قضايا
حسن عجمي: السلام السوبر خلاّق

من منطلق المنهج التحليلي السوبر خلاّق، السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة. وبذلك السلام السوبر خلاّق = إنتاج الحضارة والتحضّر. هذا السلام سوبر خلاّق لأنه فعّال من جراء إنتاجه لكلّ أنماط الازدهار الممكنة كإنتاج الازدهار الاقتصادي والثقافي والإنسانوي.
للتعريف السابق فضائل عديدة منها فضيلة التعبير عن أنَّ السلام قائم على العدالة. فبما أنَّ السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة بينما الازدهار لا يتحقق من دون سيادة العدالة الكامنة في الحرية والمساواة كالمساواة أمام القانون، إذن قانون السلام السوبر خلاّق السابق يستلزم وجود العدالة لكي يتحقق السلام. هكذا ينجح قانون السلام السوبر خلاّق في التعبير عن أنَّ السلام قائم على العدالة فبِلا عدالة كالعدالة الاقتصادية والاجتماعية يستحيل أن يتحقق السلام. وهذا النجاح دليل على مقبولية قانون السلام السابق وصدقه. فمن دون العدالة المتمثلة في حرية كلّ فرد ومعاملته بمساواة مع الآخرين، لن يتمكّن الفرد من إنتاج ما هو مفيد لنفسه والآخرين من جراء غياب حريته في التفكير والتصرّف وتعرضه للتمييز كالتمييز العنصري أو الطائفي. لذلك لا يتحقق الازدهار سوى من خلال العدالة. ولكن السلام ليس سوى الازدهار. بذلك لا يتحقق السلام سوى من خلال العدالة.
من المنطلق نفسه، ينجح قانون السلام السوبر خلاّق السابق في التعبير عن أنَّ الازدهار بأنماطه كافة مصدر السلام. فبما أنَّ السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة، إذن السلام السوبر خلاّق كامن في كلّ أنماط الازدهار كالازدهار الاقتصادي والثقافي والأخلاقي. وبذلك الازدهار بِكلّ أنماطه مصدر السلام. وهذا النجاح في التعبير عن أنَّ السلام قائم على الازدهار دليل على صدق قانون السلام السوبر خلاّق. فحين تزدهر المجتمعات اقتصادياً وحضارياً، تميل إلى السلام لكي تحافظ على ازدهارها الاقتصادي والحضاري. وبكلامٍ آخر، حين يتطوّر المجتمع حضارياً، يتجنب حينها الصراعات والحروب لأنَّ التحضّر فن الارتقاء بالحياة مما يستلزم أن تكون الحضارة فن إنتاج السلام فلا ارتقاء بالحياة بسيادة الحروب والصراعات. هكذا التطوّر الحضاري مصدر السلام. فالصراعات والحروب تدمِّر الذات والآخرين. لذلك الحضارة فن إنتاج السلام.
كما ينجح قانون السلام السوبر خلاّق في التعبير عن أنَّ السلام كامن أيضاً في الإنسانوية مما يشير إلى مصداقية قانون السلام السوبر خلاّق من جراء نجاحه التعبيري. فبما أنَّ السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة بينما الازدهار الإنسانوي ليس سوى سيادة الإنسانوية التي من مبادئها وحدة البشر أي مبدأ أنَّ كلّ البشر يشكِّلون إنساناً واحداً غير منفصل، إذن السلام السوبر خلاّق قائم على الإنسانوية الكامنة في احترام حقوق كلّ البشر كحقهم في الحرية والكامنة أيضاً في سيادة مبدأ أنَّ كلّ البشر كينونة واحدة لا تتجزأ. فحين يسود مبدأ أنَّ كلّ البشر كينونة واحدة غير متجزئة، يسود حينئذٍ السلام. لذلك الإنسانوية ركن أساسي من أركان السلام.
لقانون السلام السوبر خلاّق فضائل عديدة أخرى منها اعتبار أنَّ الصراعات والحروب أفعال غير أخلاقية. فبما أنَّ السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة، إذن السلام السوبر خلاّق كامن في الازدهار الأخلاقي مما يتضمن أنَّ نقائض السلام السوبر خلاّق هي نقائض الازدهار الأخلاقي. وبذلك الصراعات والحروب أي نقائض السلام هي نقائض الأخلاق. ولذا الصراعات والحروب أفعال غير أخلاقية. كما ينجح قانون السلام السوبر خلاّق في التعبير عن أنَّ السلام يكمن أيضاً في الحفاظ على الطبيعة وكائناتها كافة ومواردها مما يُعبِّر عن الإنسانوية الكبرى التي تُعنَى بالحفاظ على الطبيعة وكلّ كائناتها. فبما أنَّ السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة بينما إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة يتضمن الحفاظ على الطبيعة وكائناتها ومواردها، إذن السلام السوبر خلاّق كامن أيضاً في الحفاظ على الطبيعة وكائناتها ومواردها. فمن جراء الحفاظ على الطبيعة ومواردها، تزول الصراعات والحروب بفضل وفرة الموارد. ومن خلال الحفاظ على كلّ كائنات الطبيعة التي من ضمنها الكائنات البشرية والحيوانية، نحافظ على كلّ كينونة حيّة فيسود السلام.
بالإضافة إلى ذلك، من فضائل السلام السوبر خلاّق فضيلة نجاحه في التعبير عن أنَّ الازدهار العلمي مصدر أساسي من مصادر تحقيق السلام. فبما أنَّ السلام السوبر خلاّق = إنتاج الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي والإنسانوي والأخلاقي × إنتاج ازدهار الطبيعة والكائنات كافة، إذن السلام السوبر خلاّق يكمن أيضاً في الازدهار العلمي. فالعِلم خالٍ من اليقينيات لاعتماده على اختبار الفرضيات والنظريات ومراجعتها باستمرار واستبدالها بما هو أفضل منها. وبما أنَّ العِلم خالٍ من اليقينيات، إذن حين نقبل العِلم ونشارك في إنتاجه نتحرّر عندئذٍ من يقينياتنا المُسبَقة مما يؤدي بنا إلى التحرّر من أيّ تعصب وبذلك نقبل الآخرين وإن اختلفوا عنا مما يحتِّم بدوره سيادة السلام من جراء قبول الآخر. من هنا، العِلم يؤسِّس لسيادة السلام. فلا سلام بلا ازدهار العلوم الذي يؤدي إلى قبول الآخرين.
***
حسن عجمي