نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: رثاء الكرامة العربية
كــيفَ الأَمــاجِدُ أصــبحوا أنــعاما
وإلــى الأعــادي أصــبحوا خُــدَّاما
*
إن الــكُماةَ عــلى الــثّغورِ رباطُهمْ
لا يــمــسحونَ الــخُفَّ و الأقــداما
*
وإذا الــجــيوشُ تــحوَّلتْ لــعصابةٍ
ضــمَّتْ لــصوصاً ســذَّجاً ولــئاما
*
كــلُّ الــجحاجحِ غُــيِّبوا واسْتُبْعِدوا
والــتــافهونَ تــصــدَّروا الإعــلاما
*
والــلصُّ أصــبحَ فــي البلادِ مقدَّراً
والــنّــذلُ أصــبحَ فــارساً مــقداما
*
وعــلى ابــن جــلدتِهمْ تفجَّرَ حقدُهمْ
صَــبّوا مــن الــحقدِ الكريهِ الجاما
*
ونَــسَــوا لــتــاريخٍ عــظــيمٍ تــالــدٍ
فــجرُ الــحضارةِ مــن هنا قد قاما
*
جعلوا الحدائقَ كالكواكبِ في السّما
قــد نــافسوا مَــنْ شــيَّدوا الأهراما
*
والأبــجــديّةُ أوجــدوهــا لــلــورى
والــنــاسُ تــأخذُ مــنهمُ الأحــكاما
*
عــادوا لــعصرِ الــتّيهِ بــعدَ هدايةٍ
فــنسوا الإلــهَ وقــدَّسوا الأصــناما
*
تــبــاً لــقــومٍ هــجَّــروا أعــلامَهمْ
كــي يــرفعوا الــجُهَّال والأقــزاما
*
فــانعِ الــرجالَ إذا خَــلَوا من عزّةٍ
يــالــيتهمْ لـــو يــصبحونَ عــقاما
*
وانـــعِ الــنساءَ ولاتــكنْ مُــتَعَطِّفاً
مــا لــم يــلدْنَ مُــحَجَّلاً ضِــرغاما
*
كــنتمْ أمــاجدَ مــن ســلالةِ مــاجدٍ
فــعــلامَ تــرجــونَ الــزَّنِيمَ عــلاما
***
عبد الناصر عليوي العبيدي