتواضعة إلى أدب هذه الفترة بالذات. لقد اخذ كتاب جنوب أفريقيا يتحدثون بكل وضوح عن مشكلة العنصرية في أعمالهم الإبداعية ودعوا إلى النضال المسلح ضد العنصريين البيض، ونستطيع أن نقول إن قضية النضال المسلح تجسدت بشكل خاص في أعمال كتّاب زمبابوي "روديسيا سابقاً".
وفي الحقيقة إن توجه أدباء جنوب أفريقيا إلى هذا الموضوع لا يعد أمرا غريبا، إذ إن شعوب هذه المنطقة ناضلت نضالاً واسع النطاق ضد العنصريين البيض.
ونود أن نشير هنا إلى أن اختيارنا لفترة السبعينات بالذات لم يكن من وحي الصدفة، بل لأن هذه الفترة شهدت العديد من النشاطات الجماهيرية المعادية للعنصرية على مختلف الأصعدة، وقد شاركت فيها كل الجماهير الشعبية من مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية، التي لم تخشَ هراوات الاجهزة القمعية ولا سجونها. ويكفي هنا أن نتذكر المجزرة الدموية التي اقترفها العنصريون في حزيران 1976 ضد أهالي سوويتوا، تلك المدينة الصغيرة التي تبعد قليلا عن جوهانسبورج. كانت هذه المجزرة الدموية ضد السود في جنوب أفريقيا بمثابة الشرارة الأولى للاضطرابات والانتفاضة التي عمت كل زوايا المنطقة وارجائها. ومنذ ذلك الحين، اعتبرت هذه المجزرة التي تذكرنا بمذبحة دير ياسين في فلسطين المحتلة رمزاً لنضال شعوب جنوب أفريقيا من أجل الحرية وتحقيق أبسط الحقوق الإنسانية.
من الجدير بالذكر، إن سقوط الفاشية في البرتغال ومستعمراتها وانتصار القوى القومية والوطنية في روديسيا، الذي تكفل بتأسيس جمهورية زيمبابوي ونضال ناميبيا من أجل التخلص من الاضطهاد الاستعماري من قبل حكام جنوب أفريقيا، وأخيرا نضال الجماهير الشعبية الواسعة فيها نفسها، أدى إلى تغيير تناسب القوى السياسية لصالح المناهضين للعنصرية.
منذ تأسيس جمهورية زيمبابوي استعد بوتو لتنفيذ خطته الموجهة نحو توحيد الدول العنصرية والعسكرية ضد حركات التحرر الوطني في جنوب أفريقيا، وقد قامت القطعات العسكرية التابعة لجيش العنصريين بالهجوم على انجولا، موزانبيق، زيمبابوي، زامبيا، ليسوته وسيشيل. وأخذ الحزب القومي الحاكم يبحث عن امكانيات إنقاذ النظم التقليدية القديمة من خلال المناورات السياسية المختلفة.
ويحاول الحكام العنصريون إضفاء صبغة الليبرالية على نظامهم لكنهم وضعوا في الوقت نفسه خطة سياسية لتشكيل وزارة القانون والنظام، التي أنيط بها، باسم المواطنين البيض، مهمات وصلاحيات واسعة جدا بما فيها الوظائف القمعية البوليسية والإرهاب ليس ضد السود فحسب، بل ضد المواطنين البيض الذين لا يؤيدون القوانين العنصرية.
وقد فَضحت التنظيمات الشعبية المعروفة في القارة كلها مثل المؤتمر القومي الأفريقي في جنوب أفريقيا (تأسس عام 1912) الديمقراطية والليبرالية التي يشرف عليها العنصريون، وكشفت الصحف التقدمية كل ممارسات نظام جنوب أفريقيا الإرهابية، التي أدت إلى قتل العديد من المناضلين تحت التعذيب. وعلى الرغم من قسوة الأساليب الإرهابية إلا أن النضال ضد العنصرية ازداد وتوسع واتخذ أشكالا مختلفة بما فيها الكفاح المسلّح.
ولقد اهتم أدباء جنوب أفريقيا وزيمبابوي بكل هذه الأحداث والقضايا، التي هزت المنطقة وعانوا من صعوبات كبيرة تحدث عنها في أكثر من مناسبة الأديب المعروف الروائي الراحل لا جوما السكرتير السابق لرابطة كتاب آسيا وأفريقيا1.
ونشير هنا إلى أن المجلس المسؤول عن النشر يستطيع بكل سهولة وحسب القوانين المعمول بها في البلاد أن يمنع نشر هذا العمل الأدبي أو ذاك، بل ويحاسب الأديب صاحب النتاج النقدي والأدبي المرفوض من قبل الرقابة، على دفع ضريبة كبيرة إلى مجلس الرقابة!
إن أعضاء مجلس الرقابة لا يبالون بأهمية الكتاب المقدم إليهم، لا من حيث الشكل ولا الفكرة ولا المستوى الفني، بل كل ما يهمهم هو أن يشيد "بمنجزات" هذا النظام.
وقد أكد لاجوما على أن الفنانين الموهوبين يستطيعون رغم كل الصعوبات، تصوير النضال ضد العنصرية مهما اختلفت أشكالها، ونشير هنا إلى أهمية النقاش الذي دار حول أدب الاحتجاج في ندوة عقدتها عام 1979 جامعة رودس في جريامس تاون وحضرها العديد من أدباء جنوب أفريقيا مثل ن. جورديمي و أ. برينك.
رفض برينك في هذا النقاش الأدبي ادب الاحتجاج واعتبره أدباً شعرياً لا يحقق نجاحا ملموسا كبيرا ضد سلطة قوية تمتلك جيشا وأجهزة قمعية متمرساً في تنفيذ أعمالها الإرهابية، ويرى ان كتابا احتجاجيا مليئا بشعارات لا يكفي لمقاومة كل هذه الاجهزة القمعية2.
إن برينك لا يعتبر الكتاب الأدبي وسيلة نضالية تحقق نجاحات سريعة في الصراع السياسي، بل إنه يرى أن للنتاج الأدبي تأثيراً معنوياً بطيئاً يعمل على تغيير حياة الناس الروحية بمرور الزمن، كذلك يعتقد برينك أن الكاتب من الأفضل أن يتحول إلى مناضل سياسي، أو جندي في الجيش الشعبي ليقاتلوا ضد النظام العنصري.
إلا ان أديبا آخر، هو جورديمير، يرفض أفكار برينك ويتفق مع الأديب المعروف لاجوما ويردد أفكاره في هذا النقاش، الذي أشرنا إليه ويؤكد على أهمية التصوير الخلاق والثوري للواقع بكل صدق وإخلاص، وإذا التزم الادب تصوير البيئة في جنوب أفريقيا تصويراً صادقا فلا بد له أن يتناول موضوع العنصرية والحالة الثورية والاحتجاج الشعبي ونضاله ضد كل أشكال الإرهاب. إن صوت الاحتجاج لا بّد أن يجد طريقه إلى العمل الأدبي، إذا كان مؤلفه أديبا ملتزما بقضايا الشعب المصيرية وبواقعه الحياتي اليومي والاجتماعي المعاش3.
وقد تحدث كيورابيشة كوسيتسيلي الشاعر والصحفي المعروف في جنوب أفريقيا، في مقال له بعنوان "الثقافة والنضال التحرري في جنوب أفريقيا"، عن دور شعر المقاومة في النضال التحرري، الذي تخوضه شعوب جنوب أفريقيا.
أكد كيورابيتشه كوسيتسيلي على الوظيفة الاجتماعية والسياسية للأدب ورفض الشعر الذي لا يصور قضايا الشعب ونضاله التحرري ضد العنصرية. إن المهمة الرئيسة لكتاّبأفريقيا تتجسد في النضال ضد كل أشكال الاستغلال الاجتماعي والاضطهاد العنصري والعمل البناء والجاد من أجل تكوين ثقافة اشتراكية ثورية تعمل على تربية الأجيال القادمة تربية خلاّقه، هذا وقد كرّسَ الشاعر المعروف فاينبيرغ كتابه "الشعر ونضال شعوب جنوب أفريقيا من أجل التحرر القومي" لمثل هذا الموضوع4.
طالبَ فاينبيرغ الشعراءَ أن يتخذوا موقفا حازما تجاه سياسة العنصريين قولا وفعلا، لأن الشعر يتميز عن كل أشكال الفنون الأخرى من حيث كونه أداةً فعالةً في تحريض الجماهير الشعبية وتعبئتها في نضاله ضد العنصرية.
يدعو فاينبيرغ وبكل صراحة ووضوح إلى وقوف الشاعر إلى جانب المقاتلين الذين يمتشقون السلاح ويناضلون نضالا مسلحا ضد العنصرية.
وقد نشرت العديد من المجلات مثل سيتشابا لسان حال المؤتمر القومي الأفريقي في جنوب إفريقيا، ومجلة لوتس لسان حال رابطة كتاب آسيا وأفريقيا قصائد شعرية كثيرة لشعراء ثوريين ملتزمين بقضايا الشعب، كذلك هناك أعمال شعرية لشعراء جنوب أفريقيا نُشرت باللغة الإنجليزية في السبعينات على شكل كتب، اما لشاعر واحد أو لعدة شعراء، نذكر على سبيل المثال لا الحصر مجموعة شعرية لأسوا لد متشالي وما زيس كونيوني بلغة زولو ونشرت مجموعات للشاعرين المعروفين كيورابيتشه كوسيتسيلي ودينيس بروتوس وغيرهما.
تتميز هذه الأشعار بعاطفة جياشه، وهي مشبعة بالآلام بسبب الحالة البائسة التي يعيشها الشعب، وتدعو إلى ثورة ضد العنصريين.
نستطيع أن نلاحظ سمات عامة تتميز بها هذه الأشعار كلها، مثل وحدة موضوعاتها أو تشابهها، الشيء نفسه يقال عن الاهداف المشتركة، وفي بعض الحالات نلاحظ تشابها كبيرا في الأفكار، لأن هؤلاء الشعراء يصورون واقعا مريرا مليئا بالهموم والمعاناة المختلفة مادية كانت ام روحية. كما قلنا سابقا فإن اغلب هؤلاء الشعراء كان يدعو إلى النضال ضد العنصريين بمختلف الأشكال والطرق بما فيها الكفاح المسلح، لدرجة أن الشعر أصبح وسيلةً فعّالةً للتحريض وننقل هنا مقطعاً شعريا لأحد المقاتلين المجهولين:
خطوط الجبهة والنار
مكان لاختبار الوعي والرجولة
هنا نتخلص من الظلم والملاحقات
هذا هو المكان الوحيد
تحصل فيه على الخلود
صدقني يا أخي
أنت هنا لست الوحيد
هنا الناس والشجيرات
طعام للرصاص
هذا الإنسان الفريد
يهجم بسرعة البرق
وقوي كالرعد
شجاع وقناص
هناك يسقط العدو
كيلا ينهض من بعد
صدقني يا أخي
سيكون ضلّك هنا إلى جانب ضلّي5.
اما النثر المكتوب باللغة الإنجليزية، فإنه قد يتميز في السبعينات بطابع احتجاجي ضد السياسة العنصرية والظلم.
وفي الحقيقة إن أدب "الاحتجاج" و"أدب المقاومة" يقفان على الضد من الأدب الرجعي، الذي يمثل سياسة العنصريين، وسنتطرق في هذا المقال إلى بعض أعمال أليكس لا جوما الروائية مثل "في نهاية موسم الضباب" و "تجوال في الليل" وغيرهما، وأعمال روائية لأدباء آخرين من البيض والسود مثل "آلان شواولفيلد، دجونتى درايفر، بيتر ولهيلم كاتيو، مونجوشي ودجيرالد جوردون.
ونلاحظ أن مواقف بعض الناشرين الليبراليين البيض الذين يطرحون افكارا تقدمية تمثل فئة المثقفين الليبراليين البيض تتسم بالتعقيد وعدم الوضوح.
فالروائي الأبيض ألان شواولفيلد مثلا يطرح في روايته "السادة الشباب"6 فكر الليبراليين المتشائمين، لكنه فكر انتقادي بالنسبة لسياسة التمييز العنصري.
لم يصور ألان شواولفيلد في روايته "السادة الشباب" الحياةَ في جنوب أفريقيا تصويراً روائيا كاملا، ولم يقدم لوحةً متكاملةً لهذه الحياة، بل اكتفى بوصف بسيط لحياة السكان البيض في مدينة صغيرة، وهنا لا بدّ للروائي من تصويرهم كما هم في الواقع، أي أنهم يعيشون بعيدا عن التجمعات السكانية للأفارقة من خلال تصرفات بعض الشخصيات الواعية، هنا بالذات يكون التناقض في وجهات نظر الروائيين البيض، الذين ينادون بالأفكار الليبرالية، وهذا بالتالي ادّى إلى ظهور نزعة تشاؤمية في وسط الأدباء البيض.
* والشيء نفسه يمكن أن يُقال عن روائي آخر معروف في أدب جنوب أفريقيا، ألا وهو دجونتي درايفر فهو أيضًا يصور الوضع في جنوب أفريقيا تصويرا يتسم بالتشاؤم.
يصور الروائي درايفر في روايته "مرثاة للثوري" و"ابعث الحرب إلينا يا إلهي" حالةَ الإحباط في أوساط المثقفين الليبراليين البيض.
إن درايفر وغيره من الكتاب البيض التقدميين لا يقبل بالقوميين العنصريين، لكنه من ناحية أخرى لا يستطيع أن يرى أفقا أو بارقةَ أمل في حل هذه المشاكل العنصرية والاجتماعية. لم يكن بمقدوردرايفر أن يرى القوى الاجتماعية القادرة على تحطيم العنصرية وحل الأزمة، ولا يثق بقدرة الجماهير الشعبية الواسعة ولا بحركة الثوريين الأفارقة، الذين يعتبرهم إرهابيين عاديين".
وفي الحقيقة أن روايتي درايفر اللتين أشرنا إليهما سابقا لم تقدم لوحة كاملة وموضوعيه للحياة الاجتماعية والوضع السياسي في جنوب إفريقيا.
تصور رواية "مرثاة للثوري" مثلاً مصير مجموعة من الليبراليين البيض وهي تناضل سراً وتنظم بعض العمليات الإرهابية ضد النظام العنصري. وبسبب من حاجة أعضاء هذه المجموعة الإرهابية من الليبراليين البيض إلى خبرة العمل العسكري نراهم يلجأون إلى تنظيمات المؤتمر القومي الأفريقي السرية طلبا للمساعدة، إلا أن قادة المؤتمر يرفضون أساليب الإرهاب الفردية، التي تقوم بها مجموعة البيض فرفضوا التعاون معهم.
تقوم مجموعة الإرهابيين البيض بأعمال إرهابية فردية ويكتب لبعض أعمالها النجاح، مثل عملية نسف خزانات المياه التي أدت إلى قتل أحد الحراس الأفارقة، سيؤثر هذا العمل تأثيرا سلبيا على شخصية الصحفي كفيك، العنصر القيادي في الخط المدني لهذه المجموعة، فيخرج من التنظيم مستقيلاً عن العمل فيه وفق هذه الأساليب، وتبدأ أجهزة الأمن بمراقبة المجموعة وتستطيع القبض على بعض أفرادها.
إن شخصيات درايفر تتعاطف بكل صدق وإخلاص مع الأفارقة وتعبر عن عدم اقتناعها بالعنصرية وقوانينهما وتحاول أن تفرغ طاقتها بعمل ثوري إلا أن اغلبها غير قادر على الخروج من العمل الإرهابي الفردي ولا يمكنه معرفة القوة الاجتماعية التي يجب الاعتماد عليها في العمل السياسي، وغالبا ما تكون أسباب دخول هؤلاء الليبراليين في مثل هذه التنظيمات ذات طابع شخصي.
جيمس جيريم مثلا يمثل إحدى الشخصيات الليبرالية التي دخلت التنظيم بحماس، إلا أنه يخون مباشرة بعد سقوط المجموعة وفشل أعمالها، بل إنه أصبح الشاهد الرئيس في التحقيقات، وشخصية أخرى من شخصيات الرواية مثل ديفيس، الذي أحب فتاة سوداء، فتعرض للمحاكمة بسبب "جرأته" على اقتراف مثل هذا العمل! فيدخل في مجموعة الإرهابيين البيض كرد فعل لممارسة المحاكم العنصرية تجاه مشاعره الإنسانية. أما هانتر فيعتبر دخوله في هذا التنظيم السري تعبيراً عن علاقته بالحركة الديمقراطية الواسعة، إلا أن هذا الموضوع ينحصر في سلوك هذه الشخصية فقط ولا يطرحه الروائي بعمق.
بعد عام من نشره رواية "مرثاة للثوري" يصدر دجونتي درايفر روايته الثانية "ابعث الحرب إلينا، يا إلهي" التي تصور مجموعة من الإرهابيين أيضا، إلا أنهم هنا من الأفارقة، وتدور أحداثها في مدينة سان جوزيف سيتلمينت، حيث يقدم إليها الإرهابيون المدربون جيدا إلا أنهم يفشلون في أعمالهم بسبب عزلتهم عن السكان.
وتزداد الهوّة بين الإرهابيين وسكان المدينة، لأنهم لا يفهمون درجة استعداد الناس للكفاح المسلح، ويصور الروائي شخصية ارهابية متطرفة تقترف جرائم عديدة ضد المدنيين البسطاء لعدم انتمائهم للمجموعة الارهابية.
كذلك يصور الروائي درايفر شخصية المعلم المعروف بالقرية باسم يوهانس سمبل، إلا أن اسمه الحقيقي "زاك" وهو شخص نقابي معروف، سبق له أن ُسجن لنضاله ضد العنصرية.
ويكشف أحد أعضاء الفصيل المقاتل شخصية زاك الحقيقية لانه سبق له أن عمل معه في التنظيمات السرية ويستطيع فيما بعد من كسبه للعمل لصالح الفصيل. يوافق المعلم الوطني المخلص على العمل مع فصيل الإرهابيين، إلا أنه لا يتفق مع أفكارهم وأعمالهم الإرهابية، التي لا تعتمد على مساندة سكان المدينة. ورغم عدم اقتناع المعلم يوهانس زاك بأسلوب المغامرة الإرهابية، ووضعه الذي لا يحسد عليه، إلا أنه لا يستطيع أن يبقى مكتوف الأيدي ويتخذ موقفاً حيادياً تجاه نشاطهم، فيقرر المشاركة في عملياتهم العسكرية ويخاطر بحياته في عمل غير مقتنع بنجاحه .
يلاحظ الباحث أن شخصيات هذه الرواية تعاني من اليأس والإحباط والشعور بلا جدوى العمل الذي تقوم به، مثل المعلم الذي يشارك في عملية إرهابية وهو غير مقتنع بفائدتها في النضال ضد العنصرية، والدكتور الأبيض ريدمان، ذلك الرجل المتعب الذي لا يثق برسالة البيض الإنسانية ولا بمستقبل الأفارقة فكل ما يفكر به هو عمله والفتيات الإفريقيات اللاتي شغلن وقته.
كان ريد مان يعرف عاجلا أم اجلا بأنه سيقف أمام السلطات يحاكم اما بسبب علاقته مع الفتيات الملونات أو بسبب تقديم المساعدة الطبية لأحد الإرهابيين الجرحى، ولهذا كله يقرر الانتحار. كذلك تصاب الشخصية النسائية المتدينة ماري إلين بالخيبة والإحباط لعدم اهتمام الناس بأفكارها النصرانية التي تدعو إلى الإخاء والمحبة بين البشر.
في نهاية الرواية يصف الروائي مدينة سان جوزيف وهي تعاني من الوحشية والإهمال مما يؤكد السمة التشاؤمية التي تتميز بها أعمال درايفر، بل إن عنوان الرواية بحد ذاته يشير إلى حالة اليأس والإحباط بين بعض البيض.
ويتناول الروائي بيتر ويلهلم موضوعَ العلاقات المتبادلة والتعصب القومي عند البور في روايته "الغابة المظلمة" 8 بطريقة تختلف عن الطرق السابقة، التي يستخدمها غيره من روائيي جنوب أفريقيا.
يصور ويلهيلم العنصرية من خلال مفاهيم أعضاء أسرة البرجوازي الأفريقي هندريك فان فلا آمسو وسلوكه، وينتقد الروائي أخلاقيات المجتمع البرجوازي المزيفة في جنوب إفريقيا.
تدور أحداث الرواية في منتصف السبعينات في جوهانسبورغ حيث يوجه الروائي اهتماماً خاصاً إلى وصف حياة عائلة الأفريقي الأبيض من شعب البور، هذا الشعب الذي يعود أصله إلى المستعمرين الهولنديين والالمان والفرنسيين، والذي يقود سياسة الآبارثائيد
يكاد قارىء الرواية لا يلتقي بشخصيات تمثل الأفارقة السود، ومع ذلك فنستطيع أن نقول: إن المشكلة العنصرية تعتبر من أبرز القضايا التي تناولتها الرواية، يوضح الروائي القضية الاصلية من خلال هندريك وولديه ديفد ويان. يتعرف القارئ على حياة هندريك عن طريق زوجته الثانية مادير المتحمسة للأفكار القومية للبور، الذي كان فقيراً، لكن وضعه الاقتصادي يتحسن بعد الحرب.
إن مأكثر ما يشغل بال مادير هو أن يتزوج ابن زوجها من فتاة أوروبية الأصل بيضاء نقية الدم والأصل، وكانت هذه الزوجة تنفق النقود على اجير خاص ليراقب الابن الأصغر، ويكتشف أن الأخير على علاقة بالأفريقية السمراء كريستل، وبهذا يخرق قانون "الأخلاق" ويعرض نفسه للسجن.
يزداد قلق مادير في البداية، إلا أنها تطمئن فيما بعد، حيث تستلم صورة تجمعه والفتاة الأفريقية فيضطر يان إلى إنهاء علاقته مع الأفريقية كريستل، وتعمل على إبعادها إلى أعماق الريف فيما بعد.
لا تغير مادير أفكارها حول السود "كافري"، (هكذا اصطلح على تسميتهم في جنوب إفريقيا) فهم يجب أن يعرفوا مكانهم الخاص بهم، ويجب أن لا يخرجوا منه، إلا عند الضرورة كالعمل لصالح البيض أو عند الحاجة إلى أيدي عاملة رخيصة. ولا تمانع مادير في بعض المرات من تقديم بعض الطعام للأطفال الأفارقة الجياع من ضواحي جوهانسبورغ، وتتحمس مادير كثيراً لجنود جيش جنوب أفريقيا الذين يستعدون للهجوم على موزامبيق وأنغولا، إذ إنها تعلم ان انتصار هاتين الدولتين يعني ضرب مصالح أسرة فان فلا آمس، وتتحول مشاعر السيطرة والقوه والتفكير بالمصلحة الاقتصادية للأسرة إلى الابن الاكبر دَيفيد، الذي يعتبره والده اليد اليمنى والوريث الحقيقي له، وفعلا يتطور ديفيد الابن الأكبر تطوراً سريعاً على مدى بضعة شهور!
رجع ديفيد إلى الوطن بعد إنهاء دراسته في كامبرج، ويجمع رأسمالاً بفضل الاختلاسات والاحتيال، ثم يدرك جيدا بأنه في نهاية المطاف سيكون المالك الحقيقي، ولهذا كان عليه أن يتعلم ويدخل إدارة الأمور المالية والتجارية جيدا. ثم يتحول ديفيد بالتدريج إلى رجل مدافع عن سياسة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا لأنها هي الحل الوحيد الذي ينقذ البلاد من خطر "الانزلاق" إلى طريق أنغولا وموزامبيق، بل إنه كان يدعو للتدخل العسكري في انغولا.
اما الابن الأصغر يان فقد تعب كثيرا من نمط الحياة في بيته الذي تشرف عليه زوجة أبيه، إلا أنه كان ضعيفا لدرجة انه لا يستطيع الاحتجاج ضد سلوك زوجة العنصري، وتظهر في وعي يان أفكار متطرفة غير موضوعية، لم تشكل خطرا كبيرا، فاعتبرتها الزوجة وابن زوجها ديفيد مجرد حالة مزاجية عابرة. ويوضح الروائي أيضا أن "انتفاضة" يان على نمط الحياة في البيت حصلت بسبب ما يتعاطى من الحشيش ومأ ساته العاطفية، ويُضطر فيما بعد إلى الخروج من البيت، وترك الدراسة في الجامعة ويعيش في العزلة بحثاً عنها في قرية بعيدة، ويحاول إقناعها بالهرب من الحدود والعيش هناك بحرية وهناء.
تتسم هذه الرواية بافتقارها إلى وصف الواقع الاجتماعي الواسع، إلا أنها مكتوبة بنبرة انتقادية واضحة بالنسبة للاخلاق البرجوازية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالأفكار العنصرية. وتذكرنا هذه الرواية برواية توماس مان "آل بودن بروك" الألمانية الشهيرة ورواية "الصخب والعنف" للكاتب الأمريكي وليام فوكنر وغيرهما من الروايات التي تصور المجتمع من خلال حياة أسرة واحدة أو عدة عائلات.
وهناك مجموعة أخرى من الأدباء التقدميين الأفارقة، ساهمت مساهمة كبيرة في بناء "أدب الاحتجاج" بناءاً راسخاً، وبدأت في السبعينات بتكوين ادب من طراز جديد، هو "ادب المقاومة" من خلال الأعمال النثرية المكتوبة باللغة الإنجليزية. اعتمدَ كتّاب "أدب المقاومة" على المنهج الانتقادي، وصوروا الواقع الاجتماعي المعاصر في جنوب أفريقيا، متناولين أكثر القضايا الاجتماعية تعقيداً. يُعد موضوع الاحتجاج ضد العنصرية ومقاومتها بمختلف الطرق موضوعاً رئيساً في أعمال أدباء جنوب أفريقيا مثل أليكس لاجوما وكريستيان برنارد، وفي النثر الموزيمبيقي وبالذات في رواية "ابن الأرض" لمؤلفها ولسن كاثيو9.
"ابن الأرض" هو العمل الروائي الأول لِولسن كاثيو وينقسم هذا العمل إلى ثلاثة أجزاء: "البداية"، "مداهمة الزمن"، "الدائرة تنغلق" يأخذ المؤلف بيد القارئ في الجزء الأول "البداية" إلى منطقة جبليه نائيه، يتحدث عن تاريخها الشيخ الجليل سيكورا، الذي رأى بأم عينيه دخول المستعمرين الأوروبيين الاوائل، واستغلالهم للأفارقة في البحث عن الماس.
وهنا يطرح الروائي شخصيتين متناقضتين: هيل الذي تتجسد فيه القسوة والعنف والاستغلال، وميلس الذي يمثل الكنيسة والأفكار الدينية الداعية إلى السلام والإخاء ورفض العنف كوسيلة لحل المشاكل بين الناس، كذلك يتعرف القارئ على زعيم قبلي جوما، المعروف بمقاومته للمستعمرين الأوروبيين، رغم علمه مسبقا بعدم جدوى وقوفه ضد جيش المستعمرين المعد إعدادا كاملاً.
أما الجزء الثاني "مداهمة الزمن" فيتحدث فيه الكاتب عن طفولة البطل الرئيس اليكسيوعن والديه وعن سنوات الدراسة ونضاله السياسي قبل سقوط النظام العنصري في روديسيا، ثم تنتقل أحداث الرواية من قرية اليكسيو إلى العاصمة سالزبوري حيث يدرس البطل في مدارسها.
هنا يصور الكاتب تبلورَ أفكار ألكسيو بفعل الأحداث السياسية والنشاطات الجماهيرية، التي تقوم بها التنظيمات السرية ويلتقي هنا مع ابنة عمه رودو وزوجها تاوي اللذين ينتميان إلى تنظيم سري.
يلاحظ القارئ أن الجزئين الأول والثاني مليئان بوصف تفصيلي للحياة والأحداث بغض النظر عن أهميتها في الرواية، أما الجزء الثالث من الرواية "الدائرة تنغلق" فقد أصدره كاتيو بعد الجزئين الأول والثاني بفترة لا بأس بها، مما يمكن ملاحظته على الأسلوب، فقد تغير تغيراً ملحوظاً.
يتعرف القارىء في "الدائرة تنغلق" على الأحداث التي أدت إلى دخول اليكسيو إلى معسكر المقاومة، كانت أجهزة الأمن تراقب تحركات ألكسيو، وتتحين الفرص لإعتقاله، وتم لها ما أرادت وحاولت أن ترغمه على العمل معها ضد الثوار، إلا أنه يهرب من السجن متجهاً نحو معسكر المقاتلين في الجبال.
هذه هي باختصار قصة دخول اليكسيو إلى معسكر المقاتلين، وتنتهي الرواية بنفس النبرة الثورية، حيث تقرأ عن عملية فدائية بطولية يقوم بها الكسيو مع مجموعة من الثوار ضد أحد مواقع الجيش.
في الجزء الثالث لا يكتفي كاتيوا بسرد الوقائع والأحداث، بل يوجه اهتماما خاصاً إلى مقومات العمل الروائي الفنية مثل الوصف الخارجي والتحليل الداخلي للشخصية الروائية ويستخدم اسلوب الحوار الداخلي في الكشف عن مشاعرها الداخلية ولهذا يبدو تحول ألكسيو هو الثوري وإنخراطه في المقاومة تحولاً منطقياً.
إضافة إلى موضوع العنصرية ومقاومتها الثورية، يُلاحظ القارئ أن هذه الرواية تناولت في الأجزاء الثلاثة موضوعات أخرى، مثل التناقض بين الطبيعة التقليدية الريفية فيأفريقيا والعنصرية الهمجية، وكذلك موضوع التحول السريع في العلاقات الاجتماعية في المدن الكبيرة. ويُعد موضوع المثقفين الأفارقة وانتقالهم إلى المقاومة المسلحة ومساهمتهم في القتال جنبا إلى جنب مع المقاتلين من أجل جمهورية موزمبيق الحرة من أهم موضوعات الرواية.
وهناك كاتب آخر معروف هو ج. مونكوشي، صاحب رواية "في انتظار المطر" 1975 قدم لنا نمطاً آخر يمثل الشباب المتأثر بالحياة الغربية10.
يقدم مونكوشي في روايته "في انتظار المطر" التي يدل عنوانها على مضمونها، شخصية ليو تسيفر العائد إلى الوطن الكبير والقرية الأم بعد الفراق.
تدور أحداث الرواية في روديسيا في فترة الخمسينات والستينات في إحدى القرى الأفريقية، التي تعيش حياة تقليدية بكل معنى الكلمة وتعاني من الجفاف. يصور الروائي معاناة الفلاحين الفقراء من إدارة المستعمرين وممارساتهم اللا إنسانية، كذلك الجوع والقحط بسبب الجفاف، فيضطر الفلاحون إلى ترك أكواخهم والرحيل إلى أماكن أخرى بحثاً عن لقمة العيش. وعندما يرجع بطل الرواية إلى الوطن يصطدم بهذه الحالة فيتجه إلى قريته التي مازالت تنبض فيها الحياة قليلا ويلتقي بافراد عائلته، وبجدّه سيكورو المدافع بلا هوادة عن التقاليد والعادات. ويكاد يكون موضوع الدفاع عن العادات والتقاليد من الموضوعات الرئيسة في الرواية متجسداً في شخصية الشيخ سيكورو وفي القرية كلها.
ومن ناحية أخرى يصور الروائي المدينة الاستعمارية ونمط الحياة فيها، الذي يختلف اختلافاً كبيراً عن القرية، وتؤثر في اقتطاف "متع المدينة". في المدينة تختلف العلاقات الاجتماعية مما هي عليه في القرية، بل حتى الصِلات بين افراد الأسرة الواحدة تعاني من الضعف والتحلل، ويلاحظ القارئ أن الحفيد جارابها يتأثر بهذا الجو الاجتماعي، فيبحث عن "الثروة والمجد" ولا يبالي الى تواصله مع أفراد أسرته وأقربائه. ليو تسيفير هو البطل الرئيسي في الرواية، تلتف حوله شخصيات مختلفة، وهو يمثل الثقافة الأوروبية، التي عرفها سطحياً، لكنه يدعي معرفتها بمستوى جيد، ويدعو لها ويهتم بأفكارها، ولهذا السبب كان يشعر بأنه لا أصل ولا قبيله له، وكان جده سيكورو يقول عنه: إنه فقد الصلة بهذه الأرض. وفي نهاية الرواية يرحل الشاب ليو تسيفير كما لو انه غريب عن قريته، التي ولد وترعرع فيها، لكنه يتركها دون رجعه .
لا نتعرف في هذه الرواية على الواقع الاجتماعي من خلال التصوير العميق الواسع له، بل عبر علاقات عائلية ولا يطلع القارىء على الأوضاع السياسية والاجتماعية كما هو الحال في رواية "ابن الأرض" التي تحدثنا عنها سابقا.
تُعد أعمال لاجوما الروائية من أبرز النتجاات الإبداعية والروائية في السبعينات، من حيث الشكل والمضمون، فأصدر روايته المعروفة "في نهاية موسم الضباب" عام 1972 ثم أصدر روايته الأخرى "وقت النهس" عام 1979 11.
توضح هاتان الروايتان بعد القراءة الأولى التطورَ الفني، الذي حصل عليه لا جوما منذ إصدار روايته الأولى "الترحال في الليل" عام 1962. إن ما يميز أعمال هذا الكاتب الأفريقي هو توظيف الفن في النضال ضد العنصرية وممارساتها القمعية، ونستطيع أن نقول وبدون مبالغه إن كل أعمال لاجوما الإبداعية صورت الواقع الاجتماعي في جنوب أفريقيا ونضال الثوار فيها ضد السلطات العنصرية والمقاومة العسكرية لها.
يلاحظ الباحث أوجه الشبه الكثيرة بين شخصية بيكس البطل الرئيس في رواية "في نهاية موسم الضباب"، وجورج آدمس بطل قصة "الدولة الحجرية" المنشورة عام 1967 من قبل لاجوما نفسه.
كلتا الشخصيتين تخوضان النضال السياسي ضد العنصرية، إلا أن القارئ يتعرف على بيكس من خلال وصف الكاتب للعمل السري، بينما نرى أن جورج آدمس بطل "الدولة الحجرية" لا يوصف من خلال تحركاته السرية. يمثل بيكس نموذجا حيا للمناضل الثوري، ويتمثل فيه الوعي السياسي المتكامل، فهو ينظر إلى الآخرين نظرة إنسانية وموضوعيه فنراه لا يحاسب الآخرين على خوفهم من الأجهزة القمعية ويعلم أن بعض رفاقه يتلكئون في توزيع المنشورات خوفا من أجهزة الأمن إلا أنه لا يحقد عليهم إطلاقا .
يصور الروائي لاجوما شخصية بيكس من خلال النشاطات السياسية وأعماله الكبيرة ويقيمه على لسان إلياس رئيس المنظمة السرية التي يعمل فيها بيكس، وهنا تظهر أهمية شخصية إلياس باعتبارها تكمل شخصية بيكس، فمن خلال التحولات في حياته يتعرف القائد على تطور الوعي عند الأفارقة وانخراطهم في النضال السياسي. إلياس وبيكس ينحدران من الطبقات العمالية الفقيرة، ولهذا فإن الروائي لا يكتفي بتصوير وعيهما السياسي المعادي للعنصرية فحسب، بل يوضح موقفهما من الطبقات الغنية وشعورهما بالاضطهاد الطبقي إضافة إلى التمييز العنصري.
ولا بدّ من الإشارة في نهاية حديثنا عن لاجوما إلى أنه يُعد أحدَ أبرز الكتّاب الأفارقة المعروفين على مستوى القارة والعالم بتوظيفه الأدب الإبداعي لخدمة الثورة ضد العنصرية، فكونت أعماله الإبداعية، جنبا إلى جنب مع روايات الأدباء الآخرين أدب المقاومة الذي لعب دورا كبيرا في النضال ضد العنصرية وممارساتها الفاشية، واستمر مع لاجوما في نفس هذا المنحى فاضحاً النظام العنصري في رواية أخرى "زمن الناس"، ولا نجد الضرورة للحديث عنها في هذا المقال إذ إن مضمونها يؤكد نفس الأفكار التي دعا لها الكاتب منذ نعومة أظفاره حتى وفاته.
من المؤسف حقا أن أدباً أصيلا وتقدميا في جنوب أفريقيا لم يجد اهتماما خاصا في النقد العربي المعاصر، علماً أن النقاد الأوربيين كتبوا عنه وأولوا اهتماماً خاصاً له.
وتكاد المكتبة العربية تفتقر إلى الدراسات النقدية والتاريخية عن الأدب الأفريقي باستثناء بعض المقالات والكتب المترجمة.
ومن المؤسف أيضا أننا لم نجد مصادر باللغة العربية عن موضوع بحثنا المتواضع، الذي نقدمه بين أيدي القراء عسى أن يساهم في التعريف بالأدب الثوري في جنوب أفريقيا.
***
الدكتور زهير ياسين شليبه
.....................................
المصادر:
* هذه المادة إعداد وترجمة بتصرف لمقالات فقدنا عناوينها.
1- La Guma A. South African Literature under apartheid, Lotus, 1975 no. 1
2- English in Africa, 1979, September, vol. 2 no 6
نفس المصدر السابق 16 - 3
4- Feinberg B. Poetry and National Liberation in South Africa. Lotus, 1974, no 4
5- المصدر السابق نفسه
6- Scholefield A.: The Young Masters, Lotus, 1971
7- Driver C. J.: Send war in our time, O Lord, Lotus, 1970
Driver C. J. Elogy for Revolution, Lotus, 1969
8- Wilhelm P. The Dark Wood. Johannesburg, 1977
9- Katiyo W.: A son of the soil, 1976
10- Mungoshi, Ch: Waiting for the Rain. Lotus, 1975
11- La Guma A.: In the Fog of The Seas`s End. 1972, Time of the Butcherbird, Lotus, 1979