قضايا
عطا يوسف منصور: مَنْ استنسخ القرآن المجيد.. رأي للمناقشة
أبدأ مقالتي باسمه تعالى وبقوله: (والله لا يستحيي من الحق). وبقوله: (فمَنْ شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر). وقوله أيضًا: (إنّ الله لغنيٌ عن العالمين) صدق الله العلي العظيم ومن هذا المنطلق أكتب مقالتي طارحًا رأيي الذي لا يتفق معي عليه كثيرون كما أتوقع لأن موضوعي يتعلق بمَنْ استنسخ القرآن المجيد وبالمنقول عن حفظته.
وعدم الاتفاق هذا ناتج عن تفسير جُلُّ المفسرين الى الآية الكريمة التي يقول فيها ربُّ العالمين: (إنّا نحن أنزلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون). صدق الله العلي العظيم وعلى هذا بنى المفسرون رأيهم على أن القران المجيد محفوظ من الباري عزّ وجلّ فلا يحصل السهو أو الغلط عند كتابته من الكُتاب أثناء نقله ولا يحصل السهو والنسيان عند الرواة فهو محفوظً من يوم نزوله على نبينا المصطفى عليه واله اتمّ الصلاة.
وأفضل التسليم الى قيام الساعة وهذا هو الالتباس وما زال عليه المفسرون من خلال تفسيرهم الى الآية الكريمة السابقة وقد سار على هذا الرأي الى يومنا عامة الناس.
نعم وبيقينٍ قاطعٍ أقول: أن القران المجيد نزل على الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله عن طريق الوحي مرتّبًا بآياته وسوره وقد بلّغه الرسول كما جاء به الوحي من الباري عز وجل بلّغه بأمانة الى كافة المؤمنين وهذا ما لا يختلف عليه اثنان وكان منهم الحافظون له عن ظهر قلبٍ كاملًا، وبعد انتقال الرسول الاكرم عليه وعلى اله صلوات الله تعالى الى الرفيق الأعلى ظهرت اقوالٌ منها تقول انه كان مجموعًا في زمن الرسول على شكل صُحف ومنها تقول انه كان مجموعًا في كتابٍ واحدٍ، ولكن الطرفين مُجْمِعان على أنّه تمّ حرق كل ما موجود من مصاحف عدا ما كتبه الخليفة الثالث عثمان بن عفان الى الامصار وأتوقف عن الخوض في هذا الموضوع عن تلك المرحلة لأن موضوعي ينحصر في ما وصل الينا وما هو بين أيدينا ألان من كلام الله سبحانه وتعالى والذي مَـرَّ بمراحل كثيرة ابتـداءً من تدوينه في العهد الاموي زَمَنْ عبد الملك بن مروان ومرورًا بالعهد العباسي وأخيرًا العهد العثماني حتى وصلنا بالصورة المشكولة بالحركات والنقاط ومجزّء الى ثلاثين جزءً.
وحسب ما مذكور في الويكيبيديا هو أن المرحلة الأولى لتدوينه كانت في زمن الخليفة الأول أبي بكر خشيةً من ضياعه لاستشهادِ الكثير من حفظته بعد حروب الرِدّة وكان بنسخة واحدةٍ ثم جاءت المرحلة الثانية من كتابته في زمن الخليفة الثالث عثمان بن عفان حيث استنسخ على أقوال تقول أنّها أربعةً حتّى يصل القول أنّها ثمانية نسخ وذلك لتوسع الامصار واختلاف القراءات واللهجات فدُوِّنت تلك النُسخ درءً للفتنة وقد تحددت فيها القراءة بلهجة قريش وهو ما كان يقرأ بها الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وهي ما تسمّى بالقراءات السبع.
وجاء فيها أيضًا أن الخط العثماني كان فيه رأيان هل هو توقيفي أم هو اجتهادي اصطلاحي فتم الاتفاق من العلماء في ذلك الوقت على أنه توقيفي أي أن الرسول عليه واله صلوات الله وسلامه أوصى باتباعه كونه من الوحي وهو المتوافق مع الاحرف السبعة وبعضهم يقول انها عشرة والمقصود بها هي اللهجات العربية التي كانت في الجزيرة العربية وقد احتوت اللهجة القريشية كلّ هذه الحروف.
وعثر الباحثون على نسخة من صفحتين في جامعة برمنغها البريطانية يعود تأريخها الى القرن السابع وهو الأقرب لزمن الرسول الاكرم كانتا مخطوطتين بالخط الحجازي.
وجاء في الويكيبيديا ان تنقيط حروف القران كان في عهد الامام علي كرّم الله وجهه وبتوجيه منه تولى تنقيط حروفه أبو الأسود الدؤلي فكان الحرف المنقوط يُسَمّى بالمُعجم والحرف غير المنقوط يُسمّى بالمهمل.
كما ان في زمن عبد الملك ابن مروان طلب من واليه الحجاج الثقفي تشكيل حروف القران فكلّف الحجاج بذلك الامام حسن البصري ويحيى بن يعمر العدواني فتم تشكيله ثم قام الخليل بن أحمد الفراهيدي في العهد العباسي بإضافات وتعديلات على تشكيلاته وكذلك في زمن الدولة العثمانية حيث قاموا بتدوينه وكانت الحروف التركية التي كان رسمها رسم الحرف العربي قبل تبديلها باللاتينية في زمن أتاتورك وبقي الخط التركي العثماني بالرسم العربي العثماني بقي الى يومنا هذا وهو ما درج عليه الناس وفي العهد التركي تدرّجت الإضافات بوضع أرقامٍ لرؤوس الآيات وعلامات الوقف وغير ذلك من التحسينات.
وقد كانت الكتابة للمصحف الشريف في زمن الصحابة بالخط الحجازي المشتق من الابجدية الحميرية وحرفها المسند وكذلك كان الخط الكوفي موجودًا الا انه لا يًستعمل في الجزيرة العربية وعُثِرَ على مخطوطات قديمة يُقدر عمرها بأكثر من أربعة آلاف سنة موجودة في اليمن مخطوطة بالخط الكوفي الا أن الخط الحجازي كان هو السائد في الجزيرة العربية.
وفي مصحف عثمان الذي بين أيدينا توجد ثلاثة حروف زائدة تكتب ولا تلفظ وهي الالف والياء والواو والذي يُريدُ معرفتها يُمكنه الرجوع الى الويكيبيديا وأنقل للقارئ جوابًا لأحد علماء دار الإفتاء عن هذا الموضوع.
الأصل في كتابة القرآن الكريم
الأصل أنَّ القرآن الكريم يكتب بالحروف العربية برسمها العثماني، وهو خط مخصوص بالقرآن الكريم موافق للرسم الإملائي في معظمه، وقد خالفه في أشياء معروفة في علم رسم القرآن؛ ككتابة الصلاة "الصلوة"، والسماوات "السموت"، وغير ذلك؛ قال أبو البقاء العكبري في كتاب "اللباب في علل البناء والإعراب" (2/ 481، ط. دار الفكر): [ذهب جماعة من أهل اللغة إلى كتاب الكلمة على لفظها إلا في خط المصحف؛ فإنهم اتبعوا في ذلك ما وجدوه في الإمام والعمل على الأول] اهـ.
وعليه فالخطوط ثلاثة؛ خط المصحف، والخط الإملائي، وخط العروض، ومبناه على كتابة كل ما ينطق به.
وخط المصحف لم يُبتَكر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل كتب به في حياته الشريفة، لكن المكتوب لم يكن مجموعًا في مصحف، وكان يكتب على الجلود والأكتاف -التي هي العظام المنبسطة كاللوح- وسعف النخل، ونحوها؛ لأنَّ الورق لم يكن حينئذٍ، فالشأن فيه انبناؤه على التوقيف.
وقد روى البخاري في "صحيحه" عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لما نزلت: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النساء: 95] قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ادْعُوا فُلاَنًا»، فجاءه ومعه الدواة واللوح، أو الكتف.. الحديث.
إثبات أن كتابة المصحف بالرسم العثماني توقيفية
قد أخبر سبحانه وتعالى بأنه قد تكفل بحفظ كتابه؛ فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقد تواترت قراءة: ﴿رَحْمَتَ﴾، و﴿نِعْمَتَ﴾، و﴿سُنَّتُ﴾، وأخواتها المشهورة بالتاء عند الوقف، وقراءة ﴿وَسَوْفَ يُؤْتِ﴾ في سورة النساء بكسر التاء وحذف الياء لغير الجازم كذلك، وقراءة ﴿يَدْعُ﴾ في سورة الإسراء و﴿يَمْحُ﴾ في سورة الشورى و﴿سَنَدْعُ﴾ في سورة العلق بحذف الواو في الأفعال الثلاثة لغير الجازم كذلك أيضًا؛ خلافًا للقياس العربي المشهور في ذلك كله، فلو لم يكن الرسم العثماني توقيفًا عَلَّمه جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكان خبره تعالى كاذبًا، وهو محال؛ أي: لو كان الرسم العثماني غير توقيفي؛ بأن كتبه الصحابة على ما تيسر لهم كما زعمه البعض، لزم أن يكون سبحانه وتعالى أنزل هذه الكلمات: ﴿رَحْمَتَ﴾ وأخواتها بالهاء، و﴿سَوْفَ يُؤْتِ﴾ بالياء، و﴿يَدْعُ﴾ وأختيها بالواو، ثم كتبها الصحابة لجهلهم بالخط يومئذ بالتاء وبحذف الياء والواو، ثم تبعتهم الأمة خطأ أربعة عشر قرنًا من الزمان، فتكون الأمة من عهده صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم مجمعة على إبدال حروف بأخرى في كلامه ليست منزلة من عنده، وعلى حذف حروف عديدة منه، وإذا كان ذلك كذلك كان خبره تعالى كاذبًا، وكَذِبُ خبرِه تعالى باطل، فبطل ما أدّى إليه، وهو كون رسم هذه الكلمات ونظائرها بلا توقيف نبوي، إذا بطل هذا ثبت نقيضه، وهو كون الرسم العثماني توقيفًا، وهو المطلوب. انظر: "سمير الطالبين" للشيخ الضباع (ص: 24-25، ط. عبد الحميد حنفي بمصر).
ما تقدم من قول هو ان رسم حروف القران المجيد توقيفي والحجة مبنية على ان الرسول علية واله أفضل الصلاة والسلام قد أقرّه وعليهم التمسك به.
وتماشيًا مع هذا القول أقولُ متسائلًا هل كان كتبة الوحي يكتبون بغير الخط الحجازي المعروف عندهم بحيث حصل التفاضل بين خطين تم عرضهما على الرسول عليه واله الصلاة والسلام وعلى ذلك أقرّ الكتابة بالخط الحجازي؟
وأتساءل أيضًا لو كان قد عُرض القران المجيد مُدوّنًا من قِبَلِ كتبة الوحي بالحرف والاملاء العربي هل كان سيرفض التدوين به رسول الله عليه واله صلوات الله وسلامه؟
وإذا كان الخط توقيفيًّا مبنيًّا على أساس توصية الرسول عليه واله الصلاة والسلام فلماذا تم احراقها وشمل الاحراق حتى القران الخاص به والذي كان في بيته بأمرٍ من الخليفة الثالث وهو الأقرب للرسول بالمصاهرة والصُحبة ومثل هذا التصرف سيصبح مخالفة كبيرة من الخليفة ولا أتوقع منه هذا؟
ولا أدري كيف يكون الحرف توقيفيًّا وتُقبل الزيادات في نسخ القران المجيد بالإملاء العثماني ويبقى هو المتداول بيننا الى اليوم؟
إنّ مفهوم الرضى والقبول جاء من الرسول عليه واله الصلاة والسلام جاء لعدم وجود مَنْ يُدَوّن القران المجيد بغير الخط الحجازي المتعارف عليه في الجزيرة ولأجل هذا حصلت التوصية بكتابته بذلك الرسم.
كما أن تفسير الآية المباركة // إنّا نحن أنزلنا الذكر وإنّا له لحافظون // لا تعني أن الله سبحانه وتعالى سيحفظه اثناء كتابته من قبل ناسٍ غير معصومين ولو كانت الكتابة بخط الرسول الكريم لكان لزامًا على كُتّاب الكتاب وأعني القران المجيد الالتزام بها.
والذي يتبين لي من هذه الآية ان الله جل وعلى قال: وإنّا له لحافظون هو التنبيه والتحذير من التلاعب والتغيير وقد سبق ذلك تحريف التوراة والانجيل ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى // وانّه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيم // وقوله تعالى // بل هو قرانٌ مجيدٌ في لوحٍ محفوظ // صدق الله العلي العظيم.
وما وقفتُ عليه في قراءتي للقران المجيد سأتطرق الى ذكره ان شاء الله ولا اتوقع أنى الأول في اكتشاف ما سأذكره، ولكني الأول في طرحه على منصّات التواصل وهي الاتي:
1 / وردت كلمة / تتلوا القران المجيد / بإضافة ألف الى الواو لأن الخطاط عثماني فظنها واو جماعة في حين كتب / جاءو / بدون ألف الجماعة وهذا لم يكن في زمن الخلفاء الراشدين ولا العهد الاموي ولا في العهد العباسي.
2 / وردت التاء في / رحمة ونعمة / مرةً بالتاء الطويلة ومرةً بالتاء المربوطة ودليل هذا على ان الذي كتب القران المجيد يكتب بالطريقتين ولا يُميز بين التاء التركية والتاء العربية.
3 / ورد في سورة الحجر عدم رد إبراهيم عليه السلام على الملائكة المكرمين في حين ورد السلام في سورتيّ هود والذاريات والحجة أن الجواب قد حصل وهذا تخمين لا يتناسب مع قوله تعالى / وإذا حُييتم بتحيةٍ فحيّوا بأحسن منها أو ردّواها / صدق الله العلي العظيم ويؤكد هذا المضمون ما جاء في سورتي هود والذاريات وقد بنى المفسرون هذا التأويل الذي جاء هو استنادًا لتفسير الآية الكريمة / إنّا أنزلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون / صدق الله العلي العظيم وقد بينتُ أنّ الشطر الثاني هو للتنبيه والتحذير من التلاعب بالقران كما حصل في التوراة والانجيل.
4 / وردت في سورة الماعون / ويلٌ للمصلين الذين هم عن صَلاتهم ساهون / بفتح الصاد والذي يقرأ السورة المباركة يجد أن واقع السورة وأجواءها هو الحثّ على العطاء وفعل عمل الخير والصحيح هو بكسر الصاد فتصبح / صِلاتهم / ومفردها صِلة أي الاحسان الى الاخرين وفي هذا يتناسب المطلوب من المصُلّين وتلك هي الغاية للباري عزّوجلّ في السورة.
5 / ورد في سورة الشمس ترتيب الآية في غير مكانه فالآية الكريمة تقول // والشمسِ وضحاها والقمرِ إذا تلاها والنهار اذا جلّاها والّيل إذا يغشاها الى آخر السورة المباركة وواقع الحال وهو ما نراه يوميًا أن بعد الضحى يأتي النهار وبعد النهار يأتي الليل وبعد ذلك يأتي القمرُ فيكون الحال متطابقًا بين كلام الله عزّ وجلّ وبين الطبيعة الكونية التي خلقها.
6 / دخول آيات كجمل اعتراضية خارج سياق الآية ومنها على سبيل الشاهد في سورة البقرة دعاء الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم في الآية الكريمة (284) ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ (285) لايُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ (286)
والجملة الاعتراضية هي الاية // لا يُكلف الله نفسًا إلّا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت // وفي حالة رفعها عن موقعها في الدعاء يأتي الدعاء متسلسلًا لا تقاطع فيه وهناك في سورة البقرة وفي سور أخريات ورود آيات في غير موقعها ويبقى الحل والعقد بيد منظمة الدول الإسلامية لتقرر تدوين القران المجيد بالحرف والاملاء العربي ولا خوف في ذلك على الإسلام والله ولي المؤمنين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمدٍ وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.
***
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
الدنمارك / كوبنهاجن
الخميس في 23 مارس 2024