قضايا
الشيخ علي عبد الرازق نظام الخلافة ليس من الإسلام
- هل سار كمال أتاتورك على نهج الشيخ علي عبد الرزاق؟
- (الوهابية في الجزائر .. من يمتلك السلطة الدينية؟)
كثير من الدراسات الي خاضت في قضايا الفكر الإسلامي منذ الخلافة الراشدة وأسباب تحول المسلمين، وما وقع من أحداث في البلاد الإسلامية، فكانت هناك دعوات لإسقاط الخلافة وإزالتها، وكان أول من دعا إلى إزالة الخلافة الشيخ علي عبد الرزاق في كتابه " الإسلام وأصول الحكم"، إذ يرى أن نظام الخلافة ليس من الإسلام، بل هو نظام سياسي ابتدعه العرب، وقد أثار كتابته ضجة كبيرة خاصة عند صدور طبعته الثالثة عام 1925، عالج فيه قضية الإسلام دين لا دولة، يقول عنه بعض المفكرين ومنهم محمد البهي بأن دراساته مستعرة من دراسات المستشرقين وبحوثه تفتقر إلى النزاهة لأنه يتأوَّلُ ما زاد عن الدين في الكتاب والسُّنَّة بأنه خارج حدود الدعوة الدينية وربما يقصد النظام الوراثي الذي ابتدعه الأمويون ولعل السباب ترجع إلى أن بعض التيارات الإسلامية أرادت أن تكون السيادة الشرعية وحدها، وذلك ما حدث في موقعة السقيفة بعد وفاة الرسول (ص) وهو ما دعا إليه المودودي وسيد قطب والخميني فيما أطلقوا عليه اسم ث الحاكمية أو ولاية الفقيه.
وقد تبنى كمال أتاتورك فكر الشيخ علي عبد الرزاق، أيام الإمبراطورية العثمانية، كانت له ثورة سياسية عسكرية وردّة فعل عنيفة ومتطرفة على الأوضاع في تلك الحقبة اعتبرها البعض ثورة إصلاحية، تميزت بإسقاط الخلافة الإسلامية وإبطال العمل بقوانين الشريعة وإقامة نظاما جمهوريا مدنيا علمانيا، في محاولة منه إخراج المجتمع التركي من عباءة الإسلام، كان كمال أتاتورك زعيم الحزب الوطني للأتراك، في سنة 1920 انتخب أتاتورك القائد العسكري رئيسا للجمعية الوطنية وكان الحلفاء أكثر طمعا في ضم أراضي تركيا اليونان، لكن أتاتورك تمكن من طردهم واسترجع الأراضي التي هي اليوم الجمهورية التركية طبقا لمعاهدة لوزان لعام 1923، فمكنه هذا النجاح من أن ينتخب ريسا لتركيا في انتخابات مارس 1924، ومن هذا المنطلق ألغت الجمعية نظام الخلافة .
كان هذا القرار صدمة لشعوب الإسلامية وبخاصة مسلمي القارة الهندية، أما الأكراد فقد وجدوا في إسقاط الخلافة الإسلامية فرصة للثورة على النظام الجمهوري الجديد الذي ألغى الخلافة، فثاروا باسم شيخ الطريقة النقشبندية سنة 1925 من أجل الحكم الذاتي وتأسيس الولايات التركية الشرقية، حوّل أتاتورك تركيا إلى دولة حديثة واستبدل القانون الشرعي الإسلامي بالقانون المدني السويسري وإلغاء وزارة الأوقاف وإغلاق المساجد على غرار المسجد الكبير أيا صوفيا الذي حوله إلى متحف كما حوّل مسجد الفاتح إلى مستودع، ومنع أتاتورك تعدد الزوجات، والطرق الصوفية وزوايا الدراويش كما يسمونهم في تركيا، جعل الأذان بالتركية وفرض اللباس الأوروبي.
وبهذه القرارات قطع أتاتورك تركيا بماضيها الإسلامي، إلا أن الزعامة كانت محل أطماع البعض، تشير المصادر أن الشيخ الشريف حسين زعيم الثورة العربة 1916 وحليف الإنجليز ضد الأتراك في الحرب العالمية الأولى كان قد أعلن نفسه خليفة من مكة مستغلا علاقاتها الطيبة مع بريطانيا ومن هذه الدعوة عادت الخلافة إلى الساحة عندما هتف علماء الأزهر بالخلافة لملك مصر فاروق عام 1938، أمام الوهابية فهي تسعى اليوم لانتزاع الخلافة، مستغلة وجود البيت الحرام في السعودية، وبالتالي تريد أن تكون السعودية هي مقر الخلافة الإسلامية، ما جعل بعض التيارات الإسلامية في العالم الإسلامي تتبنى الفكر الوهّابي ليكون لها نصيب من السلطة، والوهابية نشأت في قلب الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي، وهو أحد علماء الجزيرة أخذ علمه عن الشيخ ابن تيمية الذي قد أحيا فقه الإمام ابن حنبل الذي اتهمه البعض بالتشدد، في الجزائر مثلا وبدخول المذهب الوهابي انقسم علماء الجزائر إلى جمعيتين : إصلاحية وطرقية، وكانت من بين التهم التي الصقها الطرقيون بجمعية العلماء المسلمين هي اعتناقها الوهابية، خاصة وأن البعض يقول أن الوهابية تتبنى فكر المعتزلة أما الشيخ أبو يعلى الزواوي وهو من أبرز العلماء الإصلاحيين في الجزائر فقد رفع عن الوهابية هذه التهمة وقال إن الوهابيون سنيّون وليسوا معتزلة.
***
علجية عيش