نصوص أدبية
زهرة الحواشي: رِيحُ الشّمالِ
هُبِّي يا ريحَ الشّمالِ بِربْعَتِي
هَفْهِفي دونُ تأخّرْ
وَ احْمِليني بَين أَعْطافِكِ .عطفًا
فلقدْ تلاشى العمرُ حتّى كاد يُدبِرْ
عَلّني أَحْظى بِطَرْفٍ مِنْ حَبيبٍ
مُنذُ أبْعاادٍ تَخلّى وَ تَنَكّرْ
*
وَ احْذْري أنْ يلمحَ في رَمْقيَ دمعًا
جفِّفيه إن ترقرقَ في المآقي
جفّفيه قبل أن يَهجُرَ مِحْجرْ
وَ ادفُقي في وَجْنتيَّ حُمْرةً تُخْفِي اصْفِرارًا
ساقه الْوَجْدُ لِوَعْدٍ قد تَعذّرْ
*
و إذا ما اهتزّتِ الأضلُعُ لهْفا
عِند قُربي منْ ديارِهْ
فابعَثي حَوليَ رَجّاتٍ وَ وَقْعاً
يُخْفِتُ ذاك التّوتّرْ
*
وَ اهْمِسي لي خِلسة ًمنه
اذا ما الشوقُ جاوز باطِني
وَ بَدا و ظهّرْ
ذكِّريني أنّه القاسي الذي
أدمَى فؤادي وَ تعالى وتجبّرْ
ذكِّريني كيف مِن فَرطِ جفاهُ
بِتّ طَيْفاً ...بِتّ قَفْرًا مُتَصَحِّرْ
*
وَ إذا بِمَلْمَحِي باَنَ حُزْني
بعثري خصْلاتِ شعري
فوق وجهي و ادْرئِي عنه التكدّرْ
و إذا سَرتْ مني عباراتُ الهِيام
غمغِمي صوتي بنبْرِكِ
علّ نبري يتبعثر
*
فكِياني كبريائي
و كما الصّبارُ طبْعي
ثابتٌ رغْم العواصفِ
في صحاري القحْط أخضرْ
إنما مرّتْ هموم ٌ
هَيّجت شجواً بقلبي
فتذكّر .
***
زهرة الحواشي
من ديوان حرف و دمعة