قضايا
طه جزاع: عقدة فرانكشتاين
![](/images/1/taha_jazaa.jpg#joomlaImage://local-images/1/taha_jazaa.jpg?width=&height=)
انتهت قبل يومين في باريس أعمال قمة الذكاء الاصطناعي التي شارك فيها ممثلون عن مئة دولة فضلاً عن المئات من ممثلي المنظمات الدولية والباحثين والشركات الكبرى، وبغض النظر عن هدف القمة بجعل الذكاء الاصطناعي في خدمة التقدم الاجتماعي والمصلحة العامة، فإنها تعبر من جانب آخر عن قلق عالمي تجاه تحديات البرامجيات الذكية التي قد لا تنافس العقل البشري فحسب، بل ربما تهدد بفناء البشر. فالمخاوف من سيطرة الآلة على الإنسان قديمة وتعود إلى ما قبل عصر الذكاء الاصطناعي الذي حولها من خيال علمي مجرد إلى واقع يفرض نفسه بقوة في عالمنا المعاصر.
في كتابه " أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" يشير مارك كوكلبيرج أستاذ فلسفة الوسائط والتكنولوجيا بقسم الفلسفة في جامعة فيينا إلى ما يسميه "عقدة فرانكشتاين" وهي العقدة التي تحدث عنها كاتب الخيال العلمي أيزاك أسيموف لوصف خوف الإنسان من الروبوتات الذكية، ومن فكرة انفجار الذكاء الاصطناعي التي تعني أن ذكاء الآلة فائقة الذكاء سيصبح أقوى من كل الذكاء البشري مجتمعاً، وذلك يذكر برواية ماري شيلي زوجة الشاعر الانكليزي الشهير شيلي مبتدعة شخصية فرانكشتاين قبل أكثر من مائتي عام حيث يبتكر العالم فيكتور فرانكشتاين كائناً شبيهاً بالإنسان من أجزاء الجثث، لكنه يفقد السيطرة عليه، وهذا ما يُخشى أن يكون عليه مصير الإنسان الذي سيفقد السيطرة على الذكاء الاصطناعي يوما ما، بل أن عالم المستقبليات الأميركي راي كورزوايل يتوقع أن ذلك اليوم سيأتي حوالي عام 2045 !. أما ستيفن هوكينج عالم الفيزياء المعاصر فقد صرح قبل عام من وفاته في 2018 بأن خلق الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أسوأ حدث في تاريخ الحضارة الإنسانية!.
***
د. طه جزاع – كاتب أكاديمي