قضايا

غالب المسعودي: القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي

هي توطئة لجدل ينعقد بسبب شعور بالكبت وانشطار وعي الازمة، هناك من يعيد الصفة الأسطورية للكلام وتجريد المرموز من ثوبه الكلاسيكي الخادع وإعادة تأهيله في عصر اسلمت السياسة فيه مكانها للاهوت باعتباره مركز اهتمام بشري وجوهر الصراعات، التوسع في التأويل يمثل انسجاما بين العتبة الموضوعية والعتبة الذاتية، لان الماضي هو عتمة في منافذ الفهم، وبهذا يكون العقل المسيطر وبمشيئته هو الذي يضع الانسان في ساحة الاختبار باعتبارها احدى ضرورات الحياة، الامر سيكون متشابكا و لغة التأويل تتجسس على طيفه، في حالة من التشبث والبعثرة في الهويات المتأرجحة، تثير مسارات النقصان في الفهم، والشذرات المتعلقة بالقلق الوجودي والهم الميتافيزيقي تبقى موضوعات متداخلة تتناول الأسئلة العميقة حول الوجود والمعنى، هو شعور بالخوف أو القلق المرتبط بالوجود نفسه، وغالبًا ما ينشأ من التفكير في الموت، العزلة، والحرية ويمكن أن يظهر في البحث عن الهوية أو الهدف في الحياة، مما يدفع الفرد للتساؤل عن معنى وجوده، هذا يتعلق بالمسائل الفلسفية التي تتجاوز التجربة الحسية، مثل طبيعة الواقع، الوجود، والزمن، نستكشف من خلال الأسئلة ما إذا كان هناك واقع مستقل عن وعينا، وكيفية فهمنا للكون وقد يشير إلى تراجع أو فقدان الدلائل أو المفاهيم التي تساعد في فهم هذه الأبعاد. في عالم سريع التغير، يشعر الأفراد بفقدان الإرشادات التقليدية التي توجههم، هذا الاسترجاع يمكن أن يؤدي إلى شعور بالضياع أو عدم اليقين، حيث يصبح من الصعب إيجاد إجابات عن الأسئلة الوجودية والميتافيزيقية، وتتداخل هذه المفاهيم لتشكل تجربة إنسانية معقدة، حيث يمكن أن يؤدي القلق الوجودي إلى تساؤلات تؤدي إلى غموض أكبر في الفهم.
التطور البيولوجي
ساعد التطور البيولوجي الإنسان على التكيف مع بيئات مختلفة من خلال تطوير صفات وراثية ملائمة، مثل القدرة على تحمل درجات حرارة متباينة أو العيش في ظروف قاسية، تطورت بعض الصفات الجسدية مثل القدرة على المشي على قدمين، مما ساعد في تحسين القدرة على التنقل والبحث عن الغذاء، تطور الدماغ البشري وزيادة حجم القشرة الدماغية ساعدا في تحسين القدرة على التفكير، حل المشكلات لكن ليس كل المشكلات...!، والتخطيط، مما ساهم في تطوير أدوات وتقنيات جديدة تطورت القدرات اللغوية والاجتماعية، مما ساعد في تعزيز التعاون والتفاعل بين الأفراد، وهو ما يعد أساساً لبناء المجتمعات وساهم التطور في تعزيز قدرة الإنسان، التنوع الجيني يوفر مجموعة واسعة من الصفات التي يمكن أن تساعد في البقاء في ظل الظروف البيئية المتغيرة، مما يزيد من فرص النجاة بشكل عام، ساهم التطور البيولوجي في تحسين قدرة الإنسان على التكيف مع التحديات البيئية والاجتماعية، مما كان له تأثير كبير على استمرارية النوع البشري، أثر التطور على حجم دماغ الإنسان مقارنة بالحيوانات الأخرى بطرق عدة، يتمتع الإنسان بحجم دماغ أكبر نسبيًا مقارنة بحجمه الجسماني وفيما يتعلق بالتعلم، والتخطيط تطورت مناطق معينة في دماغ الإنسان، مثل القشرة الدماغية، التي تلعب دورًا حاسمًا في الوظائف المعرفية العليا مثل اللغة، الذاكرة والإبداع التفاعل الاجتماعي المعقد الذي يمارسه الإنسان تطلب تطوير أدمغة أكبر وأكثر تعقيدًا، حيث يساعد ذلك في فهم العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، زيادة حجم الدماغ وتعقيده ساعدا الإنسان على تطوير قدرات فريدة في حل المشكلات، والتكيف مع البيئات المتغيرة بشكل أفضل من معظم الحيوانات التغيرات في النظام الغذائي، ساهمت في دعم نمو الدماغ وتطوره بشكل عام، ساهمت هذه العوامل في جعل دماغ الإنسان واحدًا من أكثر الأنظمة العصبية تطورًا، مما أعطى الإنسان ميزة في التكيف والتفاعل مع البيئة المحيطة به ومواجهة تحدياتها. قدرة الإنسان على التفكير المجرد، التخطيط، وحل المشكلات المعقدة تتجاوز بكثير ما هو موجود لدى معظم الرئيسيات الأخرى، مما يدل على تطور أعلى في الوظائف المعرفية، التطور الاجتماعي المعقد لدى الإنسان يتطلب دماغًا قادرًا على فهم العلاقات الاجتماعية والتواصل، وهو ما يختلف عن الأنماط الاجتماعية الموجودة لدى الرئيسيات الأخرى، تطور دماغ الإنسان ساعده على التكيف مع بيئات اجتماعية بشكل أفضل، مما أدى إلى تطوير أدوات وتقنيات جديدة، وبقيت تحديات الطبيعة هي الشاهد على التكيف الاسطوري مع بيئته.
الدماغ البشري مقارنة بالرئيسيات
اختلافات تطور دماغ الإنسان مقارنة بالرئيسيات الأخرى أثرت بشكل كبير على تطور اللغة والكلام وتعزز القدرة على تكوين الجمل وفهم المعاني .التعقيد المعرفي في الدماغ البشري يمكن الأفراد من التفكير في مفاهيم مجردة، مما يساعد على طرح أسئلة استباقية عن الوجود والمعنى و تطوير لغات تحتوي على معاني معقدة ومجردة، زيادة سعة الذاكرة والتعلم في دماغ الإنسان تعزز القدرة على استيعاب وتذكر المفردات والقواعد اللغوية، مما يساهم في تطوير مهارات التواصل، تطور القدرات الاجتماعية والقدرة على فهم الإشارات غير اللفظية جعلت التواصل أكثر تعقيدًا وثراءً، مما ساعد على تطور اللغة كوسيلة للتفاعل الاجتماعي وتطوير الهيكل الفريد للجهاز الصوتي لدى الإنسان، بما في ذلك الحنجرة واللسان، الذي يسمح بإنتاج مجموعة متنوعة من الأصوات، مما يسهل تطوير لغات غنية ومختلفة، تطور اللغة كان مرتبطًا بالتطور الثقافي وطرح الأسئلة الوجودية الكبرى، حيث استخدمت اللغة لتبادل المعرفة والخبرات، مما أدى إلى تحسين التعاون والتفاعل بين الأفراد القدرة على نقل المعرفة والخبرات من جيل إلى آخر عبر اللغة، هذه الاختلافات في التطور البيولوجي والعقلي ساهمت في جعل اللغة والكلام جزءًا أساسيًا من الهوية البشرية وساهم في التراكم المعرفي وصياغة التحديات، ساهمت الاختلافات في تطور دماغ الإنسان وقدراته اللغوية والاجتماعية بشكل كبير في عدم انقراض البشر ومن خلال اللغة والتأمل، طرح الانسان أسئلته عن الطبيعة والوجود والغاية والتحديات، وكانت الميتافيزيقيا .
دور الصدفة في بقاء البشر عبر التاريخ
دور الصدفة في بقاء البشر عبر التاريخ يمكن أن يُفهم من خلال عدة جوانب التغيرات المناخية المفاجئة مثل الجفاف أو الفيضانات قد تؤثر على الموارد الغذائية. بعض المجتمعات كانت قادرة على التكيف بشكل أفضل مع هذه التغيرات، مما ساهم في بقائها، العديد من الابتكارات والتقنيات تم اكتشافها عن طريق الصدفة، مثل استخدام النار أو الزراعة، مما أثر بشكل كبير على تطور البشرية، انتشار الأمراض قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على السكان، بعض المجتمعات كانت قادرة على تطوير مناعة أو طرق علاج، مما ساعدها على البقاء، بعض الهجرات كانت نتيجة للصدفة، مثل البحث عن موارد جديدة، مما أدى إلى استكشاف مناطق جديدة وتحقيق فرص جديدة للبقاء، الصدفة في اللقاءات بين الثقافات المختلفة أدت إلى تبادل الأفكار والتقنيات، مما ساعد في تحسين فرص البقاء والتكيف اكتشاف موارد جديدة، مثل المياه أو الأراضي الخصبة، قد يحدث بشكل غير متوقع، ويؤدي إلى نجاح مجتمعات معينة، بعض التغيرات الجينية التي حدثت بالصدفة ساهمت في تطوير صفات جديدة، مثل القدرة على تحمل ظروف معينة، مما زاد من فرص البقاء بشكل عام، تفاعل الصدفة مع العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية ساهم في تشكيل مسار تاريخ البشرية، مما جعلها أكثر تعقيدًا وتأثيرًا على بقاء الإنسان.
التدجين ومنع انقراض الانسان
التدجين هو عملية تم خلالها ترويض الحيوانات والنباتات لتلبية احتياجات البشر. هذا ساعد في تأمين مصادر غذائية مستقرة، مما ساهم في استقرار المجتمعات البشرية وزيادة عدد السكان من خلال تدجين الحيوانات مثل الأغنام والماعز والأبقار، وتطوير الزراعة، استطاع البشر تأمين الغذاء بشكل أفضل، مما ساعد على تعزيز البقاء وتجنب المجاعات، التدجين ساهم في تحسين قدرة البشر على التكيف مع بيئاتهم، مما زاد من فرص البقاء في مواجهة التغيرات البيئية. التطور البشري يعود إلى تفاعلات طبيعية مع البيئة، والتكيف مع التحديات، وليس إلى تدخل كائنات خارجية، البشر استخدموا قدراتهم العقلية والاجتماعية لتطوير الزراعة والتدجين بأنفسهم، مما يعكس قدرة الإنسان على الابتكار والتكيف بشكل مستقل. تشجيع التأمل والفهم الداخلي في المعتقدات التي تعكس الهوية الفردية يمكن أن يساهم في استعادة الإحساس بالدهشة والارتباط بالعالم التأمل يمكن أن يثير تساؤلات وجودية جديدة تمكن الأفراد والمجتمعات مواجهة المعنى بالزهد الفردي واستعادة فهم أعمق للوجود والمعنى.
***
غالب المسعودي

في المثقف اليوم