نصوص أدبية
عبد الله الجميل: في مدينة الألعاب
وأنا أسيرُ ككلّ يومٍ للعملْ
برتابةِ المألوفِ من أيامنا حيثُ المللْ
أبصرتُ لافتةً تقولُ: (إلى اليمينِ مدينةُ الألعابِ)
نادتني الطفولةُ قلتُ: أدخلُ ولْيمتْ في غيظِه ذاك المديرُ
وصِحتُ: حيَّ على الكسلْ
وأتيتُ شُبّاكَ التذاكِرِ
قال لي: هيَ للكبارِ بلا نقودٍ
يا إلي هل كبِرتُ!
دخلتُ والأطفالُ كالعشبِ المبللِ بالندى
وأنا أراني مثلَ فاكهةٍ تأخّرَ قطفُها فتيبّسَتْ
كالبرتقالةِ إذ تدلّتْ تشبهُ المشنوقَ والأغصانُ حبلُ المِشنقةْ
قد كنتُ يوما شرنقةْ
وركبتُ دولابَ الهواءِ
رأيتُهم ضحكوا عليَّ
ورحتُ أصعدُ في السماءِ فلا أحسّ برهبةِ الأطفالِ
يا ويلي تُرى كم قد كبِرتُ !
وظلّ يصعدُ ثُمّ ينزِلُ ثم يصعد ثم ينزل
والبيوتُ كأنها قد لوّحتْ بمدامعِ الأضواءِ
صاحَ بيَ المشغِّلُ: إن دورَكَ إنتهى فانزلْ
ولكني بقيتُ معلّقاً عندَ الهواءِ
عرَفتُ أين الشمسُ تذهبُ في المغيبِ
لحِقتُ سِرْباً من طيورٍ هاجرتْ
ولمستُ أحجارَ النجومِ براحتيّ
***
عبد الله سرمد الجميل شاعر وطبيب من العراق






