نصوص أدبية
عبد الناصر عليوي: أمـة الطبـخ
لا الــطبخُ يَــشغلُني أو كانَ يَعنيني
لــكنَّها صــدفةٌ مــرّتْ بــها عــيني
*
شــاهدتُ صــفحةَ طــبَّاخِ فأذْهلَنِي
قــد بــاتَ أتْبَاعُهُ كالرُّزِ في الصينِ
*
أدركــتُ أنَّ فــنونَ الــطبخِ معـجزةٌ
لأمَّـــةٍ هَــمُّها حــشوُ الــمصارينِ
*
إنَّ الــكُــرُوشَ إذا دَلّــلــتَهَا كَــبُرَتْ
يــصيرُ صــاحبُـها مــثلَ السلاطيـنِ
*
هـي الــوسيلةُ كي تَرْقَى بنهضتِها
تــحــرّرُالقدسَ مــن أنــيابِ تــنِّينِ
*
ثُـــمَّ انــتــقلتُ إلــى أُســتاذِ فــلسفةٍ
مــازالَ مــلتزماً بــالعُرْفِ والــدّينِ
*
حــروفهُ صَــدِئَتْ، مــا مــرَّها أحدٌ
إلاّ إذا خــطــأً، بــعــضَ الأحــاييــنِ
*
فــالفكرُ مـعضلةٌ والــناسُ ترهبُهـا
مـــا راقَ مَــسْــلَكُها إلاّ لــمِــسْكِيـنِ
*
فَــعُدتُ مــدَّكِراً مِــنْ هــمِّ هــندسةٍ
إذْ مَــسَّنِي هَــوَسٌ مِــثلَ الــمجانينِ
*
حــتى تَخَرَّجـتُ باتَ الكونُ يَغبِطُنِي
أمضيتُ عُمْرِيَ بينَ الوحلِ والطينِ
*
أَتْــبَعتُهَا فــي بحورِ الشعرٍ منشغلاً
كــي أَنحَـتَ الحـرفَ طِبْقاً للموازينِ
*
مــا فَادَنِي الــشعرُ حــتى لــو مُعَلَّقةً
كــتبتُها فــي مــدادٍ مــن شــراييني
*
فــالــشعرُ يـحــلو إذا تــتلوهُ فــاتنةٌ
حــتى وإنْ تُــبْدِلَ الــثاءاتِ بالسينِ
*
مــا أجـملَ الــضَّمَ للكسراتِ تَرفعُها
وفــتــحةً زيَّــنَتْ صــدرَ الــفساتيـنِ
*
أنْ تَــكْسِرَ الــوزنَ مغفورٌ لها سلفاً
هـيَ الــتي، جَـبَرتْ كَسْرَ الملاييــنِ
***
عبد الناصر عليوي العبيدي