قضايا
محمد جواد فارس: المرأة ودورها المجتمعي
الأم مدرسة إذ أعددتها
أعدت شعبا طيب الاعراق
*
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أنما ايراق
*
الأم أستاذ الأساتذة الآلى
شغلت ماثرهم مدى الأفاق
***
حافظ ابراهيم
يقال ان المرأة هي نصف المجتمع والصحيح انها هي التي تبني المجتمع من خلال الإنجاب وكذلك تربية الأطفال، أضافة لكونها تمارس دورها في بناء الوطن حيث تعمل بختصاصها، أن كانت طبيبة او مهندسة او محامية أو معلمة وغيرها من المهن، أضافة لكونها زاولت العمل السياسي كما روزا لكسمبورك والمناضلة كلارا زيتكنا لعبن أدوار نضالية مشهودا في حركة الطبقة العاملة العالمية وتركنا بصماتهن في الحركة النسائية العالمية التي ظهرت بعد الحرب الوطنية العظمى متمثلة في اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، في الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وضد التميز العنصري، في طروحاتهن حول النظام الرأسمالي وجشعه واستغلاله وحتمية انتهائه والوصول الى الاشتراكية ودفاعهن عن حقوق الطبقة العاملة في العمل والعيش الكريم، ويجب أن نتذكر دور المرأة السوفيتية في الحرب الوطنية العظمى ما قدمته في الدفاع عن الوطن السوفيتي ضد النازية الهتلرية والفاشية في الجبهة وفي المستشفيات، ولا ننسسى دور الشخصية الفرنسية المناضلة سيمون ديبفوار زوجة المفكر الفرنسي جان بول سارتر الماركسي وكانت كاتبة ومفكرة وفيلسوفه وجودية وناشطة سياسية ونسوية.
و في العالم العربي وأثناء احتلال الجزائر من قبل الاستيطان الفرنسي، ظهرت المقاومة الجزائرية متمثلة بحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية في قتالها ضد المستوطنين الفرنسين، لعبت المرأة الجزائرية دورا نضالية مشهودا مع مشاركتها للرجل في النضال والمقاومة المسلحة والسلمية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، جميلة بو عزة وجميلة بو حيرد ووريدة لوصيف، وزهرة ظريف حسين، وباية حسين ومريم بو عتورة، ووريدة مداد، وفضيلة سعدان، وفاطمة نسومر، وغيرهن، وقمنا بنشاطات سرية استهدف حتى جنرالات الجيش الفرنسي في البارات، حيث وضعن المتفجرات وكبدن الفرنسين خسائر جما. هكذا انتصر الشعب الجزائري في تحرير بلاده وبمشاركة المرأة.
و اما المقاومة الفلسطينية ودور المرأة في النضال من تحرير الأرض من رجس الصهاينة محتلين الأرض، فكان للمرأة الفلسطنية دورا مهما في المشاركة الفعلية في حركة المقاومة الفلسطينية الباسلة، ومنهن المناضلة الباسلة ليلى خالد والتي انضمت لحركة القوميين العرب ومن ثم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث شاركت بخطف الطائرات ومن خلال عملها البطولي من أجل ان تعلن للعالم أن قضية الشعب الفلسطيني لا يمكن نسيانها وانها حركة تحرر وطني، لعودة الشعب الفلسطيني من مخيمات الجوء إلى وطنهم وإقامة دولتهم الفلسطينية على ارض فلسطين.
و لايمكن أن ننسى الشهيدات الفلسطينيات من أمثال لينا النابلسي وكذلك شادية ابوغزالة وغيرهن من قدمن ارواحهن من أجل تحرير بلدهم فلسطين العربية من رجس الصهاينة المستوطنين.
اما المرأة السودانية المناضلة فاطمة ابراهيم وهي زوجة الشهيد القائد العمالي الشفيع أحمد الشيخ، فقد لعبت دورا مهما في أكبر منظمة عالمية الا وهي اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، فقد قامت بالدفاع عن حقوق النساء في العالم وفي العالم العربي، ضد الاضطهاد والاعتقال والتعنيف وضد التقاليد القديمة البالية ومنها التي كانت سائدة في المجتمعات الأفريقية ومنها (ختام المرأة) لما كان يحدث بعدها من وفيات بسبب النزف.
اما المعمارية العراقية المولد والبريطانية الجنسية زها حديد، ابنت محمد حديد الشخصية الوطنية واحد مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي بقيادة كامل الجادرجي والذي أصبح وزيرا للمالية في حكومة عبد الكريم قاسم بعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة عام 1958، فقد أبدعت زها حديد في فن العمارة المدنية واقدمت على تصاميم جميلة تتناسب وتتناغم مع سمة العصر وجمالها، في بلدان عديدة عربية كاالامارات العربية المتحدة والعراق في تصميم بناية البنك المركزي العراقي وبلدان عالمية ومنها اليابان، حيث قلدة ميداليات من قادة الدول في العالم ومنها ملكة بريطانية.
المرأة في العراق بين الأمس واليوم
بعد الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية على يد الحلفاء جرى احتلال العراق الذي كان تحت سيطرة الدولة العثمانية من قبل البريطانيين، وفي الثلاثين من حزيران عام 1920 انتفض العراقيين في ما سمي ما بعد بثورة العشرين شاركت فيها عشائر العراق في الفرات الأوسط والمنطقة الغربية وكذلك رجال الدين من الوطنيين، واندلعت معارك طاحنة بين جيش المحتل البريطاني والثوار العراقيين، على الرغم من عدم تكافؤ القوى في السلاح والمعدات بين الطوب (المدفع) المستخدم من قبل الانكليز، والفالة والمكوار وهو عصى فيها كتلة اسفلتية. ومن هنا جاءت ردة الثوار الشهيرة (الطوب احسن لو مكواري). ولعبت المرأة العراقية دورا كبيرا في تشجيع الثوار على المقاومة ومدهم بالطعام والاهازيج الحمساسية، وبعد تنصيب الملك فيصل الأول من الحجاز وجاء به من سوريا ملك على العراق، تشكلت الدولة العراقية بجهازيها التشريعي (البرلمان) والتنفيذي (مجلس الوزراء) وبعد ذلك تم تشكيل (القضاء)، وبدء العمل من أجل التعليم العالي، الاعداد لتأسيس كلية الحقوق وكان للمرأة نصيب في دخول الكلية حيث أن أول امرأة تخرجت منها هي أمينة الرحال اول حقوقية تخرجت من هذه الكلية، وهي من عائلة تقدمية التوجه أضافة لدورها في تشكيل الحلقات الماركسية والتي أصبحت في ما بعد نواة لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. وكانت أمينة الرحال اول امرأة تقود سيارة في العراق. وبعدها اختيرت اول امرأة أصبحت قاضية في العراق هي صبيحة الشيخ داود وأصبحت الكليات العراقية يدخلها الجنس الانثوي وتخرجن منها حقوقيات ومن كليات أخرى طبيبات ومعلمات ومهندسات.
و بعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة عام 1958 ظهرت قوانين ومنها قانون الأحوال المدنية، هو من أهم القوانين في انصاف المرأة في الوطن العربي، لما جاء به من بنود لمساوات المرأة في الحقوق في الإرث والزواج والعمل ومشاركة الرجل في مهن متعددة وخير مثال استأزار نزيهة الدليمي وهي شيوعية وطبيبة، أصبحت وزيرة البلديات في حكومة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم.و انطلقت المرأة بالحصول على التعليم حتى بدء لجان مكافحة الأمية إجراء ممنهج لتعليم المرأة وحتى اخذت الجامعة والمدارس والوظائف تعج بالمرأة واستمرت الحكومات اللاحقة العسكرية والدكتاتورية تسير في هذا المنوال.
و اليوم وبعد الاحتلال عام 2003 الذي اقدمت الولايات المتحدة الامريكية والمملكة البريطانية ودول حلف الناتو على تدمير كيان الدولة التي مضى على انشاءها قرن من الزمن، دمرت المدارس والمستشفيات وجرى تحويل المنهاج في الدروس ليس لمتابعة النهج الذي يقوم على تطوير العلم والأحاق بالدول الاخرى بل هيمنة على التربية والتعليم الأحزاب الدينية وأصحاب الشهادات المزورة. وبالنسبة للمرأة أصبحت ربة بيت فقط لم يجري دفعها إلى أن تشارك الرجل في كل المجالات واهتمت الأسرة بشكل عام بتوفير لقمة العيش وتربية الأطفال ولكن للأسف حتى لم تكون هناك توعية في مجال الإبتعاد عن القتل والسرقة وبشكل مركز حول تعاطي المخدرات، التي دخلت على العراق لتدمير الأسرة اولا والمجتمع بشكل عام (القتل والانتحار) حيث أن ايران لعبت هذا الدور وشجعت بفتح حدودها مع العراق للحصول على العملة الصعبة (الدولار ااامريكي) وأصبح العراق ليس فقط دولة عبور وإنما دولة مستهلكة لكل انواع المخدرات، وظهرت وانتشرت الجريمة كنتيجة حتمية لانتصار المخدرات وتفكك الأسرة. وللأسف لاتوجد قوى وطنية تأخذ على عاتقها مهمة التوعية للجيل الناشئ بمخاطر المخدرات صحيا، والعمل من أجل كبح جماح البطالة والبطالة المقنعة، وإيجاد فرص عمل وذلك بالضغط على الحكومة بفتح المعامل والمصانع.
ستبقى المرأة العراقية اصيلة وهي الأم والأخت والزوجة، في النضال لفتح الباب أمامها وعلى مصراعيها في التعليم والعمل والتوظيف.
***
محمد جواد فارس
طبيب وكاتب