قضايا

عدي عدنان البلداوي: قضايا في نقد الواقع الثقافي

القول بأن عصر التقنية الرقمية هو عصر مادي، لا يعني انه عصر يرفض الجانب العاطفي والإبداعي في مجالات الفن والأدب والموسيقى، لكن المقلق في الأمر هو ان يعكس المثقف شعوره العاطفي على واقعه المادي، فبدلاً عن توظيف العاطفة والإبداع في تخفيف وتلطيف الجو المادي لطبيعة العصر، نراه يقلل من الشأن الوجداني للفن والأدب أو يعمل على إدخال العاطفة والخيال والإبداع في خط إنتاج السلعة من اجل مزيد من الأرباح المالية المدافة بحس ثقافي، ظهر هذا الشعور أو تلك الرغبة عند بعض المثقفين الذين أخذوا يقيّمون الإبداع الأدبي والفني وعموم الإنتاجات الثقافية في مجالات المعرفة الإنسانية المتنوعة، من خلال الأرباح المالية التي تحققها مبيعات الكتاب. من شأن هكذا نظرة مادية ان تقلل من فاعلية خط الإبداع لصالح خط الإتباع، فيحول المثقف مشروعه الثقافي الى مشروع خاضع لحاجة السوق لا لحاجة المجتمع، وهو بذلك يهدّد حرف السين في كلمة إنسانية بالرحيل عن الكلمة لتتحول الى أنانية.. إذا أصيبت الثقافة بهذا الوباء اعتل المناخ العام للمجتمع، وفي اعتلاله تستوي ردّة الفعل امام قصيدة كتبها شاعر من وحي خاطره، أو كتبها حاسوب ذكي من رصيد ابجدياته الرقمية فيقل حظ الحضور الإنساني الى حدّ التساوي أو التنافس مع الآلة الذكية في حركة الحياة اليومية.

من المشاكل التي تعانيها ثقافتنا اليوم ان بعضهم راح يقيّم حاضره على وفق ما كان عليه الماضي، فمال نفر منهم الى نقد الواقع لعدم مطابقته او لعدم تواصله مع الماضي. ومال نفر آخر الى استحضار الماضي في أنشطة الحاضر الثقافية. نفر ثالث نظر الى حاضره من خلال تجارب مجتمعات اخرى تميزت بالتفوق العلمي والتقدم الصناعي وراح يصوّر المشهد الحياتي على وفق ما يرجوه لواقعه، مع علمه باختلاف الطبيعة البشرية والطبيعة المكانية بين بيئته والبيئات الأخرى التي تأثر بها وأراد ان يرى واقعه من خلالها، لكنه مع علمه بهذا الإختلاف، فإنه لا يراه إختلافاً طبيعياً، بل يصفه بالتخلف في مجتمعات أمام مجتمعات أخرى متطورة.

ومن مشكلات الثقافة العربية المعاصرة انها لم تعمل على تقريب المسافة بين المثقف والمجتمع بإتجاه تمكين المجتمع ثقافياً، بل وجدت نفسها بحاجة الى تطويع ثقافة المثقف بحيث تكون في مستوى تقبل الناس في مشهد حياتي لا يكترث لوجود ثقافة هادفة بقدر إهتمامه بوجود مادة تغازل مشاعر المتلقي وتنال إعجابه، فأضحت العلاقة الإجتماعية في جو الثقافة، علاقة مجاملات  يظهرها بعضهم مع المثقف عبر مواقع التواصل الإجتماعي. انه امر لا يدعو الى القلق في هذه الحدود، لكن مشكلة بعضهم انهم أخذوا يعتمدون تلك المجاملات كمصادر قوة يستندون اليها في حركتهم كمثقفين حقيقيين في المجتمع، حتى إذا ما وجهت اليهم إنتقادات من مختصين لم تحملهم هذه الإنتقادات على مراجعة الذات وإنتقادها، بل حملتهم على إعتبار ما يوجه اليهم من نقد يندرج ضمن حرية الرأي التي عليهم تقبلها كمثقفين لهم رصيد من عبارات التفخيم والإعجابات التي تسببت في تعرض بعضهم الى الإصابة بتورم الذات.

من مشكلات ثقافتنا وبحكم هيمنة المشهد السياسي على الحياة العامة للمجتمع العربي لوقت طويل، اننا اعتدنا على ان القيم والمثل العليا والأخلاق متعلقة بالعلوم الإنسانية كالتراث والتاريخ والادب واللغة، ولم نتجاوز هذا الإعتقاد حتى بعد دخولنا عصر التقنية المتطورة، فوقعنا في مشكلة التوفيق بين ما ورثناه من منظومة قيم عظيمة، وبين ما تحاول آلة العصر فرضه كثقافة جديدة، فلو غادرنا فكرة الثقافة المقتصرة على الأدب والفن الى فكرة الثقافة المنفتحة على طبيعة حياة الناس لأمكننا ان ننقل منظومة القيم والمثل العليا التي تركها لنا الآباء والأجداد الى واقعنا التقني العلمي المتطور، فمن المؤكد ان لا تقاطع بين التوجه العلمي التقني وما يذهب اليه علم الإنسان..

عن الثقافة في العصور القديمة يمكننا القول ان ثقافة العرب كانت ثقافة إلهام، بينما كانت ثقافة الروم والفرس ثقافة إلمام. فالعرب في الجاهلية لم يكن لديهم علم قائم، بل كانوا يستنتجون الحكم والأمثال والضوابط من تجاربهم الحياتية، بينما كانت ثقافة الفرس والروم متعلقة بالتأمل وقراءة الكتب والدراسة..

 بعض مثقفي عصر العولمة وعصر التقنية والتغريب الثقافي  يصف الذين لا يزالون مرتبطين أو لا يزالون وثيقي الأرتباط بالتراث، بأنهم مرضى، لأنهم يطلبون من تراثهم ومن حضارتهم السابقة ومن كتب أسلافهم القديمة أن تجيبهم عن اسئلة افرزها واقعهم الحياتي الجديد..

في تقديري ان هؤلاء ليسوا مرضى، لأنهم لا يبحثون في الكتب القديمة عن أجوبة لأسئلة جديدة، بل هم يبحثون في الكتب القديمة عن الطرق التي كان يستخدمها أسلافهم في تعاملهم مع المتغيرات التي واجهتهم في ذلك الوقت .

هناك مثقف مع ثقافة الوضع الراهن، وليس مع ثقافة تغيير الوضع الراهن، لذا نجده يتحرك بنشاطه الثقافي من أجل ان يصبح على مقربة من أصحاب السلطة والنفوذ، أو ان يكون جزءأ من ثقافة السلطة السياسية.

اما المثقف الذي يريد من نشاطه الثقافي ان يسهم في تغيير الواقع للإرتقاء بالمجتمع الى ما ينبغي أن يكون عليه، فهو مثقف مثقل بالهم والعمل الفردي، يكتب لعدد محدود من القرّاء، يكتب وينشر ويطبع كتبه بجهده الذاتي، يوزع كتابه مجاناً في أغلب الأحيان، فلا تستضيفه ثقافة السلطة في إحدى مؤسساتها الثقافية ولا تكرّمه كما تفعل مع مثقفيها، وحتى إذا لجأ الى منصات التواصل الإجتماعي وأخذ ينشر أفكاره ومقالاته فلا تجد له من المتابعين بقدر عدد متابعي المثقف الرسمي.

لم يتفاعل رجل السياسة مع مشروع تمكين المجتمع ثقافياً خوفاً من ان يتسبب ذلك التمكين في توليد قوة دافعة في المجتمع تحرك الناس بإتجاه تغيير ذلك السياسي، لذلك اقتصرت اهتمامات رجل السياسة بالأنشطة الأدبية والفنية في مجال الثقافة، مما حرم الثقافة العربية من فرصة التطور بالرغم من كثرة مدارس الموسيقى والمكتبات الرسمية والمعارض الفنية.

كما ان رجل الدين لم يتفاعل مع تمكين المجتمع ثقافياً خوفاً على الدين مما تحتمله كلمة ثقافة من إنفتاح على الغرب خصوصاً بعد سنوات الإستعمار والإحتلال والبعثات الدراسية والسفر والعلاقات التجارية، لذا تركز إهتمام رجل الدين على التزام الطقوس الدينية وحث الناس عليها، فمداومة الإلتزام تورث التطبع والإعتياد، وفي هذا الإعتياد ما يبعث على إطمئنان رجل الدين من ديمومة حضور الدين في طقوسه وبسبب هذا القلق فقد تأخر تطور ثقافة المجتمع.

ولعل الناقد يلمح عند بعض المتحدثين في التجديد الثقافي وهم يناقشون دور الدين الحضاري في عصر التقنية، ان لديهم توجهات مدعومة، أو توجهات ملغومة، أو توجهات منضوية ضمن خط سير إنتاج المشاريع الإقتصادية الصناعية السياسية العالمية، ترمي الى تعويق أي محاولة لإعادة تشغيل خط إعادة إنتاج الحضارة. ويبدو لي ذلك من خلال طروحاتهم التي تتحدث عن إنقضاء ذلك الزمن الذي يسمح بتعدد الحضارات، ففي عصر الآلات الذكية لا مكان إلا لحضارة واحدة تندرج فيها كل الثقافات المختلفة، تلك الحضارة التي نجحت على مدى اربعة قرون تقريباً في الغرب، هي اليوم الحضارة الوحيدة التي يتم فيها تحديد السمات والصفات والمزايا لكل مجتمع حسب قوة استجابته وحسب قدرة استهلاكه وحسب طاقة استثماراته في النظام العالمي الجديد الذي يتجه نحو امركة العالم ثقافياً.

من المخاطر التي تواجهها ثقافتنا اليوم هو ظهور اشخاص يدعون مسؤوليتهم الكاملة عن صحة وعن دقة تصريحاتهم التي ينالون بها من قيم المجتمع، كونها تعيق التحاق الناس بركب العالم المتطور اليوم. يحدث هذا في وقت لم يعد فيه كثير من الناس يمتلكون من الصبر والحكمة ما يكفي لتدبر الأمر وإعطاء إحتمال أن يكون اولئك الأشخاص يتحدثون من واقع إنتماءاتهم لجهات داعمة هدفها إثارة روح الضجر والملل بدل روح الصبر والأمل.

ومن الصعوبات التي يواجهها المشروع الإنساني للثقافة في العالم العربي في عصر الآلات الذكية هي ان الثقافة لم تعد في نظر كثيرين تمثل ضرورة مثلما يرونها تمثل حاجة يكتمل بها مشهد الحياة الشكلي الإجتماعي. كما إن العلاقة بين المال والنجاح أصبحت أقوى في ظل التطور العلمي والتقني المتسارع من العلاقة بين الثقافة والنجاح، وأصبحت معادلة المال والنجاح تساوي السعادة، حيث المال يقود الى النجاح، والنجاح يحقق السعادة . ولم يعد مجدياً عند كثير من الناس، التفكير بالدخل الثقافي قدر إنشغالهم بالدخل المالي، خصوصاً وان مشاريع الإقتصاد العالمي نجحت من حيث فشلت مشاريع السياسة في حل كثير من مشاكل العالم في العقود الأخيرة، كما ان الشاشات الملونة وأزرار التحكم حفزت على التفكير في تحسين وتطوير وزيادة الدخل المالي على حساب الدخل الثقافي، بل اعتبرت الدخل الثقافي من نتائج تحقق الدخل المالي وليس العكس.

وصارت الثقافة العربية المعاصرة أمام تحدٍ خطير جداً قد يلقي بها الى رصيف الوجود البارد لحياة المجتمعات، يكمن هذا التحدي في ان الشباب العربي في عصر التطور التقني الرقمي والشاشات الملونة، لم يعد يملك مزيداُ من الوقت مع حاجة به شديدة الى الثقافة، وهنا يأتي دور المثقف في تقديم لائحة من الكتب العربية البارزة ذات الصلة بحاجة الشباب الى القراءة بما يتناسب مع الوقت القليل الذي يسمح به ظرف الحياة اليومي. فأي كتاب ستختار الثقافة اليوم؟ ومن سيحدد هذا الكتاب؟، لا شك انه تحدٍ خاسر، خصوصاً وان الثقافة نفسها لم تسلم من التسليع في خطوط انتاج شركات النظام العالمي الجديد.

ومن الصعوبات التي تواجهها ثقافتنا العربية اليوم هو ان ثقافة المجتمع العربي التقليدية قامت على فهم الأشياء والكلمات عن طريق العقيدة وليس عن طريق المعرفة. فالعربي يعطي معنى وتعريفاً للكلمة بناء على ما يتولد عنده من إحساس نحو تلك الكلمة وذاك الشيء، لذا قد تأتي أكثر هذه التعريفات بعيدة عن حقيقتها، ومما يجعل مهمة الثقافة في عصر التقنية مهمة معقدة هو ان اللغة لم تتطور في المجتمع العربي وهو ما يجعل دور اللغة في تطوير ثقافة المجتمع دوراً محدوداً، لأن فاعلية دور اللغة مرتبط بتطورها، ولأن هذا التطور لم يحدث بشكل يدعو الى توظيفها في خدمة مشروع تمكين المجتمع ثقافياً، لذلك تواجه الثقافة العربية المعاصرة مشكلة كبيرة تسببت في انحسارها واقتصارها على فئة من المثقفين، وكان ينبغي ان تكون  كل جغرافيا العالم العربي هي مساحة تحركها.

ومن تحديات الثقافة اليوم هو ان الضغط النفسي الشديد الذي يتعرض له الإنسان العربي بسبب ظروف الحياة المتقلبة والصعبة، خصوصاً ما يتعلق منها في تأمين الدخل اليومي ودخول الفقر في عصر الآلات الذكية مرحلة فقر الرفاهية.

لقد قيل في تشخيص الذين يمشون في منامهم ويرتكبون اخطاءً وربما يلحقون أضراراً بأنفسهم والآخرين دون وعي منهم، انهم واقعين تحت ضغوط حياتية عنيفة مكتومة في نفوسهم يمنعهم واقعهم او اوضاعهم الخاصة، وربما طبيعة المجتمع من التعبير عنها، لذلك تظهر آثار ذلك الغيظ المكتوم في النوم.

في واقعنا اليوم يرتكب كثيرون في يقظتهم ما يرتكبه النائم من أضرار خلال نومه فقد نجد كثيرين يرتكبون اخطاء فادحة فاضحة وربما جرائم، حتى إذا ما جوبهوا بها ووجهت لهم أصابع الإتهام والإدانة قالوا انهم لا يعلمون لماذا أو كيف فعلوا ما فعلوا، وهنا تبلغ مهمة الثقافة العربية المعاصرة درجة من الصعوبة البالغة في كيفية مداواة هذا الغيظ المكظوم في النفوس والمحبوس في الصدور.

تواجه الثقافة اليوم نمطاً غريباً من انماط الحياة بسبب وقوعها تحت ضغوطات كثيرة ومتنوعة تكاد ترهق المواطن اكثر مما كانت ضغوطات حياة الأمس، وليس السبب في ان اعتقاد الجيل السابق كان اصح من معرفة الجيل الحالي، وانما لأن اعتقاد الجيل السابق كوّن لهم فهماً مقبولاً متسقاً مع طبيعة حياتهم في ذلك الوقت، أما معرفة الجيل الحالي فلم تكوّن لهم فهماً واضحاً يتناغم مع طبيعة حياة اليوم، لذلك كثرت هموم ومشاغل ومشاكل أبناء جيل اليوم، وبالتالي ضغوطات الحياة عليه أكثر مما واجهه جيل الأمس فقد كان المفهوم المتشكل في أذهان الناس في السابق يستند الى قاعدة عقائدية فكانت مفاهيم القدر والرزق والسعادة والقناعة مستمدة من اعتقاد ديني هيء لهم مناخاً آمناً تتحرك في اجوائه حياتهم البسيطة الطيبة آنذاك، أما هذه الكلمات نفسها فإنها اليوم تأخذ عدّة مفاهيم إستناداً الى المعرفة التي يعتقدها كل شخص أو كل فئة، فلم يعد هناك فهم عام. بتعدد المفاهيم تتعدد الاجواء وبتعدد الاجواء إضطرب المناخ. وبوجود شبكة اتصالات بهذه المساحة الكبيرة التي يوفرها عصر التقنية الرقمية فقد تشعبت طرق البحث عن فهم عام وشامل للكلمات والأشياء، وبسبب هذا التشعب أو التنوع أو التعقيد بدت حياة اليوم غير مستقرة، وبدت حياة الأمس جميلة في أذهان وتصورات كثير ممن يعيشون دوامات الحياة اليومية وضغوطاتها.

لهذا السبب ظهرت المخدرات بشكل ملفت مع انها كانت موجودة في السابق لكنها لم تكن لتشغل الا مساحات ضيقة في بعض النفوس المنهارة، أما عامة الناس فقد كان الفهم العام للكلمات والأشياء يحفزهم على الصبر والقناعة والعمل.

من الصعوبات التي تواجهها ثقافتنا اليوم هي تأثير التقنية الرقمية في الخبرة الإنسانية تأثيراً يحمل العقل العربي المعاصر على إعادة تشكيل خبرته بعيداً عن الموروث الثقافي للدين، والموروث الثقافي للقيم بعدما ظهرت عليه علامات الشك بقدرة هذا الموروث الثقافي على معالجة مشاكل الفرد العادي ومواكبة مشاغله بكفاءة عالية، الأمر الذي انعكس سلباً على الثقة بالموروث الثقافي للدين كقوة فاعلة قادرة على تحريك عجلة الحياة اليومية كما تفعل ماكنة الإنتاج الرقمي الصناعي اليوم حول العالم.

هناك مشكلة اخرى وهي ان التطور العلمي التقني حول العالم يسير بسرعة أكبر من سرعة النضج النفسي للفرد، واكبر من التطور الجمعي للوعي. وتأتي حالة اللاتوافق او حالة اللاتوازن هذه لصالح ميكانيكية الآلة الرقمية على حساب ميكانيكية النفس والمشاعر.

يقول هـ. أ. أوفر ستريت في كتابه (العقل الناضج) في صفحة 222 (الإنسان الحديث يتميز عموماً بإحساس بالعجز في مجال السياسة، فهو لا يحس في نفسه القدرة أو الكفاية في هذا المجال. ولا يقتصر الأمر على ذلك وإنما يتعداه الى ميادين أخرى سادها هذا الإحساس بالعجز - من هذه الميادين ميدان العمل..).

من الصعوبات التي تواجهها ثقافتنا هي ان التصادم الذي كان يقع بين الأنبياء والسلاطين من أجل دعوة الناس الى توحيد الله ووحدة الإنسان، تحول اليوم الى مواجهة بين الجماهير والحكومات. فالجماهير تعيش عقيدة توحيد الله وتناضل في سبيل حرياتها وكراماتها.

أما الحكومات فقد دخلت على خط إعتقاد الجماهير ووظفت ذلك الإعتقاد لصالح عقيدة السلطة بقدرتها على احتواء عقيدة الجماهير وتسخيرها لمصلحة البقاء في المناصب والظفر بالمكاسب. واستمر هذا الصراع والتصادم حتى عندما دخلت العلاقة بين الجماهير والحكومات مرحلة صناديق الإقتراع مما نتج عنه تعقيداً في فهم أسباب تأخر المجتمع العربي. هل يكمن في المجتمع أم في السلطة أم في الدين؟.

***

عدي عدنان البلداوي

 

في المثقف اليوم