قضايا
عدنان الظاهر: المعرّي ونيتشة ْ
جمعتُ الرجلين في داري وكان طعام الضيفين مقصورا ًـ حسب رغبتيهما ـ على الدبس والعسل وبعض الحبوب كالعدس وأقراص التين والزبيب المجففين. ما كان الفيلسوف الألماني نيتشة يعرف الدبس بل ولم يسمع به ولم يذقه ولا من غرابة، فليس في بلده نخيل ٌ أو تمور لذا إشترط حضور العسل الذي كان يهوى. أما صاحبنا المعرّي فما كان يفضل في حياته إلا الدبس ولا أعرف السر. أفلم يكن العسل معروفاً في مِعرّة النعمان؟ أم يحبه لأنه يشكل مزجة جيدة مع مطبوخ الماش أو العدس؟ كان الرجل نباتياً وكذلك كان حال الفيلسوف (عدا لحم الخروف) وما أيسر وأهون ما طلب الضيفان. لا من حاجة للطبخ والنفخ والتسوق الثقيل. كل شئ جاهز في الأسواق. بدأ اللقاء ودياً للغاية بين الرجلين وحميمياً جداً فكلاهما مفكر وشاعر وكلاهما زاهد ثم إنَّ كليهما معتزلان، المعري مرهون في محبسين عماه وبيته، والألماني معتكف في مغارة في أعلى جبل يحلم بالإنسان المثال المتفرّد والإرادة السامية القوية. بأية لغة تخاطب الرجلان؟ تكلم كل ٌّ بلغته الأم إذ جهزتُ لهذه المناسبة جهاز ترجمة فورية من العربية إلى الألمانية ومن هذه لتلك. وإذا ما عصيَ أمر طارئ توسطتُ لتيسيره وشرح ما غمض منه. ما أن فرغ أبو العلاء المعرّي من طعامه حتى سألني هل في بيتك ماء ٌ جار ٍ؟ قلت أجل، الماء هنا يجري ليلاً ونهاراً في الحنفيات فهو دوماً جديد معقم ونظيف وخالٍ من الشوائب. قال هاتِ لي إبرقياً نظيفاً ودلني على حمامك لكي أتوضأ فقد حان موعد صلاتي. كيف عرفت أنَّ آنَ صلاتك قد حان يا رجل؟ قال عندي ساعة داخلية تسمونها الساعة البايولوجية وهي ساعة مضبوطة لا تخون. طالت صلاة الرجل وبقينا في إنتظاره. وما أن فرغ منها حتى سأل هل من قيلولة خفيفة؟ كما تحب يا شيخ المعرة. إضطجع على الأريكة ولم تكف شفتاه عن الحركة. كان نائماً لكنه كان يتمتم مع نفسه بصوتٍ يعلو وينخفض تبعاً لحركتي الشهيق والزفير. كان الرجل يتكلم بلغة غير مفهومة أغلبها ملغّز ومرمّز ظل نيتشة هادئاً طوال الوقت. لم يتدخل ولم يسأل عما يجري أمام عينيه. كان يحترم طقوس الرجل الضرير ويتفهم حاجاته كشاعر ومثقف كبير وفيلسوف يحمل فوق منكبيه هموم الدنيا بشراً وطبيعةً. ظللتُ بدوري ساكناً صامتاً أراقب نيتشة كيف يأكل. نهض أبو العلاء من نومه بعد ساعة تقريباً. إعتذر وبرر النومة الإضطرارية من أنه شيخ طاعن في السن وأن السفرة الطويلة من معرة النعمان في ضواحي حلب السورية إلى مدينة ميونيخ قد هدّت حيله وكسرت عظامه الهشة السريعة الكسر. سألته: وهل ركبت الطائرة في سفرتك أم أتيت بالقطار؟ تبسّم الرجل ساخراً ثم قال: لا بهذا ولا بذاك، إنما أتيتك راكباً جملاً ! أفلم تقرأ شعري:
طربنَ لضوءِ البارق ِ المتعالي
ببغدادَ وهنا ً ما لهن َّ ومالي
قلت محتجاً لكنك لستَ في بغداد ولستَ مُدلجا ً إلى حلب، إنما أنت في ميونيخ الألمانية. قال لا ريبَ في ذلك، لكني عنيتُ أن أقول إني أتيتك ملبياً دعوتك راكباً الجمال التي ركبتها حين غادرت بغداد َ قاصداً بيتي وضيعتي في مِعرّة النعمان. قد يكون البرق في سماوات ألمانيا غير البرق في بلداننا لكنَّ الظاهرة تكررت معي مرتين. طيب يا أبا العلاء، وكم من الوقت إستغرقت رحلتك على ظهور جمالك هذه؟ قال أقل من ساعة !! كيف يا رجل؟ قال ألم تقرأ رسالة الغفران؟ بلى والله قد قرأتها مراراً. قال وهل نسيتَ الطريقة والسرعة التي دخلت فيها الجنة؟ لا أتذكر يا ضيفي، أعذرني. قال تعلقت بركاب إبراهيم ممتطياً ظهر فرس من نور لا سلطان للزمن على حركته. كذا كان حال الجمل الذي حملني إليك إسراءً. برق ضوء خاطف في المدينة فقال المعري هذا ضوء بارق وسيأتي المطر بعده. بالفعل، لم تمض ِ إلا بضعة دقائق حتى تساقط المطر مدراراً. وهل رأيتَ البرق يا رجل؟ قال كلا، إنما ساعتي الداخلية قد أنبأتني أنَّ مطراً سينزل وستغرق شوارع المدينة وتعجز مجاري الصرف عن أداء المطلوب منها وإني سأقضي الليلة معك في بيتك. على الرحب والسعة يا شيخ. هذا بيتك. هل لديك من مانع لو إقترح ضيفنا الآخر أن يقضي هذه الليلة الماطرة معنا في بيتي؟ قال أهلاً وسهلاً، سنقضي ساعات الليل الطويلة نقاشاً وجدالاً وشعراً وفلسفةً شرط أن تكثر من الدبس والزبيب الأسود وأقراص التين وقليل من الماش. وماذا سيأكل وسيشرب الفيلسوف الألماني؟ سأل المعري. سيأكل ما تأكل أنت لكنه سيشرب النبيذ وما هو أقوى من النبيذ، فهل لديك مانع؟ لم يجب، كأنه لم يسمع سؤالي. طالت جلسة الليل الماطر وتشعبت في موضوعاتها وأسهب نيتشة في شرح وجهات نظره الفلسفية وشرّق وغرّب حتى شعر المعرّي بالضجر فأكثر من التثاؤب والتمطي والتململ في جلسته. لم يكترث نيتشة بما آل إليه حال الضرير الأعمى فواصل حديثه وكان فيه الغث السخيف وفيه الجيد الممتع. كان يركز على أمور مقننة محددة يلف حولها ويدور ويختلق المناسبات ليعود إليها شارحاً ولكن بألفاظ مغايرة. كان الرجل يمجد الأرض ولا من غرابة حيث يقول إنه جاء منها ثم إليها سيعود. هذا الكلام موجود في قرآننا حيث جاء بصيغ شتى في عدة سور ٍ منها على سبيل المثال [هو الذي خلقكم من تراب... سورة المؤمن / الآية 67] و[ومن آياته أنْ خلقكم من ترابٍ ثم إذا أنتم بشرٌ تنشرون / سورة الروم / الآية 20] وكذلك ورد مثل هذا الكلام في سورة الحج / الآية الخامسة [يا أيها الناسُ إنْ كنتم في ريبٍ من البعثِ فإنا خلقناكم من تُرابٍ ثم من نطفةٍ...]. ثم إنَّ كلام نيتشة معروف بين المسيحيين منذ زمن بعيد فإنهم حين توديع موتاهم يتقدم حضور ساعة الدفن الواحد تلو الآخر ويُلقي على تابوت الراحل المقفل وهو في حفرته حفنة ً من التراب أو الرمل قائلاً: الرماد للرماد والغبار للغبار.
Ash to ash , Dust to dust
نعمْ، إنه يمجد الأرض فضلاً عن مغالاته في تعظيم السخاء والفضيلة والتفرّد. كيف يعرف أو يمارس المتفردُ السخاءَ وعلى مّن يُسدي جميله وأفضاله إذا كان منعزلاً متوحداً معتكفا ً في مغارة في ذروة جبل؟ على من يسخو وعلى من يتفضل؟ كان المعرّي يتابع أقوالي مرهفاً السمع غير مبال ٍ بموقف الفيلسوف الذي راح يعبُّ من كؤوس النبيذ حتى الثُمالة. ولم يكترث هذا للنقد الذي كنتُ أوجهه له كلمات ٍ لكنها بقوة قذائف مدفع، ولآرائه المبثوثة في صفحات كتابه الموسوم (هكذا تكلم زرادشت). تركت المعري وإنصرفت لنيتشة فقلت له أنظر يا صديق: لم يتزوج المعري بل ولام أباه لأنه أنجبه وخاطبه بالقول [هذا جناه عليَّ أبي / ولم أجن ِ به على أحدِ] ومن ثم طلب نقش هذا الكلام على شاهدة قبره بعد موته وقد كان. قال وما علاقتي بموقف الصديق المعري وعزوفه عن الزواج؟ العلاقة وثقى يا صديق. قال كيف؟ لأني وجدتك شديد التناقض في مواقفك من المرآة. كنتَ مرةً مستعداً أن تتزوجَ المرأةَ التي تحبها فتنجب لك أطفالاً. لكنك إنقلبت عليها وعلى نفسك فقلتَ فيها كفراً أو ما يشبه الكفر. قال مثلاً؟ قلتَ [إنَّ الرجلَ الحقيقي يطلب أمرين: المخاطرة واللعب، وذلك ما يدعوه إلى طلب المرأة فهي أخطر الألعاب]. ما وجه الخطر فيها يا هذا؟ إنك تخشاها لأنك لم تجربها. لم تجرؤ على الدنو منها صديقة ً أو زوجةً. لم تحاول إكتشافها وفك ألغازها والعثور على جواهرها الثمينة. إنك خائف منها لأنك جبان أصلاً رغم دعاواك الفارغة التي تمجد الشجاعة فيها. أين سخاؤك وعلى من تغدق فضلك المزعوم؟ أليست هي الأحق بالفضل والسخاء؟ ظل َّ نيتشة مطرقا لا يعلّق كأنه ما كان مكترثاً بما كان يسمع من ثقيل النقد والتجريح. ظل يعب كؤوس النبيذ مع العسل وظللتُ أمطره بجارح النقد مما إستخلصت مما كتب في كتابه آنف الذكر. رفع رأسه ببطء ورفع حاجبيه الكثين مستفسراً وطالباً المزيد من الكلام حول تناقضه بخصوص المرأة. قلت له أفلم تقل أنت على لسان إمرأة عجوز [إذا ما ذهبتَ إلى النساء فلا تنسَ السوط]. لقد ساويتَ بكلامك هذا بين المرأة والحيوان. السوط للحيوان في سالف الزمان. لأنك تخشاها فلا تقترب منها إلا ووسيلة تخويف وإرعاب معك تحملها في يدك. إنك لا شئ دون السوط رمزاً للقوة والبطش من جهة ٍ، وعلامة تفضح جبنك من الجهة الأخرى، كما كان شأن صدام حسين إذ ْ لم يفارقه مسدسه أبداً. السوط يضيف قوة أخرى خارجية تقوّي بها عزمك وعزيمتك لأنك تعرف جيداً أنك ضعيف وجبان. ما كان نيتشة آبهاً بما يسمع لكأنني كنت أخاطب غيره. ظل ثابت الجنان غير مكترث بما كنتُ أقول له. بمَ كان يفكر إذاً؟ بنسره وأفعوانه اللذين تركهما لوحدهما في مغارته. قال وقد عاد ليقظته إنك ظلمتني يا رجل وأنا ضيفك. ظلمتني مرةً بالحق ومراتٍ بالباطل. لقد أهملتَ ما قلتُ في مناسبة أخرى عن المرآة. ماذا قلتَ يا فيلسوف؟ قلتُ [ليتوهجَّ الكوكبُ السني في حبك أيتها المرأة. وليهتف شوقك قائلاً: لأضعن َّ للعالم الإنسان المتفوّق]. ثم قلتُ [ليحذرَ الرجلُ المرأةَ عندما يستولي الحب عليها، فهي تضحي بكل شئ في سبيل حبها إذْ تضمحل في نظرها قيم الأشياء كلها تجاه قيمته]. هذا لا ريبَ كلام جيد يا سيد نيتشة ولكنك أفسدتَ ما قلتَ بجملة شديدة القسوة على المرأة إذ قلتَ [ليحذر الرجلُ المرأة َ عندما تساورها البغضاءُ لأنه إذا كان قلب الرجل مكمناً للقسوة فقلب المرأة مكمنٌ للشر]. ألم تقل هذا الكلام؟ قال بلى قد قلته وما زلتُ أصرّ على صحته. الشر في قلب المرأة. ما رأيك يا شيخ المعرة بهذا المنطق والموقف من المرأة سيدة وزينة الوجود، شمسنا في النهار وقمرنا في الليل؟ قال كنتُ طوال عمري نصيراً للمرأة ومدافعاً عنها وعن حقوقها بل وأكثر. فقد غامرتُ فجاهرتُ أنْ ليس فرض ٌ على النساء حج َّ بيت الله الحرام. ثم قد قبّحت محاولات بعض الصبية والشباب ترصد أحوال البنات في ساعات لهوهن مع بعضهن أو إرتياد السواقي والأنهار صيفاً للتبرد واللهو البرئ. صغت إحتجاجي ذلك شعراً ضمنته لزومياتي. لا أستطيع أكثر من ذلك وأنا كما ترياني رجل ضرير شبه مقعد. أردتُ جر َّ المعري لجولة ساخنة مع نيتشة ريثما أرتاح قليلاً مما عانيتُ من تشابك عنيف مع هذا الفيلسوف فقلت له يا شيخ وسيد مِعرّة النعمان، أعرف أنَّ لك مواقفَ ووجهاتِ نظر في بعض ما كتب هذا الخواجة حول الرسل والأديان والله... فهلا فتحت معه هذه المواضيع لنزداد فهماً ونتوسع فيما لدينا من معلومات؟ شعر الرجل بحرج غير قليل ولا من غرابة... فإنه هو الرجل الشديد الحذر والكثير التواضع والذي يكره الخصومات والمناكفات لأنه غير قادر على مطاولة الأقوياء الأصحاء الأبدان من ذوي البصر والبصائر وهو رجل قاصر ضعيف عليل البدن. لا يود إيذاء أحدٍ من العالمين ولا يميل إلى جرح مشاعرهم والنيل من كبريائهم الأدبي أو الإجتماعي. ألححتُ عليه أن يتكلم وهوّنتُ عليه الأمر بحجة أنَّ نيتشة لا يفهم لغة أبي العلاء العالية المقامات بل ويعجز عن إدراك مجازاته وكناياته ورموزه التي برع فيها أيما براعة وخاصةً في أشعار اللزوميات المعروفة. أفلم يقل هو بلسانه
[أنا رجلٌ تكلمي بالمجازِ]؟ تحركَ ببطءٍ في مجلسه، تنحنحَ، بسملَ وحوقل ومدَّ ذراعه اليمنى في الفراغ متحسساً ما ومن حوله كما هو شأن الفاقدي البصر جميعاً ثم قال بصوت شديد الخفوت موجهاً كلامه إلى الفيلسوف: قرأتُ عنك أنك تنفي وجود الله خالقنا وقد طالما كررتَ في كتاب " هكذا تكلم زرادشت " جملة مات الله !! لكنك كنت دوماً تحترم الأنبياء بل وتمجد بعضهم، فما سر هذا التناقض في موقفيك؟ رد َّ الفيلسوف بهدوء ونبرة عميقة واثقة: وأنت يا معري، ماذا تقول في هذين الأمرين؟ أنا... أنا أقول بأنَّ الله موجود ولكنْ لا من حاجة به للأنبياء !! إنه كخالق يستطيع الإتصال بعباده مباشرةً دون الحاجة لوساطة رسل أو أولياء أو أنبياء أو مَلك يوحي. أي أنَّ البشرَ مخلوقات الرب مستغنون عن الأنبياء، فصلتهم بربهم قصيرة مستقيمة واضحة لا عوجَ فيها ولا إعضال. الله ما مات ولن يموت... لكنَّ الرسل مّن سيموتون تباعاً. هزَّ نيتشة رأسه وهو يتناول كأس النبيذ العقيقي اللون فسأل المعري ومن أين عرفتَ بمواقفي من الله والأنبياء؟ عرفتُ مما أفادني به بعض الأصدقاء والعارفين بفلسفتك، أجاب المعري ثم أضاف، كيف عرفتَ أنت بعض طقوس الإسلام ومفرداته تلك التي تخص صلاة المسلمين حيث كررت جملة (حيَّ على الصلاة) في معرض حديثك عن الصحراء ثم ولعك بنخلة الشرق وتموره؟ تبسّم الفيلسوف محافظاً على وقاره الطبيعي وهو يشرح ما غمض على المعري حيث قال: قرأت كافة الكتب التي تسمى مقدسة وغير المقدسة. غير أني لم أقل ْ (حيَّ على الصلاة) كما تفضلتَ لكني قلتُ (هلموا للصلاة)... الجملة الأخيرة هذه موجهة لكل البشر ولكافة أصحاب الديانات. أما (حيَّ على الصلاة) فإنها نداء يحض المسلمين فقط على الصلاة وهو معروف وشائع في أوساطهم. إنه خطأ بل ذنب مَن قام بترجمة كتابي إلى اللغة العربية. أراد أن يتملق المسلمين فإستعار جملة الأذان المعروفة وهي جزء من النداء العام [حيَّ على الصلاة / حيَّ على الفلاح / حيَّ على خير العمل]. إرتاح المعري لهذا التفسير والتبرير فإنبسطت أساريره وأراح ظهره المقوَّس طالباً جرعة ماء قراح. هل من كأس شاي مع الماء يا شيخ؟ قال كلا، بل أفضِّل قليلاً من العسل مع الماء. إلتفت الفيلسوف الألماني نحوي قائلاً: وأنتَ، هل لديك ملاحظات على ما كتبت ُ في كتاب زرادشت؟ لديَّ الكثير يا ضيف، لكنَّ الظرف غير مناسب للخوض في هذه المسائل. قد نلتقي مرة ً أو مرات ٍ أُخرَ لنناقش الكثير مما في رأسي من مشكلات فلسفية وأخرى إجتماعية أو سياسية. نكتفي اليوم فالرجل الشيخ يشعر بالتعب ولا طاقة له على المزيد من النقاش. سنلتقي وحيدين وربما بحضور سيدة رائعة ستسحرك بفنها وجمالها وكتاباتها فإنها مثلك فيلسوفة على طريقتها الخاصة. من يدري؟ ربما ستقع في حبها فتعرض الزواج عليها بعد عزوبيتك التي طالت وتبدو لا من نهاية لها. لم يتحمس الفيلسوف لما قلتُ، لم ينطق لكني كنتُ أتحسس حرارة رغبة دفينة عميقة فيه لتناول هذا الأمر بالجدية المطلوبة. قال وهو يمد يده مودعاً: لسوف نرى، سنجتمع ثلاثتنا ولسوف نرى !!.
***
د. عدنان الظاهر
نيسان 2008