نصوص أدبية
خالد الحلّي: مرآةٌ نادمة
كانتْ أعْيُنُنا
لا تُبْصِرُ إلا أَوْجُهَنا
في المرآةْ
هَلْ عيناكِ هُما الأصدقُ،
أمْ عينايَ،
أَمْ المرآةْ
كُنّا نعرفُ أنّ الأعينَ قد تَخْدَعُنا
لكِنّأ ما كنّا نَعْرِفُ إنّ المرآةْ
يُمْكِنُ أنْ تَخْذُلَنا
و تُراوِغَنا
كانتْ صابرةً ساكتةً
تبدو المرآةْ
لكِنْ ذاتَ صباحٍ هبّتْ هائجةً
طَرَدَتْنا صارِخَةً:
منذُ اللحظةِ ليسَ بوِسْعِكُما
أنْ يَدنو مني أَحَدَكُما
إنّي أُنْذِرُكُما
...........................
...........................
حِيِنَ هَرَبْنا وحَمَلْنا صُنْدُوقَ الأسرارْ
كُنّا نسمعُ صوتَ المرآةِ يصيحُ بإصرارْ
عودوا .. عودوا
لا يُمْكِنُكُمْ أنْ تختاروا إلاَ ما أختارْ
وعَرَفْنا حينَ فَتَحنا الصُّنْدُوقْ
إنَّ المرآةْ
تملكُ ذاكرةً ماكرةً
تخزنُ ما نَحْنُ عَرَفْناهْ
وعيوناً حاذقةً
تَحْفَظُ ما نَحْنُ شَهَدْنَاهْ
.........................
........................
حينَ رأيتُكِ حائرةً
قلتُ دَعِينا
نَتَذَكّرْ أنَّ المرآةْ
كانتْ مِنْ صنعِ أيادينا
و سَتَبْقى طَوْعَ أيادينا
سَمِعَتْنا المرآةُ، فَراحَتْ تبكي
متوسلةً
ضارعةً:
لا تدعاني دونكما
مَنْ لي غيركما؟
مَنْ لي غيركما؟
***
شعر: خالد الحلّي
ملبورن – أستراليا