نصوص أدبية

مامند محمد: قصائد على حافة الغياب

لطالما ردَد نشيد الولاء،

ومات مشرداً،

لم يجد ظلاً يؤويه.

2.

أرفق مع الطلب صورة ابنه الشهيد،

قالوا له:

اكتب الطلب مرةً أخرى،

وبخطٍّ أوضح.

فكتبه بالدم،

فرُفِضَ،

وقالوا: "الحبر غير رسمي."

3.

عند بابٍ نخرته السنين،

رسم طفل على التراب

سورًا، وبابًا، وحديقة.

ثم سأل أمه:

"هل سنسكن هذا البيت يومًا؟"

4.

في طابور الخبز،

يقرأ منشوراً على الجدار:

نُطعم الوطن، ونبني الغد.

ينظر إلى يده الفارغة،

ويهمس:

"نسيتُ أن أحمل وطني معي.

5.

سأل مَن خلفهُ في الطابور:

هل سيرانا أحد؟

ردَ عليه هامساً:

" لكنك.. لم تصفق يوماً. "

6.

على رصيف ظهيرة موحشة،

تمتم الأب في لنفسه:

"هل يُطعم الوطنُ ابنه،

أم هو من يُطعم الوطن؟"

7.

امرأة تكنس أرضًا غمرتها الذكريات،

يوقفها المذياع للحظة،

بوعدٍ جديد،

ثم تتابع الكنس،

كأنها تودّع وهماً

خُدعت به طويلاً.

8.

ليبقى الوطن شامخاً،

مزّق الرصاص صدره،

وسال دمه على التراب،

لكن اسمه اُسقط

من سطور التاريخ."

***

مامند محمد قادر

شاعر وقاص عراقي كوردي

 

في نصوص اليوم