نصوص أدبية

أسامة محمد صالح: توهّم

توهّمْ أيّها العربيُّ كيلا

يظنَّ الخلْقُ أنّكَ عُدْتَ ذَرّا

*

وقلْ مرِحًا لمن يبغي جوابًا

بأنّكَ بالمهادِ أحَطْتَ خُبْرا

*

وأنّك قد هجرْتَ الأرضَ إذْ لمْ

تعُدْ تُخفيْ عليكَ الأرضُ سرّا

*

إلى العلْياءِ مُحتلّا لكيلا

تظلَّ على السّماويّين حِكْرا

*

وباهِ بفتحِكَ العلياءَ غرْبًا

تطاولَ ظلُّه أنْ زارَ بدْرا

*

ولا تُخفيْ عليهمْ أنّ طيّ

السّماء وما تلا يحْتاجُ شهْرا

*

وأنّ الغيبَ من بعدِ السماوا

تِ آتٍ دورُه مهما تورّى

*

توهّمْ يَفهَموا لِمَ لمْ يعودوا

يروْنكَ منذُ قرنٍ مرّ دهْرا

*

يروا لِمَ لمْ يعودوا يلتقونَ

السّما في أرضِها سُنَنًا وذِكْرا

*

وما خبِرَتْ عصورٌ من أُمورِ

الدُّنى وطِباعِها شِعرًا ونَثرا

*

وما ألقاهُ ربُّكَ مِنْ أسامٍ

لآدمَ في السّما كتُبًا وحِبْرا

*

توهّمْ يُدركوا لِمَ لمْ يعودوا

يرونَ لمجدِكَ العربيِّ نصْرا

*

لِكيلا يحسبَ الأغرابُ عنهُ

بأنّك بِعتَ أرضَ الحشْرِ قهْرا

*

وأنّكَ بتَّ تسكنُ ما الغروبُ

ابْتنى من جُمْجُمِ الإنسانِ فِكْرا

*

وأنّك بتّ تعبدُ ما اليهودُ

افترتْ في غيْبةِ الإيمانِ كُفْرا

*

توهّمْ، إنّ طولَكَ دونَ وهمٍ

سيبقىْ لو بلَغْتَ الألفَ فِترا

*

لكي تُحْصى إذا أحصَوا وإلّا

فهُمْ مُسْتكثرونَ عليكَ مِترا

*

لكي يُبقوا منَ الماءِ الذي لَمْ

يعُدْ لكَ أيّها المغلوبُ بِئرا

*

وفي الأرضِ المُبارَكةِ التي لَمْ

تعُدْ لكَ أيّها المقلوبُ شِبرا

*

وفي التاريخِ إنسانًا وأرضًا

ودينًا أيّها العربيُّ ذِكرا

*

توهّمْ وابْقَ للأكوانِ سوقًا

تُضِفْ لبقاكَ يومَ الفرزِ عُذرا

*

وإلّا فالذي لا نفعَ منه

عليه اسْتكثرَ الأحلافُ قبرا

*

وما مِنْ واهمٍ إلّا ونقّى

ليكبُرَ وهمُهُ زيفًا وخَمْرا

***

أسامة محمد صالح زامل

في نصوص اليوم