نصوص أدبية

جواد المدني‎: خيبات

أبحث عن بقايا امنيات رحلت  ..

‏اناخت برحلها عند ضفاف الروح

‏تنْحتُ من الرمل وجوهاً لم تعد تعرفني

أحدّق بها فتلسعني أجفاني ..!

كانت يوماً تنثر فوق رأسي

قوافي وكلمات تأسر طيبتي

اتلذذ بها  ، لأنام في حضن الرضى ..

وخنجر خيباتي مخبوءٌ بين أضلعي ،

ذكريات ‏لم يبقى منها سوى بقايا

نقشت على شراع صارية العمر

أحلّق بها فوق تلك الضفاف الهرمة

كعصفور اثقل جناحيه المطر

أنقّب بين ذرات الرمل

عن أبجدية أفراح قتلها الصبر

ثم أحدّق نحو المسافات

فلا أجد غير أبواب موصدة

وقميص مزقته مخالب الريح

***

مازلت أُغازل سنى الأفق البعيد

وأشتهي أن أقبّل شفة الفجر

أتوسل إليه أن يعانقني

ويرميني للشمس لتأكلني

وتنثر رمادي فوق روابي خريف العمر ..!

مازلت . .

أستجدي شموعا

لأشعلها. . على أبواب إنتكاساتي

ملٌت جراحاتي المتهرّئة

من صقيع إنتظاري

وهامت ليالي على صهوة صيفي

مَجُلت يداي

من مجاذيف أ’منياتي

وتيبّست شفتاي من لهاث طيبتي

فما عدت أقوى على أن ألثم

شفة الحلـــــــــــــــــــــــــم . .

***

هــاأنـــــــــذا . .

أصــــحـوا ... من تحت ركام المنايا

أنفض عن بقايا جسدي المتهالك

أكداس .. غبار الثلـــــــــــــــج

وأصرخ من أعماقــــــي

مــــــازلت . .

مثقلا بالندى

فما عاد يضيرني

أن . . .

(أُغرد بعيدا عن سربي )

أو . . ألوذ بغربتي

أحتسي معها أقداحا فاضت

برحيق اليأس، وأمضغ من لباب الحيرة

منتشياً بذكريات

عصفت بها رياح الخوف

مثل فراشةٍ أضاعت زهرتها

فحطّت على مياسم روحي

***

جواد المدني

في نصوص اليوم